لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

«العسيرى» يوضح تفاصيل المواصفات الفنية للمفاعل النووي بالضبعة

12:59 م السبت 16 ديسمبر 2017

الضبعة النووىة

كتب- محمد صلاح:

كشف الدكتور إبراهيم العسيرى، المتحدث باسم هيئة المحطات النووية السابق، أن مفاعل الضبعة النووى الذى سيتم البدء فى تنفيذه بداية العام المقبل، يتمتع بكل مواصفات الأمان المطلوبة في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية في اليابان، حيث تم إقرار مجموعة من عوامل الأمان التي من شأنها أن تحول دون تكرار تلك الكارثة وذلك مع الحفا على المفاعل كأكثر أنواع المفاعلات كفاءة وقوة، كما أن مكونات الأجزء المكونة للمفاعل يمكن أن تعمل حتى 60 عاما.

وأضاف "العسيرى" فى تصريحاته لمصراوى، أن المفاعل الجديد يعتمد على نظام تبريد بواسطة برج تبريد واحد فقط، خلافا لما كان سائدا من قبل في المفاعلات الروسية باستخدام برجي تبريد، ويسهم هذا التعديل التكنولوجي في الحد من الطاقة التي يتم إهدارها في تبريد المفاعل، مشيرا إلى أنه يقل من تكلفة رأس المال المستخدم، ويقلل من المساحة التي يشغلها المفاعل بشكل واضح، ومن شأن تقليل المساحة والحد من هدر الطاقة أن يسهما في تحسين مواصفات الأمان للمفاعل لسهولة التشغيل والمتابعة والحد من عمليات الصيانة المطلوبة.

نظام أوتوماتيكي للتخلص من الحرارة وحماية مزدوجة لمنع تسرب الاشعاعي

وأوضح أن التصميم الجديد للمفاعل سيسهم في إمكانية وضعه في أي مكان أينما كانت الظروف الطبيعية أو الجغرافية فيه، بما يجعل موقع المفاعل أكثر مرونة وييسر عملية وضعه في أي بقعة في الدولة خلافا لما كان سائدا قبل ذلك، حيث أن المفاعل يمكن وضع على على 9 أنواع من التربة تبدأ من تلك الصخر تماما حتى التربة الرخوة نسبيا، بل ويعطي التصميم الجديد إمكانية لتدعيم المفاعل وزيادة قوة أبنيته وذلك دون أي تغيير في المباني أو الهياكل (ويعتبر هذا الأمر من أهم التعديلات التي تم إدخالها في أعقاب كارثة فوكشيما في اليابان، حيث تسمح بتدارك الأمر حال حدوث أي تغير في الأرض المحيطة بالمفاعل، خاصة أن الكارثة اليابانية وقعت بسبب حدوث زلزال).

وأضاف أنه يوجد بالمفاعل ما يمكن تسميته بمجموعة من العوامل النشطة والخاملة التي تساعد على حفظ المفاعل وتجعله مقاوما للتأثيرات الخارجية والداخلية، ومن أهم تلك العوامل هو وجود نظام متكامل يعمل على التأكد من أن المواد المشعة ليست خطرا على البيئة المحيطة ولمنع تسربها، وذلك من خلال استخدام المفاعل لحائط مزدوج، الأول يعمل على منع تسرب الإشعاعات إلى البيئة المحيطة ويعمل وكأنه حائط صد لها ويبقي الإشعاعات داخل المفاعل والآخر حائط قوي بوسعه أن يتصدى للظواهر الطبيعي (الأعصاير، الزلازل، الفيضانات... إلخ) كما بوسعه أن يصمد أمام محاولات التخريب المتعمدة سواء كانت باستخدام المتفجرات أو حتى إذا ارتطمت به طائرة.

نظام آلي في حالات الطوارئ لاغلاق المفاعل دون تدخل بشري.. و98% من المخلفات "بسيطة"

ونوه إلى وجود أنظمة سلامة مثل السابقة يمكنها العمل حتى في حالة الانقطاع التام لمصادر الطاقة عن المفاعل، ويمكنها أن تكون فعالة حتى مع غياب التشغيل والمتابعة عن أنظمة الأمان في المفاعل لأي ظرف كان. ويعد المفاعل الجديد أيضا أول مفاعل روسي به نظام أوتوماتيكي للتخلص من الحرارة، ويعمل هذا الأخير على التخلص من الحرارة من قلب المفاعل بما يحفظ الأمان له، ويعد هذا النظام "سلبيا" أي أنه لا يحتاج لتدخل بشري لكي يعمل، لكنه يعمل بصورة اوتوماتيكية ويعتمد على العوامل الطبيعية فقط.

وأكد أن المفاعل يتواجد به "خزانين عملاقين" للمياه، وفي حالة الطوارئ ووصول ضغط المفاعل أو درجة حرارته لنقطة معينة يتم ملء المفاعل بالمياه لكي تعمل على تبريد قلب المفاعل، كما أن وجود المياه بقرب المفاعل من شأنه أن يمتص أي كمية إضافية غير مرغوبة من النيوترونات ويعيد الاستقرار للمفاعل في حالات الطوارئ.

كما يتمتع المفاعل الجديد بنظام حماية مزدوج يعمل على احتواء المواد المشعة داخل المفاعل أيا كانت العوامل المؤثرة عليه، حيث أن هناك نظامي احتواء أحدهما داخلي والآخر خارجي، ولا يسمح نظام الاحتواء الخارجي للمواد المشعة بالتسرب إلى البيئة المحيطة حتى إذا حدث فشل في أنظمة الحماية الداخلية.

وأشار إلى أنه يوجد بالمفاعل أيضا جهاز بوسعه أن يعمل على "إذابة" قلب المفاعل تماما، وذلك كآخر إجراء الاحتواء إذا ما تعرض المفاعل لكارثة افتراضية ما، حيث يعمل هذا الجهاز على تبريد قلب المفاعل الذي يحتوي على المواد المشعة والتخلص من المواد الموجودة به وذلك كأجراء وقائي أخير إذا تعرض قلب المفاعل النووي لحادثة ما، وتسمح هذه الخطوة بتلافي تسرب المواد المشعة إلى البيئة المحيطة وذلك في حالة حدوث حادثة افتراضية كارثية.

وتتضمن المنطقة العادية لوحات التحكم في المفاعل وقسم تشغيل التوربينات بجانب مسؤولي مراقبة دورة العمل، كما يوجد في غرفة التحكم الرئيسية في المفاعل شاشات يتم من خلالها رصد كافة المعلومات المتعلقة بما يسمح بتقييم دقيق ولحظي لكافة التطورات به، كما يسمح بتوجيه آني للعاملين لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.

ونوه إلى أنه في حالة وجود مشكلة تحول دون قيام غرفة التحكم الرئيسية بدورها فإن هناك ما يعرف بغرفة التحكم في حالات الطوارئ، ويتم إرفاق كافة الأجهزة والشاشات بغرفة الطوارئ لتقوم بالعمل نفسه الذي تقوم به غرفة الطوارئ، ما تتمتع غرفىة التحكم في حالات الطوارئ بجهاز خاص من شأنه أن ينقل السيطرة من غرفة التحكم الرئيسية إلى تلك الطارئة. كما تم إرفاق توربينة سريعة مع المفاعل الجديد، حيث تم تصنيع تلك الأخيرة خصيصا من أجل المفاعل النووي، ويصل عدد لفات التوربينة إلى 3 آلاف لفة في الدقيقة بقوة توليد تصل إلى 1200 ميجاوات.

ودلل على ما يتميز المفاعل إذ أن حوالي 98% من النفايات المشعة له هي عبارة عن مواد خفيفة أو متوسطة وبالتالي لا يصعب التخلص منها، بينما يتم التعامل مع الـ2% الباقية وهي المواد المعقدة بواسطة الخبراء للتخلص منها وقلة نسبة المواد المعقدة تقلل من تكاليف التخلص من النفايات المشعة، كما أن المفاعل نفسه يعمل عن طريق عملية معقدة على التخلص من غالبة المواد المشعة تستخدم فيها الحرارة والهوءالمضغوط، ويؤدي هذا إلى أن المفاعل، وبعد مرور 50 عاما يقلص كثيرا من الآثار المشعة التي يتركها في البيئة المحيطة، أما المخلفات المتبقية (المعقدة) فيتم شحنها في حاويات غير منفذة للاشعاعات لكي يتم التخلص منها بالطرق الآمنة.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان