لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سكاى نيوز والجزيرة.. حرب الشاشات

09:32 م الأربعاء 21 يونيو 2017

كتب- محمد قاسم:

أسبوعان مرّا على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر الذي اتخذته مصر مع السعودية والإمارات والبحرين ، على خلفيّة اتهام الدوحة بدعم الإرهاب في المنطقة، ما صاحبه حربًا إعلامية بين وسائل الاعلام المملوكة للدول أطراف الأزمة.

السجال السياسى وجد طريقه إلى الفضائيات، فتحولت إلى أدوات لهذا السجال، في شأن الأزمة التي قالت عنها الدولة المقاطعة إنها تأخرت كثيرًا، لأن سياسات الدوحة أضرت كثيرًا بالخليج والمنطقة العربية.

سكاي نيوز

بالعودة إلى تغطية القناة ذائعة الصيت التي بدأ بثها في أبو ظبي 2012، ظهر أن القناة نشرت قبل قرار قطع العلاقات 3 محتويات "إنفوجراف" اتهمت بشكل صريح قطر كدولة راعية وداعمة للإرهاب، مثل "التمويل القطري للمليشيات المتطرفة المنشور في 30 مايو"، "بين مانشستر وطرابلس والدوحة ونشرته 27 مايو"، "قطر وتمويل الإرهاب من شبه الجزيرة للنصرة ونُشر في 1 يونيو".

وعقب قرار قطع العلاقات، نشر الموقع الإلكتروني للقناة الإماراتية 6 مقالات رأي دافعت بقوة عن قرار قطع العلاقات وانتقدت النظام القطري بضراوة، أبرزها مقالاً للسفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، نقلته عن صحيفة "وول ستريت جورنال" في 13 يونيو الجاري، قال فيه إن "قطر دعمت المتطرفين وآوتهم لسنوات ، ففي منتصف التسعينيات آوت الإرهابي الشهير خالد شيخ محمد، الذي أصبح فيما بعد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، والآن تستضيف وتروج للزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي، ولخالد مشعل زعيم حماس، وهي منظمة مصنفة إرهابية في أميركا".

ياسر عبدالعزيز: أزمة قطع العلاقات مع قطر أضرت بالإعلام العربي ضررًا بالغًا

الأزمة تابعتها "سكاي نيوز" أيضًا بتقارير متلفزة تخطت 70 موضوعًا خاصًا تحدثت مباشرة عن قطر والأسباب والتداعيات التي تزامنت وتلت قرار السعودية والإمارات ومصروالبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة. وكان من بينها موضوعًا تحت عنوان ("كذب قناة الجزيرة".. يتصدر تويتر بعد خطاب ترامب) وقالت القناة في تقريرها "دأبت قناة الجزيرة منذ قطع العلاقات مع قطر بتحريف تصريحات الساسة والقادة الأميركيين في محاولة لتضليل الرأي العام، والإيهام بصحة موقفها".

أما البرامج، فتناولت "غرفة أخبار سكاي نيوز" الأزمة القطرية في 42 حلقة نقاشية بالقناة منذ القرار حملت عناوين مثل "ملفات قطر السرية.. ساعة الحقيقة" وهي الحلقة التي أذيعت الأحد الماضي، تناولت المكالمة المسربة بين مستشار أمير قطر حمد بن خليفة بن عبدالله العطية والإرهابي البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان يتآمران فيها على إثارة الفوضى في البحرين.

الجزيرة

أما قناة الجزيرة ربما تأثرت تغطيتها في الحادث بعدما حجبت أبرز الدول المقاطعة "السعودية والإمارات ومصر" موقعها الإلكتروني إلا أن شاشتها كانت تعمل عبر الأقمار الصناعية ويوتيوب.

من خلال البحث عن ما بثته قناة "الجزيرة" عبر "يوتيوب"، نشرت قطر أكثر من 80 مقطع فيديو تلخصت في مراقبة الإجراءات التي تتخذها الدول المقاطعة والرد عليها، وفي الوقت نفسه حافظت الجزيرة على خط أن النظام القطري يرحب بأي حوار لحل الأزمة، وأبرزت تصريحات المسؤولين العرب والأوروبين الداعين إلى التهدئة.

وعندما اتهمت الدول المقاطعة، قطر بدعم تنظيمات إرهابية في ليبيا، ردّت الجزيرة بتقرير عن خرق مصري إماراتي لحظر تصدير الإسلحة إلى ليبيا وجاء ذلك في حلقة تحت عنوان "الدور الإماراتي المصري بتعقيد الأزمة الليبية" أذيعت الأسبوع الماضي.

ويحلل الدكتور سامي عبدالعزيز، عميد كلية إعلام القاهرة السابق، السجال الإعلامي على خلفية الأزمة قائلًا: قناة سكاي نيوز ومعها قناة العربية الحدث، كانوا أكثر تركيزًا وأكثر حدة ضد قطر، وبالنظر إلى قناة "العربية الحدث" بحكم انتماءها كقناة سعودية أسست في 2003 كان ردها شرسًا يعبر عن عمق الغضب السعودي من قطر، وكذلك سكاي نيوز بحكم تبعيتها للإمارات.

في المقابل، كانت الجزيرة في موقفها الدفاعي دخلت في منطقة الردح الإعلامي، يقول عبدالعزير، لافتًا إلى أن الجزيرة هي الأخرى تعمل بتعليمات من النظام القطري.

وأضاف أنه في الوقت الذي فقدت الجزيرة مصداقياتها -وتحديدًا عام 2012- تم إطلاق قناة سكاي نيوز" ثم لمعت في ظل فراغ إعلامي عربي، كإحدى القنوات الإخبارية العربية واسعة الانتشار لتملك رصيد مهني ما مكنها من التفرد في الأزمة.

وأكد: "سكاي نيوز اعتمدت على التوثيق والتحقق وتواصلت مع خبراء بعضهم مستقل وبعضهم غير مستقل، وهو ما لم تحققه الجزيرة".

المتابع للقناتين يجد أن سكاي نيوز كانت مصادرها متوفرة حيث قرار المقاطعة جاء من 4 دول كان محللو ومسؤولو تلك الدول مادة وفيرة لدى القناة المؤيدة لقرار المقاطعة، لكن في المقابل كانت مصادر "الجزيرة" محدودة مقتصرة على باحثين يعيشوا في الدوحة من قطريين وشخصيات مناوئة لأنظمة الدول المقاطعة –كانت مهمتهم الدفاع عن الموقف القطري في ظل تصاعد الحصار- بجانب باحثين من مراكز بحثية أوروبية أو أمريكية –كانت مهمتهم الإجابة عن أسئلة عن سبل حل الأزمة.

بينما ذهب ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي، بأن أزمة قطع العلاقات أضرت بالإعلام العربي ضررا بالغا، باعتبار أن الأزمة أطرافها اصحاب المشروعات الإعلامية المؤثرة في العالم العربي.

وأضاف عبدالعزيز، في حديث لمصراوي، أنه تم الضغط على وسائل إعلام عربية رئيسية لتطويع أدائها لوظيفة الدعاية السياسية.

وزاد: "أزمة قطر الأخيرة جرس إنذار واضح يدل على أن مجال الإعلام العربي يفتقد الكثير من القواعد والمهنية والقدرة على العمل باستقلالية في ظل الأزمات والضغوط السياسية"، مضيفًا: "الأزمة السياسية الحالية أعطتنا برهانا جديدا على أن الإعلام العربي نظام تابع، والخدمة الإعلامية العربية لا تزال حتى الآن في طور الدعاية".

وأشار إلى أنه حدثت حالة من التشتت لدى كثير من المشاهدين، وتحولت قنوات ذات رصيد من المحتوي الجيد ولديها قدر من المكانة إلى أدوات دعاية مباشرة، بسبب ضغوط السياسية، وهذا يدل على أن المناعة الإعلامية العربية لا تزال ضعيفة، منوها إلى أن ذلك يؤكد على ضرورة تعزيز استقلالية وسائل الإعلام.

ولفت ياسر عبدالعزيز إلى أن الجمهور يتزعزع يقينه، ويفقد إيمانه بالكثير من الممارسات الإعلامية لبعض القنوات التي تتحول إلى أدوات دعائية؛ بسبب الضغوط السياسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان