"العدالة الثقافية" تمد يدها إلى المصطبة البدوية في سيناء
القاهرة- أ ش أ:
على مدار عام 2017 وما قبل رفعت وزارة الثقافة شعار (العدالة الثقافية) كونها أقصر الطرق إلى دحض فكر الإرهاب وتضييق الخناق على الأفكار الظلامية حيث أكد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة على أنه كلما اتسع الأفق والوعي الثقافي والفكرى لدى عموم الجماهير كلما انحسر الجهل والتخلف وهما الميدان الذي يسوق فيه الإرهابيون أفكارهم.
وبتوجيهات من وزير الثقافة ومتابعة شخصية من رؤساء الهيئات الثقافية ، انطلقت عشرات القوافل الثقافية طوال 2017 تجوب البلاد من أقصاها إلى أدناها من قرى حلايب وشلاتين وصعيد مصر إلى فيافي وبداوي الصحراء المترامية الاطراف، في مطروح وسيناء حيث تم تقديم مختلف الفعاليات والمواهب الثقافية والفنية.
وفي أعقاب الحادث الإرهابي الأليم الذي تعرض له مسجد الروضة في مدينة بئر العبد بشمال سيناء ، كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى كافة المسئولين والوزارات المعنية لمضاعفة الاهتمام بتنمية شمال سيناء وبئر العبد على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية.
وبتكليف من وزيرالثقافة قام المسئولون بالإدارة المركزية لإقليم القناة وسيناء بجولات عدة والالتقاء مع الأهالي في منطقة بئر العبد من أجل وضع خطة شاملة للتنمية الثقافية لهذه المنطقة حيث كان لمندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط شرف متابعة أحد هذه اللقاءات.
وعلى مصطبة من الطين خارج خيمة بدوية أقيمت ندوة ثقافية للشعر النبطي بحضور لفيف من شعراء سيناء والدكتور ماهر كمال رئيس الإدارة المركزية لإقليم القناة وسيناء الثقافي ، ورغم صعوبة اللهجة البدوية على الضيوف القادمين من خارج سيناء كانت روح الحماسة الوطنية وحب الوطن تتدفق بين ثنايا اللسان البدوى الفصيح فتضفى على المكان متعة وبهجة وجمالا.
وقد تنوعت القصائد ما بين التعبير عن سحر جمال الطبيعة في سيناء (أرض الأنبياء) وما بين الدفاع عن عروبة القدس وفلسطين وكشف المؤامرات الصهيونية على الأمة العربية عموما وعلى سيناء خصوصا ، ودحض الفكر الإرهابي وتوجيه اللعنات على الإرهابيين.
كما اشتملت هذه الأمسية الجميلة على بعض الرقصات الشعبية والأهازيج والأناشيد الدينية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وحكايات من الزمن الجميل لانتصارات مصر وشعب سيناء في مواجهة قوى الاستعمار الغازية من الشرق على مر التاريخ وحتى الاحتلال الإسرائيلي (1967) الذي اندحر بعد نصر أكتوبر 1973.
وأشاد الحضور بهذا النوع من الفنون الثقافية المتميزة لأهل سيناء الحبيبة ..وعلق الدكتور ماهر كمال رئيس الإدارة المركزية لإقليم القناة وسيناء الثقافي قائلا : "نعترف أن الثقافة محور أساسي لنهوض بشمال سيناء ونحن ندخل بكل قوة منطقة بئر العبد بعد الحادث الإرهابي الذي تعرض له مسجد الروضة، مع كافة المواهب وخاصة الشعراء النبطيين حيث ينتشر الشعر النبطي في سيناء بمختلف أنواعه ونجلس سويا على الأرض ونستمتع بقصائدهم ونحاكى تقاليدهم في تناول الطعام وشرب القهوة العربي".
وقال كمال: "إن المصاطب البدوية في سيناء هي نواد ثقافية شعبية غير رسمية"..مؤكدا أن وزارة الثقافة لن تتردد في التواصل مع جميع المواهب الشعرية والفنية في أرض سيناء الحبيبة وتوفير كل الإمكانات اللازمة لنشر العدالة الثقافية في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن وإبراز كافة مظاهر الإبداع السيناوي.
ووعد المسئول الثقافي - في نهاية الأمسية - بنقل مطالب أهل سيناء إلى كبار المسئولين وخاصة إنشاء نواد ثقافية في قرى شمال وجنوب سيناء ودعم المواهب وإبراز الفنون الثقافية لأهل سيناء الحبيبة في مختلف وسائل الإعلام.
ورحب الحضور بمبادرة وزير الثقافة التي شدد فيها على ضرورة تعاون كل القوى الوطنية والمنابر الدينية والفكرية والثقافية للتصدي للأفكار الضالة التي تقوم عليها مناهج العناصر الإرهابية ، من خلال إحياء الفكرة الوطنية ومفهوم المواطنة من قبل وزارت الثقافة والتربية والتعليم وقوى المجتمع ووسائل الإعلام.
فيديو قد يعجبك: