بعد اعترافات "المسماري".. كيف يمكن مواجهة الإرهابيين؟
كتبت- عايدة رضوان:
فجرت اعترافات الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري، المقبوض عليه على خلفية هجوم الواحات في العشرين من شهر أكتوبر الماضي، الحديث مجددًا حول أهمية مواجهة الفكر التكفيري والتصدي لسيل الفتاوى التي يزيفها الإرهابيون لخدمة مصالحهم وتجنيد شباب جُدد لصفوفهم.
قال أحمد بان، الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية المتطرفة، إن الإرهابي الليبي، شاب يمثل عينة مثالية لشباب كثر يتم التغرير بهم، وتبنيهم لأفكار القاعدة المتطرفة، مؤكدًا أنهم ضحايا نصوص فقهية وتفسيرات استقرت في واقعنا منذ عقود طويلة.
وقيم بان، في تصريحات لمصراوي، الشاب الليبي، بأنه شاب بسيط قدراته العقلية متواضعة، لافتًا إلى أن صلته بعلوم الدين والشريعة محدودة وقاصرة رغم حصوله على ليسانس لغة عربية، مشيرًا إلى أن هؤلاء- في إشارة إلى المتطرفين- يمثلون إصبع الاتهام إلى المؤسسات الدينية الرسمية في عالمنا الإسلامي، التي لم تستطع التأثير فيهم وتعريفهم على حقائق الدين بدلًا من أفكار هذه الجماعات التي تبنوها ودافعوا عنها ووهبوا لها حياتهم وكل جهودهم وأموالهم.
وكان الإعلامي الكبير عماد الدين آديب، حاور الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله مسماري، خلال برنامجه "انفراد" المذاع على شاشة الحياة، وذلك عقب القبض عليه من قبل قوات الأمن، على خلفية حادث الواحات الإرهابي.
وعن إمكانية عودة المتطرف عن ذاك الفكر، يقول الباحث المتخصص في شأن الحركات المتطرفة، إن المتطرف يصف كضحية وجاني في ذات الوقت، مشيرًا إلى أنه يملك قدر من البراءة التي سمحت بتبنيه لهذه الأفكار، قائلًا: "الإرهابي الليبي كان صادقًا في الحديث عن أفكاره، لم يكن يناور أو يداور بل كان مباشرًا إلى حد كبير".
وأضاف بان: "لدينا نماذج عدة تراجعت عن الفكر المتطرف"، مشيرًا إلى الدكتور ناجح إبراهيم: "لا يعلم كثيرون أنه مارس العنف والقتل في مرحلة من المراحل، خاصة في أحداث أسيوط، إلا أنه عاد ليصبح مفكر تنويري، يساعد في قيادة حركة المراجعات التي استنقذت آلاف الشباب من هذا الفكر".
وأكد الباحث المتخصص في شأن الحركات المتطرفة: "أنا لا أتعاطف مع أي أحد يعتقد أن هؤلاء - في إشارة إلى المتطرفين - أصيبوا بداءٍ لا شفاء منه"، لافتًا إلى أن التطرف شكل من أشكال الأمراض التي يمكن أن يبرأ منها الإنسان ويمارس حياته بشكل طبيعي إذا توفرت النية والإرادة والقدرة والإمكانات لتنفيذ مراجعة جادة.
فيما يرى الدكتور أحمد هلال، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن ما من مجال لأن يتراجع أحد المتطرفين - خاصة من تلوثت يده بالدماء - ليعادو العيش بطريقة طبيعية، موضحًا: "لأن الدماء هي ملك الله وحده"، نافياً حق أي إنسان سلب آخر حقه في الحياة.
وتابع هلال: "من قتل نفسًا بغير نفس يجب أن يقتل بل يجب إبادتهم تمامًا، وكما يفعلون مع الأبرياء لابد أن تضرب أعناقهم"، لافتًا إلى أن الإرهابي قادر على خلق زوجة وأطفال أشرس منه، مستشهدًا بتنظيم داعش في سوريا والعراق، مؤكدًا أنه لا أمل فيهم مما يجعل إبادتهم حلال.
فيما يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إمكانية تراجع أحد المتطرفين عن فكره الإرهابي، مشيرًا إلى أن الطريق إلى ذلك يتمثل في مجابهة الفكر بالفكر، مستشهدًا بتجربة الدكتور ناجح إبراهيم.
وأشار إلى أنه رغم نجاح البعض في التراجع عن التطرف، إلا أن البعض يفشل في ذلك نظرًا لأنه يحتاج إلى قدرات فكرية عالية، مضيفًا: "المتطرف حين يقتل يقتل عن فكر خاطئ، مما يجعل مجالًا لفرصة ثانية".
وكان الإرهابي الليبي قال خلال اعترافه إنه يقتل بمنظور عقائدي وليس عقلي أو قلبي، مضيفًا: "ما أقوم به جهاد سيدخلني اللجنة لسعيي إلى تحكيم الشريعة الإسلامية".
فيديو قد يعجبك: