"مصراوي" داخل المدرسة اليابانية بالتجمع: "تجهيزات لم تنته.. وموعد الدراسة مجهول"

كتبت- ياسمين محمد:

تصوير- أحمد طرانة ويمنى بدر:

في مكان نائي عن التجمع السكاني، تقع المدرسة المصرية اليابانية بالتجمع الخامس، وهي من ضمن المدارس التي سلمتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لوزارة التربية والتعليم، في المرحلة الأولى، والتي أجرى فريق من الوزارة زيارة ميدانية لها، اليوم الأحد، لتفقد مدى جاهزيتها لاستقبال الطلاب.

وضم فريق المتابعة التابع للوزارة: أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم الوزارة، فريدة مجاهد مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، ياسر عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي، هند جلال مستشار الوزير للمشروعات القومية، وخالد حجازي مدير عام إدارة القاهرة الجديدة التعليمية، وذلك للوقوف على الاستعدادات النهائية للعمل في المدارس اليابانية.

وقال "خيري"، إن زيارة اليوم تأتي في إطار متابعة تجهيزات المدارس اليابانية الثمانية التي تم تسليمها بالمرحلة الأولى، مؤكدًا أن موعد بدء الدراسة لم يتحدد بعد، ولن يتحدد حتى تستكمل الوزارة كل ما ينقص المدارس من تجهيزات تجعلها مؤهلة لاستقبال الطلاب.

تضم المدرسة 28 فصلًا بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، ولكن الفصول التي تعمل حتى الآن، يصل عددها إلى 10 فصول فقط، من المرحلة الأولى برياض الأطفال "KG1"، وحتى الصف الثالث الابتدائي، بواقع فصلين لكل صف دراسي.

ومن المقرر أن تصل كثافة الفصل إلى 36 طالبًا، يمكن زيادتهم إلى 40 طالبًا كحد أقصى، وفقًا لتصريحات هند جلال مستشار وزير التربية والتعليم للمشروعات القومية، ما يعني أن المدرسة قبلت من 72 - 80 طالبًا فقط بكل صف دراسي.

ويوجد بالمدرسة فصول مجهزة لاستقبال الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب الإعاقات التي حددها القرار الوزاري المنظم لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس، بالإضافة إلى دورات مياه مخصصة للطلاب المعاقين.

ويتكون كل مبنى من ثلاثة أدوار: أحدهما أرضي، وخُصصت الأدوار الأرضية للمكاتب الإدارية، وفصول مرحلة رياض الأطفال، والفصول الدامجة، فيما خُصصت المباني العلوية للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ويوجد بابين بكل فصل أحدهما للدخول والآخر للخروج، وتصطف مقاعد الطلاب في شكل دائري، كما توجد أرفف لاحتواء أغراض الطلاب بالفصول.

وقال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، إن مدرسة القاهرة الجديدة مجهزة من حيث الإنشاءات، ولكن ينقصها استكمال تجهيز الفصول وتوفير عوامل السلامة والأمان بالملاعب ووسائل الترفيه الموجودة بالمدرسة، مؤكدًا أنها لن تستقبل الطلاب إلا بعد إتمام هذه العناصر.

وتواجد أعضاء هيئة التدريس داخل المدرسة، يستقبلون أوراق الطلاب ويجرون لهم المقابلات الشخصية، وينظمون الدخول والخروج.

وقالت إيمان صابر إحدى أعضاء هيئة التدريس، إن المقابلات التي تجرى للطلاب ليست بالشكل المتعارف عليه بالمدارس الدولية ولكن كل ما في الأمر هو التعرف على الطالب وتكوين رابطة قوية معه، وإنشاء جو من الألفة بين الطالب والمدرسة، موضحة أن المقابلة لا تؤثر في مدى قبول الطالب بالمدرسة من عدمه.

واتفق أعضاء هيئة التدريس مع مديرية التربية والتعليم، على ارتداء زي موحد خلال ساعات العمل تمثل في الدمج بين اللونين "البمبي والكحلي".

وقال معلمو المدرسة، إن اختيارهم للقيام بمهمة التدريس بالمدارس المصرية اليابانية مر بمراحل عديدة، بدأت بالمسابقة التي خاضوها، وكان معيار القبول بها صغر السن وارتفاع المؤهلات، مشيرين إلى أن جميعهم يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه بالإضافة إلى الدبلومات، ومروا باختبارات عديدة انتهت بنجاهم في الوصول للتدريس بهذه المدارس، موضحين أن تدريبهم على أنشطة "التوكاتسو" اليابانية، تم علي يد معلمين سافروا لليابان ونقلوا إليهم الخبرات التي اكتسبوها.

وتزامن وجود فريق المتابعة من وزارة التربية والتعليم، تقديم الأهالي المقبول أبنائهم للأوراق الخاصة بالتقديم، وتلقى الفريق شكاوى عديدة من أولياء الأمور.

وكانت الشكوى المتكررة بين أولياء الأمور هي بعد المدرسة عن التجمعات السكانية ووجودها في منطقة تحت الإنشاء وصفوها بـ"الميتة"، إلا أن أحمد خيري أكد أن منطقة التجمع الخامس لا يمكن وصفها بـ"الميتة"، فصحيح أن حولها مبان تحت الإنشاء ولكنها في المستقبل القريب ستكون معمورة بالسكان.

وأضاف خيري، أن سبب اختيار إنشاء المدرسة في هذا المكان، تمثل في أهمية العثور على قطعة أرض ذات مساحة كبيرة صالحة لإنشاءها، حيث بنيت المدرسة على مساحة 6000 متر، وهو ما لا يتوفر في المناطق المأهولة بالسكان.

وأكد خيري أنه سيتم توفير "اتوبيسات" لنقل الطلاب، من خلال الإدارات التعليمية، تحدد مصروفاتها الوزارة من خلال الإدارة المركزية المشكلة لمتابعة ملف المدارس اليابانية.

واشكتى ولي أمر آخر، من قبول نجله المقيد بـKG1، وعدم قبول أخيه المقيد بالصف الأول الابتدائي، رغم سكنهم في نفس المنزل، وهنا ردت مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، مشيرة إلى أن معايير القبول تتمثل في المربع السكني أولًا، ثم السن، مشيرة إلى أنه يتم قبول الطلاب الأكبر سنًا، والشرطين انطبقا على الطالب المقيد برياض الأطفال فيما لم ينطبق على الطالب المقيد بالصف الأول الابتدائى سوى شرط المربع السكني فقط، ولكن هناك من هم أكبر سنًا وأولى منه بالقبول.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن اختيار الطلاب تم بشكل إلكتروني دون تدخل بشري، مشيرًا إلى أنه سيتم قبول تظلمات أولياء الأمور والبت فيها من خلال الإدارة المركزية الخاصة بشؤون المدارس اليابانية.

وتضرر عدد كبير من أولياء الأمور من عدم قبول أبنائهم بالمدارس اليابانية رغم استيفائهم شرطي السن والمربع السكني، وأوضح أحمد خيري أن قائمة الطلاب المقبولة ليست نهائية، فلن يتم تأكيد قبول الطلاب إلا بعد التأكد من تطابق أوراق التقديم مع البيانات المدخلة عبر الموقع الالكتروني، كما أن هناك أولياء أمور رأوا أن المدرسة في شكلها النهائي لا تتفق وطموحاتهم مقررين عدم استكمال إجراءات التقديم، وبالتالي تركوا أماكن فارغة تتيح الفرصة لقبول أعداد إضافية.

وأضافت مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، أن الفصل يستوعب 40 طالبًا بحد أقصى، حتى يتمكن الطلاب من ممارسة أنشطة "التوكاتسو" التي تميز المدارس المصرية اليابانية، ما أدى إلى عدم قبول بعض الطلاب الذين تنطبق عليهم الشروط، وذلك حتى تؤتي العملية التعليمية ثمارها.​