إعلان

ما المكاسب التي حققها السيسي بزيارته إلى واشنطن؟

04:39 م الجمعة 07 أبريل 2017

السيسي وترامب

كتبت - هاجر حسني:

عقب زيارة استغرقت 6 أيام، غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الخميس، عائداً إلى القاهرة، وتخلل الزيارة التي تُعد الأولى لرئيس مصري منذ 2010، عدة لقاءات مع أركان الإدارة الأمريكية، حيث يُعلق عليها آمال وطموحات مصرية سياسية واقتصادية.

وذهبت المؤشرات الأولية للزيارة إلى وجود اتفاق وتلاقي في وجهات نظر بين الجانبين، فأكد وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية للرئيس ترامب في لقاءه مع وفد إعلامي وبرلماني مصري، أن زيارة السيسي لواشنطن ستمهد الطريق لبناء شراكة قوية بين مصر والولايات المتحدة، ترتكز على المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية وتعزيز التواصل بين المؤسسات الرسمية والشعبية بالبلدين.

وقال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج نهائية للزيارة، مضيفًا "هناك نوايا طيبة ومصر تتوقع الكثير من الجانب الأمريكي، خاصة فيما يخص صفقات الأسلحة التي سبق وجمدها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".

الاختلاف في التعامل مع الرئيس السيسي بين إدارتي ترامب وأوباما كان واضحاً، وهو ما دفع مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقول إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لديه سبب جيد ليبدو وكأنه يسير عاليًا في السماء، مرجعة ذلك إلى الاستقبال الدافئ الذي تلقاه من نظيره الأمريكي دونالد ترامب مع بدء الزيارة.

"إذا كانت أمريكا حريصة على علاقتها بمصر فسيكون هناك زيادة في المعونة"، قالها نافعة، الذي أشار إلى أن مصر تتوقع المزيد من الاستثمارات الأمريكية وزيادة المعونة، لاسيما وأن إسرائيل حصلت على زيادة ضخمة من المعونة في عهد الرئيس أوباما دون أي مبرر، ولذلك فزيادة المعونة ستأتي تحقيقاً لمعاهدة السلام التي تنص على ضرورة وجود توازن في المساعدات المقدمة للطرفين"، بحسب قوله.

وفيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والدور الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط، لفت نافعة إلى أن هذا الأمر لن يتضح الآن، متوقعاً أن يصاحب ذلك "تنازلات ضخمة" من جانب مصر والدول العربية.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "ذا ناشيونال انتريست" الأمريكية، الثلاثاء الماضي، فإن الولايات المتحدة لديها مصلحة في مساعدة مصر على هزيمة تهديد داعش في شمال سيناء مع الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، كما أن لديها مصلحة في مساعدة مصر على تأمين قناة السويس والحفاظ على الأمن البحري الشامل في البحر الأحمر.

الزيارة أعادت العلاقات المصرية الأمريكية بشكل أكثر دفئاً مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حسبما رأى عبد المنعم سعيد، رئيس المركز الإقليمي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلاً إن الطرفين تحدثوا بصوت واحد فيما يتعلق بالإرهاب.

ذات الحديث كانت أكدته صحيفة (يو إس أيه توادي) الأمريكية، على موقعها الإليكتروني، قائلة إن زيارة الرئيس السيسي تعكس علاقة جديدة بين مصر والولايات المتحدة "سنكون أصدقاء لفترة طويلة.. تربطنا علاقات عظيمة بشعب مصر".

وأشار سعيد لمصراوي، إلى أن نتائج المباحثات الرئاسية غالباً ما تكون في شكل مؤشرات أولية تعقبها سلسلة من اللقاءات مع أجهزة الدولة التي تحول هذه المؤشرات إلى واقع، ولكن هناك اتفاقًا على أن الهدف الاستراتيجي واحد، قائلاً "كمثال أعتقد أن طبيعة الأسلحة التي تُرسلها أمريكا لمصر كل عام ستختلف هذه المرة حتى تُساعد مصر في حربها على الإرهاب".

وعن الجانب الإقليمي، وصف سعيد المباحثات في هذ الشأن بـ "الغامضة"، موضحاً أن الحديث عن إعادة بناء سوريا لم يكن واضحاً بالنسبة له، على العكس من المناقشات الاقتصادية التي تضمنت لقاءات بكبرى الشركات الأمريكية لتشجيعهم على الاستثمار في مصر، بحسب قوله.

من جهته، قال محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن ردود الفعل من الجانب الأمريكي على الزيارة تؤكد أن العلاقات ستكون إيجابية مستقبلاً، مُدللاً على ذلك بما نشرته الصحف والمجلات الأمريكية من ملامح تفاؤلية بالزيارة.

وكانت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، نقلت، الأحد الماضي، عن مسؤول بالبيت الأبيض قوله "إن واشنطن ترغب في استغلال الزيارة الحالية للرئيس السيسي للولايات المتحدة في استئناف العلاقات الثنائية بين الدولتين والبناء على الصلة القوية التي نشأت بين السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما التقيا معًا في نيويورك".

وأضاف الشيمي لمصراوي، أن الزيارة أظهرت اتفاق على بعض المواقف في بعض القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وأهمها التعاون على المستوى العسكري، ورغبة مصر في أن تكون أمريكا وجهة استثمارية، كما أن دور مصر المحوري في ردع الإرهاب في المنطقة يعكس العمق الذي ستكون عليه العلاقات المصرية الأمريكية مستقبلًا.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان