شيخ الأزهر: شباب فلسطين هم الأمل في الدفاع عن القدس
كتب - محمود مصطفى:
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن اليهود حينما دخلوا أرض الكنعانيين كانوا يتلون ويتبنون نصوصًا تبرر لهم إبادة الفلسطينيين، وهذه النصوص قديمًا وحديثًا سببت مشاكل، إما بسبب قراءاتها الخاطئة، أو باستغلالها بعد تحريفها وتزييفها لكسب النفوذ والقوة والتسلط على مقدرات الشعوب وأوطانها، فمثلًا مشروع إسرائيل، سياسي، لا علاقة له بالدين الصحيح، وكل ما يقولونه مجرد أوهام وتزييف للأديان والتاريخ.
وأضاف في حديثه الأسبوعي الذي يذاع اليوم الجمعة، على الفضائية المصرية، أن مقصود الغرب بإعطاء فلسطين لليهود هو تجميعهم في مكان وطردهم من أوروبا، ليُكَفِّر البعض عن المحارق التي ارتكبها بحق اليهود، وعداء تقاليد المسيحية لليهودية تقليدي ومتوارث، عند كثيرٍ من المسيحيين الغربيين، سواء كانوا حكامًا أو محكومين.
وتابع: من هنا نشأت قضية فلسطين، وبررت بريطانيا هذا الوضع المحرج، بتشجيع الباحثين على الاستدلال لليهود بالنصوص الدينية؛ لاستعمار شعب والقفز على أرضه، ويستحيل أن يبيح القرآن أو التوراة أو الإنجيل هذه الأفعال، لأنها ظلم، والأديان نزلت لتطبيق العدل، والله هو العدل، ولا يمكن لمن اسمه العدل أن يقول: يا بني إسرائيل أنتم خاصتي واذبحوا الباقين.
وبين الإمام الأكبر، أن الدول الغربية ساندت اليهود؛ لأنهم اعتبروا أن هذا الكيان يساعدهم على أن يظل المسلمون في حالة فوضى وضعف، والقرار الأمريكي الأخير بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، محاولة لإظهار الكيان الغريب بأنه الذي حوَّل الفقر إلى غنى والتراب إلى ذهب، بينما الدول المحيطة فشلت في التنمية ولا تستحق المساندة.
وتابع: أن العرب والمسلمين لم يفشلوا، وإن كانت لديهم عيوب وأمراض، تتمثل في الفرقة والتنازع، فالذي حدث لنا ليس بسبب قوة الآخرين، ولكن بسبب ضعفنا وتمزقنا، مع أننا نملك كل أساليب القوة، والغرب يستغل النصوص الدينية لتحقيق مصالحه، والمصلحة الأولى للغرب أن يبقى الشرق ضعيفًا وممزقًا.
وردَّ على ادعاء بعضهم أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن ليس هو الذي نعرفه بفلسطين! وإنما هو مسجد على طريق الطائف قائلًا: من يدعي ذلك هو بوق من أبواق الصهاينة في الشرق، وهو كلام لا يستند إلى دليل ولا إلى شبهة دليل؛ فقد نسب هذا القائل الكلام إلى الواقدي.
وتابع: بالرجوع إلى مؤلفات هذا العالم نجد أنه حرَّف كلام الواقدي؛ فيقول الواقدي في "المغازي" (3/958-959): «انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة، فأقام بالجعرانة ثلاث عشرة، فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة ليلا، فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، وكان مُصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالجعرانة، فأما هذا المسجد الأدنى فبناه رجل من قريش، واتخذ ذلك الحائط (البستان) عنده، ولم يجز رسول الله صلى الله عليه وسلم الوادي إلا محرمًا، فلم يزل يلبي حتى استلم الركن».
وأضاف: فما علاقة هذا الكلام بالمسجد الأقصى الذي قال الله فيه: {المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} فالواقدي يتحدث عن مسجدين أحدهما قريب والآخر بعده، فوصفهما بالأقصى والأدنى على ما هو مستعمل عند العلماء، ولم يقصد أن هذا المسجد اسمه الأقصى والآخر اسمه الأدنى، ولا يخفى هذا إلا على من لا يفرق بين الاسم والوصف.
ولفت إلى أن الأزهر منذ 1919 ثم 1929 و1936 و1967، يواكب القضية الفلسطينية، بمؤتمراته وعلمائه، ومؤلفاته، ولدينا مؤلفات الدنيا عن القدس منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، وبهذه المناسبة أؤكد أهمية وجود مقرر عن القدس في المرحلة الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، ويكون في الجامعة تاريخ المساجد الثلاثة، تاريخ الحرم المكي (الكعبة)، وتاريخ المسجد المدني وتطوراته، وأيضًا تاريخ المسجد الأقصى.
وقال إن الذهن العربي خال من ثقافة بيت المقدس أو ثقافة فلسطين بشكل عام، ولا يمكن أن تتصدى أو نواجه بجيل لا يعرف شيئًا، ولا نستطيع أن نواجه إسرائيل المتحدة القوية التي لها كلمة واحدة ولها إطار واحد بشعب منقسم على نفسه.
وتابع شيخ الأزهر: "أخيرًا أحيي شباب فلسطين الذين يدافعون عن الأقصى بصدورهم، فهم الأمل بعد الله أن يظلوا صامدين إلى أن تُحل هذه المشكلة ويطبق السلام العادل في هذه المنطقة، وأدعو كل الشباب المسلم والشباب المسيحي أيضًا أن يجدد قراءاته في هذه القضية وأن يقف درعًا معنويًا وأدبيًا وتاريخيًا معاصرًا وراء شباب فلسطين".
فيديو قد يعجبك: