إسلام بحيرى: على رجال الأزهر نسيان "القداسة".. وأصبحت "أفلتر" الكلام- (حوار)
كتبت- ندى شريف:
تصوير- أحمد طرانه:
كشف الكاتب والباحث إسلام بحيرى، عن سعيه لتأسيس مؤسسة للتنوير الديني، وإطلاق برنامج ديني يحمل نفس اسم البرنامج الإذاعي الذي يقدمه حاليا "إسلام حر"، مضيفا، في حوار أجراه معه "مصراوي": بعد السجن أصبحت "أفلتر" الكلام.... والبرنامج سيقوم على الاستماع لآراء الجمهور على أن أكتفي بإدارة الحوار.
وشكر بحيري، خلال الحوار، الرئيس عبد الفتاح السيسي على إصداره قرارا بالعفو الرئاسي عنه قبل انتهاء مدة حبسه، وقال: عفو السيسي عني جرأة غير مسبوقة من رئيس. كما واصل هجومه على الأزهر الشريف ورجاله وصحيح البخاري والأئمة الأربعة، وكشف عن كواليس فترة سجنه.. وإلى نص الحوار:
- "إسلام حر".. هو اسم برنامجك الجديد، فما هي تفاصيله؟
كنت أتمنى تقديم برنامج إذاعي، خاصة بعد القضية التي أقامها شيخ الأزهر لعدم ظهوري في البرامج بشكل عام، وتلقيت عرضا من الرئيس التنفيذي لراديو النيل وليد رمضان، وطلبت طلبات مذهلة من المحطة وفوجئت بالموافقة فبدأنا أول مارس.
والاسم جاء بعد فترة حيرة طويلة، أنهتها مقولة صديقة لي "إسلام حر"، ورأيت أن هذه العبارة يمكن أن تكون اسما عبقريا له مدلول أني حر، وسيكون اسم برنامجي على التليفزيون أيضا، وسأربط برنامج التلفزيون بالإذاعة.
والجديد في البرنامج أنني سأشارك الجمهور، واقرأ رسائلهم، واستمع منهم وأدير الحوار، وجاءتني هذه الفكرة لإعجابي بتعليقات وآراء "عبقرية" علي السوشيال ميديا، كما أني أسعي لتأسيس مؤسسة للتنوير، وستحمل اسم "إسلام حر" أيضا.
- هل وضعت إدارة الاذاعة أية تحفظات أو شروط خاصة في الاتفاق معك على البرنامج؟
ليس اعتزازا بالنفس على الإطلاق، ولكن لا يمكن لأحد أن يقول لـ"إسلام بحيري" ماذا يقول.. وأصبحت أفلتر الكلام حتي لا أعطي لأحد هذه الفرصة.
- البعض ينتقد هجومك على الأئمة الأربعة، ويعتبره خروجًا عن العقل، فما ردك؟
ما الدليل على أن الأئمة عقول جبارة، وأن الله لم يخلق مثلها.. هم بشر ليسوا أكثر من ذلك ولهم أخطاء فادحة.
- بماذا تفسر رفع عدة قضايا ضدك بسبب برنامجك السابق؟
ببساطة لأن برنامج "مع إسلام بحيري"، كان يشاهده العالم أجمع حتى في أمريكا وأستراليا، كما أنه عرض وقت الثورة التي أتت بالإخوان، فأصبحت في مواجهه مع الدولة وليس أشخاص.
وأعتقد أن السبب في زيادة شعبية وشهرة البرنامج، يرجع للطريقة البسيطة والمبسطة، التي وصلت لقطاع كبير من الناس، إضافة إلى استشعار المصريين بالخطر جراء صعود الإسلامين، وتفرغهم لمشاهدة التلفزيون وقت حظر التجوال.
- كيف ترى تجربتك مع السجن؟
في البداية أحب أن أوضح أن "الكل يعرف أنني أدافع عن الإسلام"، وأشير إلى أنه صدر بحقي حكمان من قاضيين أحدهما رأى أنني أدافع، والآخر رأي أني أزدري، والمادة ' 98' جريمة لأنها لا تعرف الازدراء، ويجب تعديلها.
أما عن السجن فهو "أسوأ أفضل حدث في حياتي"، لأن فترة الحبس فادتني للغاية، وعندما خرجت رأيت ما لم يمكن تحقيقه في 20 سنة، وبالقطع السجن قاسي للغاية، وكل ما فكرت فيه في الزنزانة هو "كيف أتكلم وأفلتر الكلام حتي لا يحتمل معنيين".
وأرى أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عني، جرأة غير مسبوقة من رئيس مصري، فلم نري حتي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتدخل في قضايا المفكرين، لذا شكرت الرئيس في كل الوسائل الإعلامية.
وانتهى سجني نهاية سعيدة، لم أتوقعها، فقد كتبت جريدة الأهرام صباحا أن الرئيس سيعفو عني فاستبعدت ذلك، لكني بعدها فتحت التليفزيون ورأيت العناوين فتأكدت أنه تم العفو عني وسأظل أشكر الرئيس.
- قبل الحكم في القضية، هل تلقيت بالفعل عروضا للسفر خارج البلاد؟
حقيقة، وسبق أن أظهرت ورقة بالعروض التي تلقيتها قبل الحكم بأيام، وقلت وقتها أنني سأسجن ولن أخرج من البلد وأن هناك مخارج قانونية، لكن كان هناك أيضا أخطاء من الدفاع الخاص بي.
- حتى بعد خروجك من السجن، لا تزال تواصل هجومك على الأزهر ورجاله، فما السبب؟
رجال الأزهر يجب أن ينسوا القداسة الوهمية لأنها إلي زوال، والأزهر يبعد الناس عنه، ومناهجه وكتبه بها مشاكل كثيرة وقع فيها رجال الأزهر والدين لأنهم بشر مثلنا، ويجب أن يعلم القائمون على الأزهر حاليا أن "القداسة" انتهت اكلينيكيا.
- لماذا تصر على نزع "القدسية" عن صحيح البخاري؟
كنت في التاسعة من عمرى، وقرأت عن البخاري في كل الكتب فاعتقدت أنه صحابي وصديق للرسول سجل كلامه، لكني صدمت عندما علمت أنه ولد بعد النبي بأكثر من200 عام، وابتدأت اقرأ في صحيحه، وتوقفت عند ما نقله منسوبا للنبي عن أن "النساء ناقصات عقل دين"، والتفسير بأن السبب هو الدورة الشهرية وما إلى ذلك، فقلت كيف لأمي السيدة العظيمة أن تكون ناقصة عقل فهي من تدير البيت، وهي كل شيء.
ومن هنا بدأت خلافاتي معه، فكيف نحيط بالقداسة كتاب نقل كلام النبي بعد 200 سنة على حياته، وما الدليل الذي يثبت أن هذا الكلام المنسوب قاله النبي، وكيف للنبي أن يقول هذا وكان يقدس زوجته خديجة وأبناءه جميعهم بنات، لذا أرى أن وجهة نظر البخاري ليست دينا يمشي عليه مليار ونصف المليار مسلم، ويقول حديث متفق عليه، واثنان فقط من وافقوا عليه "هذا كلام لا يستحمله عقل بشر".
- تعرضت مؤخرا لحملة هجوم بسبب طلاقك واتهامك بعدم الصرف على ابنتك؟
قرأت وظللت أضحك.. هذه مسألة معقدة ولا أعقب إيجابا أو سلبا، والخبر المنشور مكتوب بكيدية شديدة، وسأترك الخبر يعدي ولا أحب أن اتكلم في حياتي الشخصية.. وكنت قديما اضطر للرد لكن الآن الناس تعرف من هو "إسلام".
- كيف تري ظاهرة "الإلحاد" في العالم العربي؟
نسبة الملحدين زادت في كل الأديان، وهناك أسباب كثيرة تؤدي لذلك فعلى سبيل المثال، أرسلت وزارة الأوقاف لجنة رسمية لطرد الجن من قرية في الدقهلية تعاني من تكرار اشتعال الحرائق، وطبعا هذه مهزلة مثيرة للضحك.
ومثل هذه الواقعة، إضافة لزواج القاصرات كلها أمور تخرج الناس من الديانة، لذا بات الإلحاد في العالم العربي خطر كبير.
- "سما المصري" أعلنت عن تقديمها برنامجا دينيا، فكيف ترى الموضوع؟
اعتبره "هزار"، لا أقف كثيرا عنده .
فيديو قد يعجبك: