بعد انقطاع الكهرباء.. قصة عملية قسطرة على ضوء الشموع بمستشفى الزيتون
كتب - أحمد جمعة:
كعادة الأيام الروتينيّة بمستشفى الزيتون التخصصي، دخلت سيدة خمسينية مُصابة بجلطة قلبية حادة أمس الأربعاء، لتتخذ إدارة المستشفى قرارًا بتحويلها بشكل عاجل إلى العمليات لإجراء قسطرة للشرايين، ويستعد الطاقم الطبي على عجل لإنقاذ المريضة.
بدأ الطاقم الطبي استعداداته في دقائق معدودة؛ الفريق المساعد يجري تجهيز المريضة ويضعها على الأجهزة، فيما يُحضر طاقم التمريض الأدوات المساعدة للدكتور حلمي عبد الرحمن، المشرف على وحدة رعاية وقسطرة القلب بالمستشفى، لتضم الغرفة 11 شخصًا يأملون في إنقاذ حالة السيدة "زينب علي - اسم مستعار"، التي شخصها الأطباء بأنها "كادت تودي بحياتها".
نحو 20 دقيقة مرّت أجرى خلالها الفريق الطبي عملية تصوير للشرايين حيث اكتشفوا وجود انسداد كامل للشريان الرئيسي، لكن أمرًا لم يكن في الحسبان وقع، إذ انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المستشفى إلا عن جهاز القسطرة الذي تم تركيبه إلى المريضة، بعد أن شرع الأطباء في إجراء القسطرة.
لم يضطرب الفريق الطبي، لكنه هرول بعضهم لفتح "كشافات الموبايل" حتى يستمر رئيس الفريق الدكتور حلمي في استكمال الجراحة، فيما أسرع آخرون لإحضار شموع ليزيد إنارة غرفة العمليات، وقتها توجس أهالي المريضة من وفاتها، ليتدخل مدير المستشفى د. أسامة عبد الله مطمئنا إياهم أن الأمور تسير بشكل جيد.
"نجحنا في الجراحة بفضل دعوات أهالي المريضة وفريق المستشفى".. حسبما ذكر المشرف على وحدة القسطرة بالمستشفى، موضحًا أن السيدة "زينب" دخلت إلى غرفة العمليات في حالة خطرة "نسبة الموت أكتر من الحياة"، ليوقع زوجها على إقرار بإجراء العملية ومسؤوليته حال وفاتها.
ساعة ونصف استغرقتها عملية قسطرة، و"النور قطع لمدة 40 دقيقة خلالها"، لكن جهاز القسطرة ظلّ يعمل بشكل طبيعي لكونه مجهزًا بنظام كهربائي يمده بالطاقة حال انقطاعها، حتى تكللت جهود الفريق الطبي في فتح الشريان بالكامل وتركيب "دعامة الحياة". ويؤكد د. حلمي أنه تم التعامل بحرفية مع ما حدث للمريضة لتخرج بكامل وعيها، و"نستمتع بدعاء جميع أهل المريضة وفرحتهم بإنقاذها"، لكنه سيظل يتذكر تلك الواقعة التي لم تمر عليه طيلة سنوات عمله.
يقول الدكتور أسامة عبد الله، مدير المستشفى، إنها المرة الأولى التي ينقطع الكهرباء من الخطين اللذين يمدان المستشفى، وتم إجراء عدة اتصالات مع الحي والإدارة الهندسية لحل المشكلة "وخلال هذه المحاولات العملية كانت لسه شغالة وكانوا شبه خلصوا".
"الفريق كله عنده تحدي يغيروا فكر المواطن عن المستشفيات الحكومية، وأن يشعر المريض بالأمان".. يتحدث الدكتور حلمي عبد الرحمن، عن نماذج مشابهة قامت بها الوحدة؛ فخلال شهر رمضان، هرول الأطباء إلى إجراء عملية مماثلة لمريض دخل المستشفى "وقت الأذان"، ولم يتناولوا "مياه" حتى انتهوا من تركيب الدعامة.
ويُضيف: "تم إنهاء الإجراءات الإدارية للمريضة في دقائق، ودخلت العمليات سريعا، والبعض يعتقد أن هذا لا يحدث إلا في المستشفيات الخاصة".
فيديو قد يعجبك: