إعلان

"أسطورة القصر والصحراء" يُعيد الاعتبار لأحمد حسنين باشا

12:09 ص الإثنين 11 ديسمبر 2017

الكاتب محمد السيد صالح

​القاهرة- (مصراوي):

شهدت دار بتانة للنشر والتوزيع، مساء اليوم الأحد، حفل توقيع ومناقشة "أسطورة القصر والصحراء" للكاتب محمد السيد صالح، الذي يتناول السيرة الذاتية لأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي للملك فاروق ورئيس النادي الأهلي سابقًا.

نُظم الحفل في دار "بتانة" في عمارة يعقوبيان بشارع طلعت حرب، بحضور الدكتور مصطفى الفقي والدكتور عمار علي حسن، والشاعر أحمد الشهاوي، الإعلامي مفيد فوزي والدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم وغيرهم.

وأدار المناقشة الشاعر أحمد الشهاوي، حيث قال إن الكتاب يعد سيرة ذاتية لأحمد حسنين باشا لم يكتبه بنفسه، وإنما كتبه أحد المبدعين وهو أحمد السيد صالح.

وأضاف الشهاوي: "لسنا أمام كتاب صحفي حتى نتعامل معه بخفة وإنما كتاب أدبي من العيار الثقيل له مصادر وأسلوب خاص نجح المؤلف فيه أن يستخدم اللغة الروائية في السرد والكتابة وهو أمر فريد في هذا الصدد"، موضحا أن المؤلف استفاد من رواية الحب في المنفى في كتابته للكتاب.

وتابع الشهاوي: "الكاتب استخدم تقنيات قديمة وجديدة القديم منها أسلوب التنبيه".

وفي سياق متصل قال الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الاسكندرية، إن أحمد حسنين باشا شخص مغامر رحالة عالمي تميز بقدرته على لعب الأدوار الصامتة وشجع الملك فاروق على التمرد على الأنجليز.

وأضاف الفقي، "كان رجلًا غامضًا حيث تولي "حسنين" رئاسة ديوان الملك، وشكل شخصية الملك فتروق أثناء دراسته، وكان السياسة الداهية الذي لا تستطيع ان تمسك بما يفعل وكان ابن رجل دين، ودعك من كل قصص العشق وأرى أن الانجليز هم من قتلوه في نهاية حياته انتقاما منه".

وتابع: "أزعم أن المصريين انحازوا لسياسات ألمانيا لا حبا في الألمان وإنما كراهية للانجليز"، مشيرا إلى أن "هناك اشتباك بين السلطة والفن وأرى أن كتاب صالح يقودنا لأن نفتح آفاقا جديدة لقراءة التاريخ".

وأوضح الفقي، أنه "لابد من إعادة كتابة التاريخ لأننا نجد بعض من لم يستحقون الوجود في الحارات والأزقة يملئون كتب التاريخ، وأرى على سبيل المثال أن مصطفى كامل أخذ أكثر مما يستحق والفرنسيون أعطوه حجمًا أكبر من حجمه وكل ما فعله هو تأثره بأحمد عرابي والإشادة به من فرنسا"، مضيفًا: "عرابي ظلم كثيرًا ومن ظلمه هو قصيدة أحمد شوقي التي هجاه فيها، والتاريخ لم يُكتب بإنصاف لأن من يكتبه هو معاصروه ولهم مواقف يحكمها الهوى".

وأشاد الدكتور عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، بطريقة كتابة "أسطورة القصر والصحراء"، مشيرًا إلى أن هناك الطريق التقليدي لكتابة التاريخ التي رأيناها في الحوليات، وهناك الفروع الحديثة التي رأيناها في الفروع الحديثة للتاريخ مثل التأريخ للمدن وللملح وللثروات ولكثير من الأمور التي تختلف بشكل كبير عن الكتابة للاشخاص كما تعود المصريون، وفي الغالب فإن التاريخ مصبوغ بصيغة سياسية.

وأضاف: "المدرسة التاريخية المصرية استيقظت مؤخرا على التاريخ المسكوت عنه، وهو ما دخل إليه الكاتب محمد السيد صالح رئيس تحرير جريدة المصري اليوم في كتابه أسطورة القصر والصحراء، وقد استخدم فيه الكتابة السردية البسيطة، لا هي بالروائية ولا هي بالتاريخية، وزاد عليها بالزيارة الميدانية في الصحراء والواحات".

ولفت إلى أن "الكتاب ذكر أن ثورة 1919 المدنية كانت المفجر الكبير للنهضة المصرية التي تلت تلك المرحلة، ومع ذلك لفت الكتاب النظر لشلة أوكسفورد التي حكمت مصر بعد ذلك لأنها كانت توسع الطريق لبعضها"، مشيرًا إلى أن العلاقة بين السياسة والرياضة في مصر معقدة.

وأضاف: "ما جرى للطيار المصري محمد صدقي، ورصده الكاتب يجعل الدموع تزرف من العيون لأنه كان يريد إنشاء كيان طيران مصري كبير، وهنا اتساءل لماذا نحن محترفون في الاستعانة بالأجنبي وقتل المواهب المصرية، حتى أن باب الخدم بات هو الأوسع والأكثر اتساعا على بر مصر".

وأتم عمار: "الكتاب يتحدث عن الحضارات الغابرة في الصحراء الغربية لتي كانت مروجا خضراء وحدائق غناء، وكان الفراعنة يسكنونها لأن الأمطار كانت تهطل عليها بغزارة، وعندما انحسرت المياه وانقطع ماء المطر اكتشف المصريون القدماء نهر النيل، والآثار المنسية في الصحراء الغربية يدل على أن هناك حضارة مصرية ظهرت ثم بادت".

فيما قال الكاتب الصحفي محمد السيد صالح، إنه حرص على المزج بين الكتابة الروائية والصحفية في كتابة "أسطورة القصر والصحراء.. أحمد حسنين باشا".

وأضاف صالح: "وجدت في حياة أحمد حسنين باشا "ما يجب أن اتناوله ومنها مثلا المغامرة والاستكشاف العلمي وكيف أن بلده شجعته على ما قام به"، مؤكدا أن هناك علاقة كبيرة بين الرياضة والسياسة فقد ظل حسانين باشا رئيسا للنادي الأهلي حتى وفاته.

وتابع: "عندما توفي حسنين باشا أظن أن عائلته نالت جزءًا مما حدث له، وكانت ثقافة أن تمجد شخصية غير دينية وتبني له ضريح أمر غير تقليدي، وفوجئت بأن طريقة صوفية استولت على كل الجبانات المملوكية ومنها جبانة حسنين باشا، أما قبره الثاني فقد هدم ولا نجد له أثر ونحن لا ندري قيمة زعمائنا وكان يجب علينا أن نولي لهم اهتماما كبيرا حتى أن الدولة هي من بنت له المقام.

وفاجئ الحاج حمام على عمر، أحد كبار قرية المراشدة بمركز الوقف بمحافظة قنا، الحضور وشارك بإلقاء كلمة في الندوة قال فيها إنه "عندما قرأ خبرا صغيرا في أحد الكتب عن هذه الندوة حرصت ألا أغادر القاهرة إلى مسقط رأسي في مدينة قنا إلا بعد أن أحضر هذه المناقشة التي أثرت وعيي بشكل كبير وسط كوكبة من نجوم الفكر والإبداع".

وأضاف حمام، الذي استمد شهرته من لقائه بالرئيس السيسي في زيارته لمحافظة قنا مايو الماضي: "موضوع الكتاب مهم جدًا نظرا لأنه يغير وجهة نظرنا في أحد أقطاب التاريخ وهو حسنين باشا"، مطالبًا بضرورة استكمال الكشف عن كثير من الشخصيات التي ظلمها التاريخ.

ويحقق كتاب صالح عن حسنين باشا، والذي نشرت حلقاته في جريدة "المصرى اليوم" في الفترة بين يونيو ويوليو 2016، إضافة فعلية وجديدة لسيرة الرجل موضوع الكتاب، فهناك كتب تناولت حياة رجل القصر أو دون جوان السراى الحاكمة والوسط الملكى أحمد حسنين باشا ومن أبرزها كتاب أمير الصحافة "محمد التابعي" عن أحمد حسنين باشا.

لكن "صالح" لم يقتصر على كون الكتاب توثيقا أو تحليلا تاريخيا، وإنما حقق معادلة مختلفة في التأريخ والتوثيق لسيرة ومسيرة أحمد حسنين باشا، فقد انطلق ليس من المراجع المتاحة أو اقتصر جهده على هذا المصدر وإنما اعتمد مصدرا جديدا وهو الشهادات الحية التي انفرد بها واقتنصها من مصادرها من أفراد ينتمون لعائلة أحمد حسنين، فضلا عن مطبوعات ومجلات نادرة.

ومن الشهادات الحية التي استعان بها صالح، شهادة الابنة الوحيدة الباقية من أبناء أحمد حسنين باشا، حتى إن كثيرين لم يكونوا يعرفون أن بعضا من عائلة حسنين باشا مازالوا على قيد الحياة وأن لديهم الكثير من التفاصيل التي ستضيف جديدا لسيرة الرجل المجنى عليه.

فيديو قد يعجبك: