خبيران: "داعش" يستهدف الأقباط لإحراج الحكومة وإثارة الفتنة
كتب – عبدالله قدري:
أرجع باحثان في شئون الحركات الإسلامية سبب تصعيد تنظيم "ولاية سيناء"، هجماته ضد الأقباط المصريين في الأيام الأخيرة، إلى سعيه لإثارة الفتنة الطائفية، وإحراج الحكومة المصرية أمام العالم.
كان التنظيم كثف هجماته ضد أقباط العريش، وقتل 7 منهم في الأيام الماضية، ما أدى إلى نزوح أسر مسيحية إلى مدينة الإسماعيلية. وجاء ذلك بعد ما بث التنظيم مقطع فيديو، منذ سبعة أيام، توعد فيه المسيحيين في مصر، وقال أحد عناصره في التسجيل الذي أعلن فيه مسؤوليته عن تفجير الكنيسة البطرسية:" يا أيها الصليبيون في مصر، فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لَهدفنا الأول، وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون".
"مقطع الفيديو كان محاولة لاستعداء المسلمين ضد المسيحيين، وتحريضهم على الأقباط".. وفق ما قال الباحث في الحركات الإسلامية سامح عيد، الذي أكد لـ"مصراوي" أن تنظيم داعش صعد من هجماته ضد الأقباط في الأيام الأخيرة نظرًا لكونهم الجانب الضعيف، والأقل عددًا في المجتمع المصري، وهو ما يُحرج الدولة المصرية أمام العالم.
ويؤيد الباحث والخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان، ما ذكره "عيد"، قائلا: التنظيم يعاني من التراجع وشعر بالضغوط عليه من قبل الأمن المصري في سيناء، فأراد من خلال تنفيذ هذه الهجمات العودة إلى بؤرة الاهتمامات، وتوجيه ضربات موجعة للدولة المصرية من خلال استهداف الأقباط.
واعتبر "بان" أن الاعتداء على الأقباط ليس جديدًا، فقد تنامت الحالة العدائية ضدهم في منتصف سبعينيات القرن الماضي، مع ظهور الفكر الوهابي السلفي في مصر، وتراجع الشعور بالمواطنة، مؤكدًا أن هجمات التنظيم هي ظاهرة إجرامية وستنتهي في أقرب وقت.
لكن سامح عيد الباحث في الحركات الإسلامية، يرى أن السبب وراء تنامي الاعتداء ضد الأقباط، هو نظرة التنظيمات السلفية إلى الأقباط نظرة كراهية، من خلال استخدام بعض الفتاوى في الدين الإسلامي بشكل خاطئ، يبرر أفعالهم ضد المسيحيين، مؤكدًا أن الفكر السلفي استطاع ترويج فكرة الكراهية بين المجتمع المصري خلال العقود الماضية، وهو ما وضح في مقطع الفيديو الذي بثته التنظيم من استثارة المسلمين ضد الأقباط، من خلال بث هتافات قد تثير شعور الغضب عند المسلمين.
ونفى الخبيران في الحركات الإسلامية أن يكون هدف داعش من خلال ضرب الأقباط في الآونة الأخيرة، تحصيل الجزية من الأقباط، مؤكدين أن التنظيم لم يستطيع السيطرة بشكل كامل على سيناء حتى يستطيع تحصيل الجزية من الأقباط.
وأكدا أن الوضع في مصر لا يقارن بما يحدث في العراق، فالتنظيم هناك سيطر على مساحات واسعة من العراق، وأخضع عددًا كبيرًا من السكان تحت إمرته، وهو ما لم يتحقق في الحالة المصرية.
وظهر أعضاء تنظيم ولاية سيناء في مصر بعد ثورة 25 يناير، تحت اسم "أنصار بيت المقدس"، بعدها أعلنوا ولائهم لتنظيم داعش في نوفمبر 2014 تحت مسمى "ولاية سيناء".
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد الأقباط في مصر يمثل نحو 10% من تعداد السكان في مصر الذي يصل لنحو 92 مليون نسمة، فيما تشير تقديرات أوساط قبطية إلى أن عدد الأقباط يبلغ نحو 15 مليون نسمة.
وتعرض الأقباط لاعتداءات طائفية بلغت ذورتها في عهد المجلس العسكري وحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وطالت هذه الاعتداءات مباني ومنشآت كنسية في الفترة التي أعقبت فض اعتصامي رابعة والنهضة، وفق ما أفادت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
فيديو قد يعجبك: