أبو الغيط أمام القمة العربية: الملفات الأهم ليست في حوزتنا
كتبت – إيمان محمود:
أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته خلال انعقاد أعمال القمة العربية الـ28 في الأردن، اليوم الأربعاء، أن مهمة الجامعة هي توحيد مواقف الدول العربية.
واستهل أبو الغيط كلمته بشكر المملكة الأردنية على احتضانها للقمة العربية، كما هنأ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ملك الأردن بتوليه رئاسة القمة العربية الثامنة والعشرين.
وقال الأمين العام، إنه قام بعقد لقاءات مع زعماء الدول الأعضاء -قبل انعقاد القمة- وذلك لبحث الوضع العربي ووضع الجامعة.
وأضاف أبو الغيط، أنه الخط العام الذي توصل إليه بعد تلك اللقاءات هو دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها السامية في تمثيل وتوحيد العرب والتعبير عن مصالحهم والذود عنها.
وعبر أبو الغيط عن حزنه تجاه الوضع العربي الحالي، وما طاله من ضعف وانقسام، لكنه أكد أن مقابلاته مع زعماء الدول أعضاء القمة، شكلت علامات إضاءة واضحة على طريق اضطلاعي بمسئولياتي.
وتعهد أبو الغيط في كلمته أن ينشط عمل ودور الجامعة العربية في مختلف الملفات والقضايا، وأن يرتب الأوضاع لاستعادة اللحمة فيما بين الجميع.
واشار الأمين العام إلى أن هناك قوى تريد توظيف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط، مناشدًا تلك القوى بمراجعة حساباتها.
ولفت أبو الغيط "الملفات الأهم ليست في حوزتنا، أو ضمن قدرتنا على التأثير"، مضيفًا "نحن نتابع عن كثب الأزمة السورية دون وسيلة حقيقية للتدخل مع أطراف أخرى فاعلة تتصدى لصياغة مستقبل سوريا دون إسهاما عربيا حقيقيا".
وحول الأزمة الليبية، قال الأمين العام أنه رغم تعقيد الموقف الخاص بليبيا وأزمتها، فإنه سعى إلى وضع الجامعة مجددًا في موقف متقدم يسمح لها باستجابة أفضل لنداءات كافة الأشقاء الليبيين الذين يتطلعون بأمل إلى إنهاء فصول أزمتهم المستمرة بدعم ومساندة الجامعة.
وشدد أبو الغيط على أن القضية الفلسطينية حظيت باهتمامه البالغ باعتبارها القضية المركزية، مؤكدًا أن الوضع ليس على ما يرام من ناحية، وهو متحرك وإيجابي من ناحية أخرى.
وأوضح أن إسرائيل لازالت تصمم على احتلالها لأراضي فلسطين، وتمعن في البناء الاستيطاني والتهويد والاستيلاء على الأرض، كما أن الانقسام الفلسطيني له تبعاته السلبية.
أما على الجانب الإيجابي، فأشار إلى قرار مجلس الأمن الأخير بإدانة الاستيطان وتأييد حل الدولتين، وإلى مؤتمر السلام الذي انعقد بباريس في يناير الماضي وشاركت فيه قوى دولية كثيرة تحدت ارادتها حول المطالبة بإنهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين، كما أشار الأمين العام إلى الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتحدث عن رغبتها في إعادة دفع العملية السلمية.
وقال أبو الغيط إن اليد العربية لا زالت ممدودة بالسلام على نحوِ ما تقضي مبادرة السلام العربية، مضيفًا "لا زلنا في انتظار شريك حقيقي على الجانب الآخر يفهم متطلبات السلام ويعمل بجدية من أجل تحقيقه، ومن أسف أننا لا نجد هذا الشريك".
وأضاف أن خلفت التطورات الميدانية شديدة الصعوبة في سوريا واليمن والعراق، وأيضاً في الصومال، أوضاعًا إنسانية متدهورة بين نزوح ولجوء، موضحًا أن واحد من بين كل اثنين لاجئين في العالم اليوم هو للأسف لاجئٌ عربي.
وناشد أبو الغيط أنه يجب التصدي بشجاعة لهذه الأوضاع لأنها تمس بكرامة الإنسان العربي وحقه في العيش والحياة.
واكد أنه التوازي مع ذلك، تحتدم في دولنا الحرب ضد الإرهاب، وتكافحه الحكومات وتقاومه المُجتمعات بكل ما تملك من عزيمة وإصرار، مشيرًا إلى أنه مع القضاء عليه بشكل مُبرم، ستكون بداية جديدة لمجتمعاتنا ومسيراتها التنموية والسياسية.
فيديو قد يعجبك: