اللواء يحيى اللقاني يروي قصة أول كتيبة تسلقت خط بارليف ورفعت علم مصر
حوار- مصطفى المنشاوي:
في تمام الساعة الثانية و5 دقائق من يوم السادس من أكتوبر 1973، قاد اللواء يحيى اللقاني أول كتيبة مشاة عبرت قناة السويس واقتحمت الساتر الترابي، ورفعت علم مصر فوق خطب بارليف.
44 سنة مرت على المعركة التي أعادت سيناء إلى حضن الوطن، ولا تزال كل تفاصيلها حاضرة في ذهن اللواء اللقاني، الذي التقاه "مصراي" ليحكي لنا قصة أول كتيبة عبرت القناة وتفاصيل اللحظات الأولى لمعركة استعادة الأرض.
وفي حواره لمصراوي، قال "اللقانى": إن نصر السادس من أكتوبر كان وراءه رجال أشداء، وكان وراءه تخطيط وقادة أحبوا مصر، وأرادوا لها العزة والكرامة، مشيرًا إلى أن دعم المصريين لقواتهم المسلحة كان سببا قويًا في تحقيق انتصار أكتوبر المجيد.
وأضاف: وقت الحرب كنت قائدًا للكتيبة ٢٤ مشاة باللواء الثامن بالفرقة السابعة بالجيش الثالث الميداني، وكنت مسئولاً عن ٤ قوارب تحمل الجنود في أول موجة من موجات العبور لقناة السويس، والفصيلة التي كنت أقودها هي أول من تسلقت الساتر الترابي.
\
وتابع: الخطة الموضوعة في ذلك الوقت كان تشدد على أن نحافظ على سرعة التيار في قناة السويس، حيث تتغير السرعة كل ٦ ساعات، مرة من الجنوب للشمال ومرة من الشمال للجنوب وكانت المسافة التي نقطعها لعبور قناة السويس لا تتجاوز الـ١٠٠ متر.
وأوضح: "أن العبور كان بحذر شديد بسبب وجود "النابالم" ، وكان من حسن الطالع عدم وجود قوات العدو أعلى الساتر ووصلنا للضفة الشرقية للقناة بسلام، واستمر العبور حوالى ١٥ دقيقة وكان من خلال نقطتين في الساتر الترابي الذي قمنا باحتلاله لتأمين عبور القوات.
"المصريون لا يعرفون المستحيل" قالها الرجل قبل أن يتابع: "مهمتي كانت عبور الساتر الترابي ونقل المدافع والأفراد للضفة، والسلم كان ارتفاعه حوالى ١٧ مترًا، وبعد احتلالنا للساتر الترابي رفعنا العلم وكان السكون يخيم على الضفة الغربية للقناة، وأخذ الجنود يهتفون "الله أكبر.. الله أكبر"، وانتظرنا أعلى الساتر الترابي حتى عبرت الموجة الثانية من قوات المشاة، وأخذت مكاننا وتقدمنا نحن نحو سيناء واستمر القتال بيننا وبين قوات العدو الإسرائيلي في ٦ و٧ أكتوبر، بعدها أصبت وتم نقلي للمستشفى.
وأكد، أن نصر أكتوبر كان له عدة أسباب عدة، فقد كان حصادًا للتخطيط الجيد والدقيق للقيادة العامة للقوات المسلحة، التي لم تترك أي تفاصيل للمعركة للعبة الصدفة أو الاحتمالات، ولا شك أن توفيق الله سبحانه كان من أهم أسباب نصر أكتوبر، وكان إيمان الجندي المصري البطل بقضية وطنه وانتمائه لتراب مصر محورًا فاصلًا وحاسمًا في تحقيق الانتصار العظيم، علاوة على دعم ومساندة الشعب المصري العظيم لجيشه وتأييده لخطواته، ودعواته له بالنصر، فقد تجمعت كل هذه الأسباب حتي يتحقق نصر عظيم يفخر به كل مصري أمام الجميع.
وشدد على ضرورة أن يكون نصر أكتوبر حاضرًا بيننا جميعًا في كل وقت، وأن نعرف أن هناك من ضحوا، وما زالوا يضحون بأرواحهم من أجل مصر، وليضع كل مصري نفسه مكان هذا الجندي الذي يقف ليستشهد في أي وقت، وليبذل الجميع قصار جهده من أجل نصرة مصر، ورفعتها خاصة في تلك الظروف التي نعيشها الآن.
فيديو قد يعجبك: