مصر تحارب "فيروس سي".. قصة نجاح تكتمل بحلول 2020
كتبت - ندى الخولي:
"قوائم انتظار مرضى فيروس سي انتهت"، تصريح أطلقه أحمد عماد الدين، وزير الصحة، خلال اجتماع مجلس الوزراء في يوليو الماضي، ليعلن من خلاله حصر الإصابة في مرضى يتلقون العلاج بالفعل، ويمتثلون للشفاء.
واليوم، يزور لاعب برشلونة الأسباني ليونيل ميسي، القاهرة؛ بهدف الترويج لبرنامج السياحة العلاجية بمصر لمرضى الفيروس، في إطار حملة "مصر رسالة سلام.. سافر اتعالج".
خاضت مصر طريقا طويلا في التصدي للإصابة بفيروس سي منذ عام 2006 بمنح المريض عقار الانترفيرون وحده لمدة عام كامل، لكن النتائج جاءت ضعيفة جدا، بعد ذلك اعتمد العلاج على الانترفيرون والرايبافيرن، وتراوحت نسبة الشفاء بين %30 و40%، لكن العلاج كان مكلفا للغاية وله آثار جانبية كثيرة.
ثم أدخلت مصر عقار السوفالدي في أكتوبر 2014، بعد تعاقدها على استيراده بما يعادل 1% فقط من ثمنه في الخارج، وهي الحملة التي استمرت حتى نهاية 2015، وأحدثت تأثيرا ملموسا بالفعل.
كان مسح لعينة عشوائية أجري سنة 2008 قد أظهر أن نسبة انتشار المرض في مصر تقدر بنحو 9.8% من إجمالي عدد السكان، لكن المسح الذي أجري عام 2015 أظهر أن نسبة انتشار المرض هي 4.4% أو ما يعادل حوالي 4 ملايين شخص.
وتنقل عدوى الإصابة بالتهاب الكبد (بي) و(سي) بواسطة الدم الملوث وكذلك بواسطة المحاقن الملوثة في مرافق الرعاية الصحية، وتلك التي يستخدمها مدمنو المخدرات، ويمكن أن تنتقل فيروسات المرض من خلال ممارسة الجنس غير الآمن وعن طريق الأم المصابة بعدوى المرض إلى مولودها.
وبحلول عام 2020، من المنتظر إعلان مصر خالية من فيروس سي، حسب تعهّد وزير الصحة، خلال الاحتفال بـ"يوم الكبد المصري"، عند سفح الأهرامات في 4 أكتوبر الماضي، وهو الاحتفال نفسه الذي أثنت فيه مارجريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية على جهود مصر في مكافحة المرض. وقالت "أريد أن أثني على الحكومة لالتزامها الكامل بتقديم دواء بأسعار معقولة للمصريين.. عملت الحكومة بجدية كبيرة ولاقت دعما فنيا من منظمة الصحة العالمية".
وفي أكتوبر من العام الماضي، بعثت منظمة الصحة العالمية، خطاب شكر إلى الجهات المعنية التي ساعدت في القضاء فيروس "سي" في مصر.
وبحسب بيان المنظمة، أكدت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجرت تشان، نجاح التجربة المصرية "مصر أصبحت نموذجا يحتذى به في سائر العالم ليس فقط لإعطائها الأمل في القضاء على المرض وإنما لتكاتف جميع الجهود في خطة عمل قومية تشمل الوقاية بزيادة الوعي المجتمعي تجاه طرق الإصابة بالفيروس وكيفية العلاج منه، وتوفير العلاج للمرضى المصابين، والمتابعة والتقييم المستمر لخطة العمل".
وأضافت تشان "مصر كانت من أوائل الدول التي اتبعت النهج الذكي في دعم تكلفة العلاج، ليس هذا فحسب، فهي أيضا من أوائل الدول التي اعتمدت توصيات منظمة الصحة العالمية في تطبيق مشروع الحقن الآمن".
وشكرت تشان للرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية لوضعهم خطة القضاء على التهاب الكبد الفيروسي "سي" من أولوياتهم، مؤكدةً على دعمها الكامل لخطة وزارة الصحة والسكان للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي "سي".
فيديو قد يعجبك: