مستشار وزير الصحة: نحتاج 1500 سرير رعاية.. وهذه خطتنا لتطوير "الإسعاف" (حوار)
حوار- أحمد جمعة:
تصوير- إسلام فاروق:
إلى جانب عمله كمستشار لوزير الصحة للرعايات العاجلة والحرجة، يتولى الدكتور شريف وديع، الإشراف على هيئة الإسعاف، فضلًا عن رئاسته لجنة إدارة الأزمات والتواصل مع النقابات الطبية، ليُلقب بـ"دينامو الصحة". مصراوي حاوره للتعرف على أسباب معاناة البعض في توفير أسرّة الرعايات المركزة وحضانات الأطفال، كما كشف عن خطة الوزارة لتأمين احتفالات أعياد الميلاد طبيًا، وخطة تطوير مرفق الإسعاف، وإلى نص الحوار..
دائمًا ما تتجدد الشكاوى والمعاناة في توفير سرير رعاية مركزة.. فمتى تنتهي هذه الأزمة؟
هدفنا طوال الوقت تحسين الخدمة في الطوارئ وأسرة الرعاية المركزة والحضانات وأسرة الرعاية التخصصية، وبالفعل قبل عامين كان هناك نقص كبير في أسرّة الرعاية، وكان إجمالي عدد الأسرّة لا يزيد عن 1825 سريرًا، رغم أنها كانت في الأوراق الرسمية 3500 سرير.
واليوم، أصبح لدينا 5225 سريرا في كل التخصصات، ورفعنا أعداد أسرة الرعاية في الأطفال والسموم والحروق والحميات، ونستهدف الوصول للرقم العالمي بأن يصبح لكل 7 آلاف مواطن سرير رعاية، ونستطيع توفير ذلك بالتعاون بين وزارة الصحة والجامعات والعلاج الخاص.
هل كانت هذه الأسرّة مُعطلة، وأعدتموها للعمل؟
كانت هناك أسرة مغلقة لعدم وجود إمكانيات، ولنقص الأطباء والتمريض، ففتحنا جميع الأسرة، وأكثر من 90% منها يعمل حاليًا، مع زيادة بعض الأسرّة في المستشفيات.
كم عدد أسرّة الرعايات المركزة التي تحتاجها مصر؟
نحتاج بين 13 إلى 14 ألف سرير رعاية لتغطية كافة المحافظات، ولدينا حاليا على مستوى الجمهورية 12500 سرير رعاية، ونحتاج نحو 1500 سرير إضافي.
والمريض شعر بتحسن كبير في هذه المنظومة خلال الشهور الماضية، لكن المشكلة الرئيسية هي نوعية السرير، فهناك عجز في بعض التخصصات، مثل: الرعاية المركزة للمخ والأعصاب، وجراحة المخ والأعصاب، وجراحة الصدر، وجراحة الأوعية الدموية، ونحاول زيادة هذه الأسرة.
ومنظومة التأمين الصحي الجديدة تعمل على حل الأزمة، لأن المواطن سيكون أمامه 12500 سرير رعاية متاحًا أن يُعالج في أي جهة.
لكن تطبيق التأمين الصحي على كافة المحافظات تحتاج لـ 15 عامًا.. فهل تظل المشكلة طوال هذه الفترة؟
حاليًا جاري تنفيذ التأمين الصحي في إقليم قناة السويس، ونحاول تحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، وفي السابق كانت المشكلة في توفير سرير رعاية مركزة، والآن توفرت الأسرّة، وبالمناسبة، فالعالم كله يعاني من عجز أسرّة الرعاية المركزة، والتأمين الصحي خطوة لإصلاح المنظومة.
رغم ميكنة منظومة الرعاية المركزة، إلا أن المواطنين يشتكون من عدم استجابة الخط الساخن "137" لبلاغاتهم؟
نلبي 66.6% من بلاغات توفير أسرّة الرعاية المركزة، بعد أن كنا نلبي في السنوات الماضية 37%، وهذه الطفرة حدثت بعد ميكنة الرعاية المركزة وتحسنت الخدمة خاصة في القاهرة الكبرى، والرقم الساخن 137 أصبح في مصر بجميع القطاعات وهذا أمر جديد، وإنجاز حقيقي لوزارة الصحة أن يستطيع المواطن توفير سرير رعاية عن طريق الاتصال بالخط الساخن.
ما آخر ما انتهت إليه الوزارة في ميكنة الرعايات المركزة والإسعاف؟
نعمل على تعميمها على مستشفيات منطقة القناة، مع تطبيق التأمين الصحي، ورفعنا كفاءة المستشفيات للرعايات المركزة وأسرة الرعاية العاجلة والحرجة وأن تكون كافية للأعداد، مع تحسين النوعية، ليقدم التأمين الصحي الخدمة في جميع مستشفيات المحافظة ويصبح أمام المريض إمكانية اختيار جهة تقديم الخدمة الطبية.
ما سبب نقص أطباء الرعاية المركزة؟
أطباء الرعاية المركزة تخصص جديد في مصر، ولمعالجة النقص في أعداد الأطباء نطرح كل عام أعداد كبيرة بالنيابة، ولكن الأعداد غير كفاية لصعوبة هذا التخصص، والعمل فيه شاق ويحتاج لطبيب يكون على دراية وعلم كافٍ في التعامل مع جميع الأمراض التي تواجهه سريعًا، كما أن احتياج العالم للطبيب المصري خارجيا كبير، ويأتي لهم عقود كثيرة خارج مصر خاصة في بلاد الخليج، ونحاول زيادة الأعداد، ونتواصل مع الجامعات لزيادة أعداد الأطباء في الزمالة المصرية والبورد المصري.
هل العجز في أطباء الرعايات المركزة فقط؟
النقص في الأطباء والأطقم المعاونة، ونحتاج لممرضة متخصصة، وهناك اهتمام كبير في الوزارة بالتمريض خاصة في مجال الطوارئ والحضانات والعمليات والغسيل الكلوي، ونهتم بتدريبهم وتعليمهم ورفع كفاءتهم.
البعض يعاني من أجل توفير حضَّانة أطفال.. متى تنتهي تلك المعاناة؟
لم نصل حتى الآن للأعداد المطلوبة، ولدينا نقص بسيط في أجهزة التنفس الصناعي في الرعايات، ونحاول توفيره.
حادث تفحم طفل داخل حضَّانة بمستشفى الوراق أثار أزمة خلال الأسبوع الماضي بشأن قبول التبرعات الخاصة بالحضَّانات.. فهل تتأكدون من سلامتها قبل تشغيلها؟
أي جهاز في الوزارة مسؤولية الإدارة الهندسية في المستشفيات ومدير المستشفى، وقبول التبرعات بالوحدات لها إجراءات قانونية وأي خطأ طبي أو هندسي أو إداري يتحمله من يخطئ، والتبرعات أمر مهم للغاية، وهناك نظم لاستقبال التبرعات وتخضع للفحص.
وهذا الحادث أزعجنا للغاية، والوزير اتخذ إجراءات حازمة، والأمر في يد النيابة العامة.
ما تكلفة الحضانة وسرير الرعاية المركزة؟
الحضانة تتكلف من 150 إلى 200 ألف جنيه، والتي تعمل بجهاز التنفس الصناعي من 250 إلى 300 ألف جنيه، أما تكلفة إنشاء سرير الرعاية المركزة المزود بجهاز تنفس صناعي فبين 300 إلى 500 ألف جنيه.
وما الوضع بالنسبة لأسرّة الحروق؟
كان هناك نقص بالفعل، والمراكز لا تزيد عن 20 مركزًا في السنوات الماضية، وتخطينا ذلك بواقع 60 مركزا، وهدفنا الوصول إلى فوق 80 مركزًا على مستوى الجمهورية قريبا.
كم عدد مراكز السموم في مصر؟
كان لدينا خلال السنوات الأخيرة 3 مراكز سموم فقط، اليوم أصبح لدينا 26 مركزا للسموم، وخلال شهور معدودة نتعدى 45 مركزًا بعد إضافة بعض الأجهزة.
وزير الصحة كلفك بالإشراف على هيئة الإسعاف بجانب عملك كمشرف على الرعايات الحركة والعاجلة.. فهل يأتي ذلك بسبب عدم التنسيق بين القطاعين الفترة الماضية؟
لا ننكر عدم وجود تنسيق متكامل بين القطاعين، وتكليف وزير الصحة جاء لزيادة التنسيق حتى لا يكون هناك تضارب أو عمل في اتجاهات مختلفة، وهيئة الإسعاف والرعاية العاجلة من أقوى القطاعات بوزارة الصحة، ودائمًا هذه القوة تتطلب الحفاظ على مناطق التميز في قطاعات الوزارة، والإشراف لتحسين الخدمة والتنسيق بين القطاعين.
تردد أن ذلك جاء بعد أزمة نقل مصابين من حادث الروضة إلى مستشفيات جامعة قناة السويس؟
غير صحيح، بالعكس فبعد نجاح الإسعاف في حادث الروضة قرر وزير الصحة تحسين الخدمة بشكل أفضل، وكلنا في النهاية منظومة صحية.
ونحن كوزارة صحة لا نريد أن نرتكز على أي قطاع أو هيئة خارج مستشفيات وزارة الصحة، ولابد أن نمتلك قدرات في وزارة الصحة لمواجهة أي تحديات من هذا النوع، لأن الوزارة إن لم تمتلك تلك القدرات تصبح وسيلة لتحويل المرضى على مستشفيات الجيش والشرطة والجامعات، وبالتالي فما ينفذه الوزير لتحسين الخدمة، يستحق الشهادة حين يقول: "أنا هاخد العيان"، وهذا أمر يحسب له.
ما خطتكم لتطوير مرفق الإسعاف؟
أعداد سيارات الأسعاف مناسبة ولدينا بعض النظم تحتاج إلى زيادة السائقين والخدمات المعاونة، ولدينا سيارات بها رعاية مركزة وأخرى بها عزل، ونفكر في سيارات تكون بها غرف جراحة، مع وضع أطباء بالتعاقد لمنظومة الإسعاف داخل سيارة الإسعاف لنقل الحالات الحرجة.
أنت رئيس لجنة إدارة الأزمات بالوزارة إلى جانب ملف التعامل مع النقابات الطبية.. وشهدت الفترة الماضية شدًا وجذبًا مع نقابتي الأطباء والصيادلة، هل انتهى هذا الخلاف؟
هدف اللجنة التي شكلها وزير الصحة التواصل مع النقابات، لأنها بيتنا وهم زملاؤنا ونضع أيدينا في أيديهم؛ لتحسين الخدمة وتلبية احتياجاتهم، ولا يوجد أي اختلاف في وجهات النظر، والوزارة لها اهتمامات وقرارات ونظم والنقابات لها طرق أخرى للتعبير، والآن هناك نقطة تواصل وبالنسبة لنا هم جزء رئيسي من المنظومة الصحية.
ألا تغضب الوزارة من اعتراضهم على الكثير من القرارات؟
"نزعل لو الاعتراض لوقف هذه المنظومة الصحية".
أخيرًا.. ما خطتكم لتأمين احتفالات أعياد الميلاد؟
الخطة بدأ تفعيلها منذ 24 ديسمبر الجاري، وتستمر حتى يوم 8 يناير المقبل وانتهاء احتفالات أعياد الميلاد، وتشمل التنسيق مع إدارة الرعاية العاجلة وهيئة الإسعاف لوضع خطة تحسبًا لأي طارئ، ورفع كفاءة المستشفيات والرعاية العاجلة بجميع المحافظات، مع مناشدة مراكز الدم بشأن احتياجاتها والتأكد من توافر كميات وفصائل الدم، ووجود أطباء في المستشفيات بجميع التخصصات، وانتظام العمل بمستشفيات الإحالة منتظمة، وتغطية سيارات الإسعاف للأزمات وأن تتحرك بسهولة ويسر وتوفر أكبر عدد من السيارات، وهذا النظام نسير به في خطة طوارئ وزارة الصحة في جميع الأعياد والمناسبات.
فيديو قد يعجبك: