لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. محاكاة طلاب مدرستين لحادث الروضة.. والخبراء: "السياق يحكم تأثير المشهد على الطلاب"

05:12 م الثلاثاء 28 نوفمبر 2017

كتبت - ياسمين محمد:

تداول عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مجموعة من الصور، من مدرستي كوم الأدغم الإعدادية المشتركة بمحافظة الدقهلية، واللغات التجريبية بمحافظة دمياط، تظهر محاكاة عدد من التلاميذ لمشهد حادث الروضة الإرهابي، الذي وقع الجمعة الماضي بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وأسفر عن استشهاد 305 مصلين، وإصابة العشرات.

وارتدى التلاميذ الذين يجسدون الإرهابيين، الزي الأسود، وأمسكوا الأسلحة، ليطلقوا النيران على المصلين الذين يرتدون جلبابًا أبيضًا، لتلطخ ثيابهم الدماء ويسقطون أرضًا حاملين مصاحفهم.
ورفع طلاب المدرسة الإعدادية بالدقهلية، الذين يجسدون مشهد الإرهابيين، أعلامًا لعدة دول منها: إسرائيل، إيران، تركيا، وقطر.

وأثارت الصور حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فما بين تبريرات المدارس بأن المحاكاه تهدف إلى توعية الطلاب بمخاطر الإرهاب، وكانت هناك تعليقات أخرى تشير إلى دورها في ترسيخ مشاهد العنف في أذهان الأطفال.

وقال الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة لم تعمم تعليمات على المدارس لتقديم مثل هذه المشاهد في إطار التوعية بمخاطر الإرهاب، مشيرًا إلى فتح تحقيقات في الواقعتين.

من جانبه، فتح علي عبدالرؤوف مدير مديرية التربية والتعليم بالدقهلية، تحقيقًا مع المعلمين المسؤولين عن الواقعة.

وأكد سيد سويلم، مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، أن مبدأ "حسن النية" كان متوفرًا لدى مشرفة رياض الأطفال بمدرسة اللغات التجريبية بدمياط، مشيرًا إلى أنه أمر بفتح تحقيق عاجل في الواقعة.

وقالت مشرفة رياض الأطفال المسؤولة عن الواقعة، خلال التحقيقات، إنها كانت تريد ترديد عبارة "نرفض الإرهاب، لا للعنف"، خلال الطابور الصباحي، فاختارت أن يعبر التلاميذ عن معناها عن طريق التمثيل، ولم تكن تقصد تمامًا ترسيخ أفكار العنف في أذهان الأطفال.

واستنكر الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، الأسلوب الذي اتبعته المدرستان لتوضيح مخاطر الإرهاب للأطفال، ومبدأ "حسن النية" لتبرير التصرف، مشيرًا إلى ضرورة محاسبة مديري المدرستين، قائلًا: "هذه المشاهد سيكون لها تأثير سلبي على الأطفال لن يفارق أذهانهم، كفاية اللي وصلهم من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي".

وأضاف هاني، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن التوعية بمخاطر الإرهاب، وبث روح الوطنية، إنما تتم عن طريق ندوات الوحدة الوطنية، والاستعانة بالمختصين لتقديمها، بالإضافة لتقديم مشاهد تمثيلية لقيم إيجابية وليست سلبية: "ليه ماحاولوش يعرفوا مخاطر الإرهاب بعكس الفكرة زي تقبل الاختلاف وقبول الآخر".

ولفت استشاري الصحة النفسية، إلى أنه بالنسبة لتلميذ رياض الأطفال الذي شاهد الواقعة أو مثلها، فسوف يترسخ المشهد في عقله الباطن حتى الكبر، وقد يصاب بالكوابيس أثناء نومه، وربما يعيد تمثيل المشهد مع أصدقائه خارج المدرسة.

وأضاف أن طالب الإعدادية، يمر بفترة المراهقة، وهي المرحلة التي تصاغ فيها شخصيته، ويمكن خلالها اجتذابه لأفكار العنف والتطرف: "الطلبة مش عندهم وعي كافٍ، وهيطلعوا على بعض أسماء، اللي مثل دور الإرهابي هيلقبوه بالإرهابي، واللي مثل دور الضحية هيعتبروه ضعيف".

من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن تأثير المشاهد على الأطفال تعتمد على السياق الذي طرحت فيه، مؤكدًا ترحيبه بالأنشطة، والمشاهد التمثيلية، بشرط أن يتم توظيفها في إطار تربوي.

وأضاف مغيث، لـ"مصراوي"، أن تقديم المشهد وحده غير كافٍ، وربما يؤدي إلى نتائج عكسية، ولكن إذا زوده مشرف النشاط بمعلومات ثقافية سيكون له تأثير إيجابي على الطلاب: "محتاجين نعرف ايه اللافتات اللي اتعرضت خلال المشهد، وإيه محتوى الخطبة اللي قدمها الأطفال، والمقدمة اللي قالها مشرف النشاط قبل بدء المشهد".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان