جدل حول الكتاب الدوري للتعليم ونجاح الطالب "من غير امتحان"
كتبت- ياسمين محمد:
أثار الكتاب الدوري الصادر عن وزارة التربية والتعليم، حالة من الجدل؛ بشأن الإجراءات الواجب اتباعها نحو إعلان الطالب بأحقيته في دخول امتحان الدور الثاني، بين المعنيين بالشأن التعليمي.
وينص الكتاب الدوري رقم 30 لسنة 2017، على منح الطالب الذي يحق له دخول امتحانات الدور الثاني، درجة النجاح دون دخوله الامتحان، في حال أخطأت إدارة المدرسة ولم تعلم ولي أمره بجدول الامتحانات.
ورأى خبراء التعليم، أن الكتاب الدوري، يثير العديد من التخوفات، إذ قد يساء استخدامه من قبل أولياء الأمور، الذين يتعمدون الغياب عن المنزل طوال الفترة بين امتحان الدور الأول والثاني، ليحصل أبناؤهم على درجة النجاح دون دخول الامتحان.
وأكد الكتاب الدوري، على إدارة المدرسة بإخطار ولي الأمر رسميًا بأحقية ابنه في دخول امتحان الدور الثاني قبل موعد الامتحان بأربعة عشر يومًا على الأقل، على أن ترسل خطابًا بالبريد الموصى عليه بعلم الوصول، أو يسلم لولي الأمر شخصيًا ويثبت ذلك في سجل خاص، مع الحصول على توقيع ولي الأمر بالسجل، وإرفاق صورة بطاقة الرقم الوقمي الخاص به للتأكد من شخصيته.
وشدد الكتاب، على أنه في حالة ارتداد الخطاب للمدرسة لأي سبب، عدا رفض ولي الأمر الاستلام، يتم إرسال خطابًا آخر عن طريق قسم الشرطة الواقع في دائرة عنوان الطالب، قبل الامتحانات بـ14 يومًا، وفي حالة عدم إرسال الخطاب أو إرساله بعد المواعيد المقررة قانونًا، أو ارتداده أو ضياعه، بسبب خطأ إدارة المدرسة، يحصل الطالب على درجة النجاح في مواد الرسوب.
وبررت الوزارة سبب إصدارها الكتاب الدوري، أنه بناءً على توصية هيئة النيابة الإدارية ومراعاة للصالح العام، ونظرًا لما تلاحظ من تكرار حالات تضرر أولياء أمور الطلاب من عدم معرفتهم بمواعيد امتحانات الدور الثاني، وعدم وجود قواعد تنظم آثار عدم الإخطار والإجراءات الواجب اتباعها حال عدم وجود الإخطار.
ووصف مصدر مطلع داخل ديوان عام وزارة التربية والتعليم، الكتاب الدوري بـ"النكتة"، مشيرًا إلى أن أولياء الأمور خاصة في المرحلة الثانوية، قد يسيئون استخدامه لصالح أبنائهم، بالابتعاد عن المنزل خلال الفترة بين امتحانات الدور الأول والثاني، مشيرًا إلى أن الكتاب الدوري لم يكتب بصورة قانونية دقيقة.
وأكد المصدر، أن ولي الأمر يجب أن يكون مسؤولًا عن رسوب نجله وإعادة السنة في حالة عدم دخوله امتحان الدور الثاني وليس المدرسة، فولي الأمر هو من يجب أن يسعى لمصلحة نجلة: "بالشكل ده لو انا عارف إن ابني فاشل وهيسقط في الدور التاني هسافر علشان ينجح من غير مجهود، وممكن ارشي عامل البريد واخليه يكتب على الخطاب لم يستدل عليه".
من جانبه علق الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية على الكتاب الدوري، بأن الوزارة تعاني تخبطًا دون مبرر، مشيرًا إلى أن الطلاب وأولياء الأمور يجب عليهم متابعة نجاح أبنائهم أو رسوبهم وما يترتب عليها من دخول الدور الثاني من عدمه وجدول الامتحانات.
وأضاف مغيث، أنه إذا كان لابد للوزارة القيام بهذه المهمة فهناك أساليب كثيرة للإعلان عن مواعيد امتحانات الدور الثاني، دون تحميل هيئة البريد وأقسام الشرطة مسؤولية إعلان الطلاب، والوقوع في الثغرة التي قد يستغلها أولياء الأمور للهروب من امتحانات الدور الثاني، مثل الإعلان عن الجدول بمكان واضح في المدرسة، أو إصدار بيانات صحفية بجداول امتحانات الدور الثاني تنشرها وسائل الإعلام المختلفة.
ولفت مغيث إلى أن الوزارة لديها 20 مليون طالبًا، متسائلًا: "هل تمتلك الوزارة قدرة مالية لإرسال خطابات بمواعيد الامتحانات لأولياء الأمور، وهل تضمن توصيلها قبل الامتحانات بـ14 يومًا".
إقرا أيضا :
"التعليم": نجاح الطالب حال عدم علمه بجدول الامتحانات لخطأ إداري- صور
فيديو قد يعجبك: