"داعش وسوريا وفلسطين" أبرز القضايا على مائدة "السيسي وبوتين"
كتب-إسلام ضيف
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القاهرة، اليوم الاثنين؛ للقاء الرئيس السيسي، وهو اللقاء الثامن بين الزعيمين، منذ تولي السيسي الحكم في مصر.
يرصد مصراوي، أبرز المواقف المشتركة للبلدين في عدد من القضايا الإقليمية، في عهد الزعيمين.
الأزمة سوريا
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك تنسيقًا في النواحي العسكرية والأمنية بين البلدين، لمواجهة خطر الإرهاب.
وأضاف، أن التواجد العسكري الروسي في سوريا، يحتاج إلى التنسيق مع مصر.
وقال بدر الدين لمصراوي، إن المباديء العامة للتعامل مع الأزمة الروسية للبلدين تتشابه إلى حد كبير، ومصر تدعو للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم تجزئتها، والحفاظ على مؤسساتها، وإيجاد حل سياسي، وكذلك روسيا التي تعتبر مساندة النظام السوري مساندة للدولة، وإن اختلفت الأدوات على أرض الواقع، مثل عدم تدخل مصر عسكريًا في سوريا عكس روسيا، التي "تدخلت لإيجاد توازن مع تدخلات أخرى إقليمية أو دولية في الشأن السوري" حسب وصفه.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: "يجب أن يُفهم التدخل العسكري الروسي في هذا الإطار، حتى لا تُترك سوريا لإرادة قوى إقليمية ودولية".
ورأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث السياسي، أن الأمن المصري القومي يمتد إلى الشرق، وبالتالي فإن تفكك سوريا لدويلات صغيرة، "مصيبة كبرى على أمنها" على حد تعبيره، ومن شأنه تمديد الإرهاب في المنطقة، ويخلق دولًا فسيفسائية، تجعل لإسرائيل شرعية في التواجد، ويحول المنطقة إلى كيانات صغيرة مختلفة الطوائف والديانات والأعراق.
وأضاف ربيع، أن روسيا ترى أن مصلحتها تسير في هذا الاتجاه، وسعيها لوجود مكان لقدم لها في المنطقة، من خلال الحفاظ على النظام السوري، وعدم تفتيت سوريا باعتبارها المنفذ الرئيسي على المياه الدافئة في البحر المتوسط.
وأوضح أكرم ألفي، المحلل السياسي أن هناك تشابهًا في المواقف بين الدولتين المصرية والروسية، قد يصل في بعض الأحيان إلى التطابق في القضية السورية على وجه التحديد، وأن هناك عدة قواعد للاتفاق، هي بقاء سوريا موحدة، وتوجيه الحرب على الإرهاب وليس على النظام السوري، والتأكيد على استقرار سوريا وحل مشكلتها سياسيًا، وإنهاء النزاعات المسلحة والحرب الأهلية ضرورة للمنطقة وأولوية قصوى.
ولفت ألفي، إلى أن تلك الرؤى المشتركة، تتضمن مستقبل إقليم الشرق الأوسط، وكلا الدولتين تعلمان أن عامل الاستقرار في المنطقة قائم على الأنظمة الموجودة في الشرق الأوسط، لأن ما حدث من موجة أمريكية لتغيير الأنظمة، قاد إلى الفوضى وإرباك للحسابات، وفتح مساحات ضخمة للمتطرفين في الشرق الأوسط.
وأضاف المحلل السياسي، أن تواجد الجيش المصري في سوريا في فترة سابقة، والجيش الروسي حاليا، جعلهما يدركان طبيعة الأرض السورية جيدا، وأن هذه المعرفة العسكرية بطبيعة الأرض تجعل هناك تقارب في بعض النقاط الحساسة خارج الأجندة السياسية.
محاربة تنظيم "داعش"
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ملف محاربة داعش والتنظيمات الإرهابية يقع داخل نطاق اهتمام البلدين، ومحاربة التنظيم الإرهابي، لا ينحصر في نطاق الأراضي السورية فقط، لأن مصر تخوض حرب منذ عدة سنوات ضد الإرهاب، سواء في وجود داعش أو غيرها من تنظيمات على أرضها، وأن روسيا يدخل في مجال اهتمامها محارية الإرهاب.
ورجح بدر الدين، بحث قضايا الإرهاب، أثناء لقاء الرئيسين، وبحث تعاون أمني أو عسكري مصري-روسي في هذه المواجهة، وزيادة التعاون والتنسيق بين الدولتين لإنجاح جهود مواجهة داعش، خاصة لمصر؛ نظرا لتواجده على مقربة من حدودها في ليبيا.
وشدد أكرم ألفي، المحلل السياسي، على أن مصر وروسيا متوافقتان منذ سنوات في محاربة الإرهاب، خاصة بعد الرؤى المتواجدة في المنطقة، وداخل الإدارة الأمريكية السابقة على دعم جماعات مسلحة معتدلة يمكنها محاربة الإرهاب.
القضية الفلسطينية.
وأوضح الدكتور إكرام بدر الدين، أنه يوجد في هذا الملف تقارب، ليس الآن فقط بمناسبة اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، لكنه أمر تاريخي، منذ وجود نظام القطبية الثنائية الذان كانا يمثلاه الإتحاد السوفيتي وأمريكا في الماضي، وبعد تغير النظام الدولي أصبح أحادي القطب تمثله أمريكا.
وأضاف،أن دعم روسيا للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، سواء في المحافل الدولية أو الدبلوماسية، يصب في صالح أمنها القومي، وهو التواجد في مياه البحر المتوسط، وهي استراتيجية روسية قديمة، لإيجاد نوع من التوازن مع الولايات المتحدة.
وشدد بدر الدين، على تشابه الموقفين الدبلوماسي والسياسي، عقب تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأن مصر استنكرت تلك الخطوة، واعترفت روسيا بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وأوضح أكرم ألفي، أن هناك قاعدة سياسية تقول: "المسافة بين موسكو وتل أبيب قد تظهر على الخريطة أقرب من واشنطن، لكن على أرض الواقع المسافة بين واشنطن وتل أبيب هى الأقرب بكثير".
واستطرد ألفي قائلا: "روسيا لديها مصالح تاريخية ممتدة في العالم العربي، ورغم أنها حاليا أقل من المصالح الأمريكية، لكن المسافة بين تل أبيب وموسكو بعيدة، وهذا البعد مستمر، وبرغم التقارب الذي يحدث بين تل أبيب وموسكو أحيانا، إلا أن موقف روسيا من الصراع العربي الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية، أقرب للعرب بكثير من الولايات المتحدة".
ولفت إلى أنه يتم الإعتماد على روسيا في المنظمات الدولية، كمجلس الأمن والأمم المتحدة، أو في دعم الموقف الدولي مثل اللجنة الرباعية، أو الضغط الدولي على إسرائيل.
فيديو قد يعجبك: