حكاية تحدي الإعاقة.. «محمد الشافعي» درس الفلسفة بالجامعة الأمريكية والتحق بـ«هارفارد»
كتب- محمد قاسم:
لا شيء يمنع شخصًا يريد الوصول إلى هدفه، فالإصرار هو العنوان، والمثابرة هي الرفيق، ولن يحول شيء بين أحدٍ وحلمه إلا صاحب الحلم نفسه، هكذا برهن محمد الشافعي، على هذه المعاني، وضرب مثلًا رائعًا في المثابرة والإصرار على النجاح.
تخرج محمد الشافعي في قسم الفلسفة عام 2017 بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وحصل على منحة المدرسة المصرية العامة التابعة لبنك HSB، هذا الخريف بالسنة الأولى من كلية الحقوق بجامعة هارفارد.
ترك الشافعي خلفه سجلاً حافلاً بالإنجازات الأكاديمية، بعد أن تحدى إعاقته البصرية، ونظر للمستقبل بحماس شديد، ولازال يأمل في استخدام درجته العلمية المستقبلية من كلية الحقوق في إحداث تغييرات ملموسة.
ويقول الشافعي: "آمل أن أساهم في التقريب بين العالمين الإسلامي والغربي."
كان الشافعي عازم الأمر فيما يتعلق بالخطط التي رسمها لمستقبله والتي تضمنت التقديم لعدة كليات حقوق، وأوضح في الخطاب الذي ألقاه في حفل تنصيب فرانسيس ريتشياردوني رئيساً للجامعة الأمريكية بالقاهرة، إنه يحلم بدرء خطر الإرهاب عن طريق إقامة مؤسسة فلسفية تعمل على إيجاد تفاهم حقيقي بين الشرق والغرب".
ويعاود الشافعي التفكير بالجامعة وكيف كانت حافزًا له لطرق مجالات عديدة مما أثار لديه الكثير من الاهتمامات، واختار التخصص في الفلسفة لما لديها من قيمة عظيمة في دراسة النظريات التي تشكل أساسيات الفكر السياسي، وأظهر تفانيًا كبيرًا في دراسته وبحثه حتى خارج قاعة الدراسة عبر المشاركة في مؤتمرات دولية والحصول على جوائز عن كتاباته.
ويقول الشافعي: "أتاح لي التعليم المعتمد على النهج الليبرالي، والقائم على التفكير النقدي والتحليلي، معرفة أكثر اتساعًا لم أكن سأتمكن من اكتسابها من خلال أي تعليم آخر، وكان أساتذتي في قسم الفلسفة على استعداد تام لمناقشة وتحليل أية نظريات معي، ولا أعتقد أنه كان بإمكاني أن أحظى بمثل هذه التجربة في أي مؤسسة تعليمية أخرى."
وفضلاً عن مناقشة الأعمال الفلسفية مع أساتذته، برع الشافعي في الأنشطة خارج المنهج الدراسي مثل الكتابة في مجلة AUC Times Magazine، وتقديم المساعدة كمدير لبرنامج إذاعي، والمشاركة في نادي الفلسفة Philosophy Club بشكل منتظم، وفي خريف 2015، حصل الشافعي على منحة الدكتور أحمد المقدم للدراسة بالخارج؛ للمشاركة في برنامج تبادل طلابي مع جامعة ميشيغان، بالإضافة إلى ذلك، يعد الشافعي عازفًا ماهرًا على البيانو الكلاسيكي، وعزف بعض المقطوعات الموسيقية في العديد من الفعاليات.
يقول الشافعي: "هذه الأنشطة جعلتني أرى أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كمؤسسة تعليمية، جزء من المجتمع، وعلمتني أن أفضل المؤسسات التعليمية على الإطلاق هي التي تفهم احتياجات المجتمعات التي تتواجد بها."
ومع وضع هدف تشجيع التحاور والمناقشة بين الطلاب ذوي الثقافات المتعددة، أسس الشافعي جمعية للقراءة باسم MensCiceronis والتي ضمت أعضاء من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة أوكسفورد والعديد من الجامعات الأمريكية الأخرى، وتقابل أعضاء المجموعة على نحو منتظم لتحليل الفلسفات السياسية الغربية، واليهودية والإسلامية القديمة، وكان الطلاب المتواجدون بالحرم الجامعي يتحدثون مع الطلاب الآخرين عبر سكايب.
ويضيف الشافعي: "أثبتت هذه الجمعية نجاحها من خلال إقامة حوار بين أُناس من ثقافات مختلفة وساهمت في إثراءنا جميعًا."
وفضلاً عن أنشطته الجامعية، أبدى الشافعي شغفًا لتدريس لغة برايل والمساعدة في زيادة الترجمات المكتوبة بها والمتاحة للمكفوفين وضعاف البصر، وتعاون الشافعي مع المؤسسة المصرية لأهالي ذوي الاحتياجات البصرية من خلال تدريس كيفية القراءة والكتابة والموسيقى بلغة برايل، والتكنولوجيا التكيفية، وتعليم Microsoft Word واللغة الإنجليزية باستخدام برامج مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تطوع الشافعي فيBookshare، وهي أكبر مكتبة على الإنترنت تقدم كتباً لذوي الاحتياجات الخاصة، وساهم في مسح وتصحيح الكتب بهدف ترجمتها للغة برايل، وبادر بصياغة المسودة الأولى لإطلاق نسخة إلكترونية لأعمال شكسبير الكاملة بلغة برايل.
وبعد استكشاف الفلسفات الأساسية للنظرية السياسية، يضع الشافعي بصمته على مجتمع جامعي آخر عبر دمج النظرية والتطبيق في دراسته للقانون المكتوب، ويقول: "عبر دراستي للقانون، آمل أن أتمكن من دمج القانون والفلسفة معًا من الناحيتين النظرية والتطبيقية؛ كي أتمكن من إحداث فارق".
فيديو قد يعجبك: