4 صفات تجمع "السيسي وبوتين": ظروف اقتصادية و"شبه دولة"
كتب- محمد عبدالناصر:
شهدت العلاقات المصرية الروسية، تطورًا كبيرًا خلال فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتؤكد على متانة علاقات تمتد لأكثر من 70 عامًا.
يرصد مصراوي، أوجه التشابه التي جمعت السيسي وبوتين.
ظروف الوصول للحكم
الرئيس بوتين، تم اختياره من قبل الرئيس بوريس يلتسين رئيسًا للحكومة، وبعد تقديم الرئيس استقالته في نهاية ديسمبر 1999، أصبح بوتين رئيسًا بالوكالة، حتى انتخابه للرئاسة في 26 مارس 2000، ثم أُعيد انتخابه مرة أخرى في عام 2004.
وتولى "بوتين" رئاسة الحكومة مرة أخرى، عامن 2008، ثم عاد مرة أخرى للرئاسة الروسية عام 2012، فالدستور الروسي يعطى الحق للرئس الاستمرار في الحكم 8 سنوات فقط على دورتين.
تولى بوتين رئاسة روسيا وهى دولة شبه منهارة من الحروب التي أنهكتها اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا.
الأمر لم يختلف كثيرا عن بوتين، فالرئيس السيسي، تولى إدارة البلاد بعد انتخابات رئاسية في يونيو 2014، بعد عام من ثورة 30 يونيو التي خرجت ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، ووصول المجتمع المصري إلى حالة من الاحتقان بين أطياف الشعب.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد قال يوم 5 مايو 2016 خلال انطلاق فعاليات الاحتفال بإعطاء إشارة البدء لحصاد القمح بمشروع المليون ونصف المليون فدان بالفرافرة، إن مصر يجب أن تكون دولة حقيقية لأنها حاليا "شبه دولة".
فالرئيسان جاءا بعد مرحلة صعبة مرت بها كل دولة، وهدف السيسي وبوتين، بناء دولة حديثة تستطيع مواجهة كل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والدولية التي تواجة كل منها.
مكافحة الإرهاب
يتفق الرئيسان على مكافحة الإرهاب، وتوافقت الرؤى حول أهمية تضافر الجهود وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، وكان ذلك واضحًا من خلال التعاون الاقتصادي والاستثماري، كما أن الدولتين تتفقان على أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.
السياسة الخارجية
منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد وهو يدرك أن العلاقات الخارجية ليست على ما يرام، خاصة في ظل حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وأصبحت مصر دولة تابعة فقدت كثيرا من هيبتها الدولية والإقليمية، لكن الرئيس السيسي جعل مصر دولة مؤثرة في المجتمع الدولي والإقليمي من خلال الزيارات الخارجية لأكبر دول العالم، كما عادت مصر لدول أفريقيا، وأصبح لها دور كبير في الأزمات التي تتعرض لها الدول العربية مثل سوريا واليمن وليبيا.
أما الرئيس بوتين، منذ انتخابه في الدورة الأولى له عام 2000، وهو يعاني من أزمة انهيار الاتحاد السوفيتي وضياع هيبة الدولة، لكنه استطاع بلورة شخصية جديدة لدولة روسيا، ووصلت لأعلى المستويات وأصبحت منافسًا قويًا للولايات المتحدة وألمانيا والصين، وأصبح لها قرار داخل القارة الأوروبية.
الحالة الاقتصادية
أدرك الرئيس السيسي أن مصر أزمتها الأولى، اقتصادية ولست سياسية أو اجتماعيه، وبدأ الرئيس في حل هذه الأزمة بالتوجه للخارج والعمل على زيادة حجم استثمارات الدولة الأجنبية والخليجية في مصر، كروسيا وفرنسا وألمانيا والصين.
واعتمد السيسي على إصلاح البنية التحتية في معظم مناطق الجمهورية لمساعدة المستثمرين على ضخ أموالهم بكل أمان، كما عمل على تنفيذ مشروعات ضخمة مثل قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية، والعلمين الجديدة، وشبكة الطرق التي تربط معظم المحافظات ببعضها.
وفي روسيا كان هناك أزمة اقتصادية لكن الأمور كانت تسير على ما يرام، واستلم بوتين زمام الأمور، وأصحبت روسيا من أكبر البلاد التي لديها احتياطي للنفط، وأكبر دولة مصدرة للقمح وبعض المواد الغذاية، بخلاف القدرة الإنتاجية للأسلحة المتطورة.
وتمكن بوتين خلال فترتين لرئاسة روسيا من عام 2000 إلى 2008، من تأسيس كيان اقتصادي قوي يعتمد على مجالات الطاقة النووية والأقمار الصناعية، وصناعة الأسلحة الحديثة، والزراعة.
فيديو قد يعجبك: