بعد قطع العلاقات مع قطر.. هل تتأثر القاعدة العسكرية الأمريكية؟
كتب- مصطفى المنشاوي:
قال خبراء عسكريون، إن القاعدة العسكرية الأمريكية الموجودة بقطر لن تتأثر بقرار قطع العلاقات مع قطر الذي اتخذته مصر و4 دول خليجية في مقدمتهم السعودية، مؤكدين أن الولايات المتحدة تستخدم القاعدة لمصلحتها في التواجد العسكري داخل الشرق الأوسط.
وتضم القاعدة الأمريكية مطار "العديد" الذي يعرف بأسم "أبو نخلة" ويقع في الجنوب الغربي من الدوحة، ويوجد به ممر إقلاع بطول 4.5 كيلومترات يتيح إقلاع القاذفات الثقيلة.القاعدة ما يكفي لأكثر من 100 قاذفة ومقاتلة وطائرات الاستطلاع والاواكس.
ويقول اللواء محمد على بلال، قائد القوات المصرية -في حرب تحرير الكويت عام 1990-، إن القاعدة الأمريكية الموجودة بقطر لن يكون لها دور في قرار قطع العلاقات معه، لأن القاعدة تأتي ضمن الخطة الإستراتيجية للولايات المريكية في الشرق الأوسط.
ويضيف بلال في تصريح لـ"مصراوي"، أن أمريكا تحاول تنظيم العلاقات مع جميع الدول حتى تحقق السيطرة الكاملة، مضيفًا أن هذا كان واضح في البيان الذي اصدرتها الخارجية الأمريكية بالمطالبة دول مجلس التعاون الخليجي على حل خلافاتها.
ولفت إلى أن قطع العلاقات مع قطر جاء نتيجة تصريحات الدوحة الأخيرة الداعمة لدولة إيران ووصفها بأنها دولة إسلامية ولها دور فعال في الشرق الأوسط، مضيفًا أنه يتوقع تعدل قطر عن قرارها وتصدر بيان تهاجم تطلب به إيران بكف يدها عن المنطققة العربية.
وتوقع قائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت عام 1990-، أن يكون قرار قطع العلاقات مؤقت وينتهي في القريب العاجل مثل ما حدث في عام 2014 بسحب السفراء، ما هو الإ وضع مؤقت وسينتهي في وقت قريب، خاصة أن هذه المرة ليس قطع علاقات فقط وأنما حصار -وفق قوله.
فيما رأى اللواء ناجي شهود، نائب رئيس جهاز المخابرات الأسبق، أن القواعد الأمريكية المتواجدة بالدوحة مستأجرة ولها مهام لن تتأثر بأي خلاف أي أن كان عربي أو دولي، خاصة أنها تحقق المصلحة لدولة كبيرة في توفير سيطرة عسكرية داخل الشرق الأوسط.
وأضاف شهود في تصريح لـ"مصراوي"، أن الموقف الأمريكي في ظاهرة مؤيد لقرار الدول العربية، ولكن المصالح تختلف وهذا واضح في تعامل الدول مع الإرهاب، مضيفًا أن الكل أجمع على وجود أرهاب ولكن اختلفو في تعريفه -وفق قوله.
ولفت إلى أن الموقف القطري مرتبط الآن بالتحرك الشعبي وخروج المعارضين لتنديد بسياسات الحكومة القطرية تجاة الدول العربية.
من جانبه قال اللواء محمد الشهاوي، رئيس كلية القادة والأركان، إن قرار سحب السفير المصري وغلق السفارة القطارية، خطوة متأخرة مع الأحداث المتتالية التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الماضية، لدعم قطر الإرهاب.
وأضاف "الشهاوي" في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن قطر ستعاني من قطع العلاقات، خاصة أنه لا يوجد سوى طريق واحد بري يأتي منه الأمدادات مع السعودية، متوقعًا حدوث مجاعة في قطر خلال أسبوع.
وأوضح الشهاوي، أنه كان من المعلوم أن قطر كانت تدعم الحوثيين في اليمن بالرغم من أنها عضو في التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، مضيفًا أن الجميع علم ذلك من خلال كلمة الرئيس الأخيرة بالقمة العربية الأسلامية وهي "أن الإرهاب الحقيقي هو من يدعم الإرهاب وليس الذي يحمل السلاح".
كانت مصر وأربع دول خليجية هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن، أعلنت صباح الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب"، بحسب بيانات رسمية من الدول الأربع.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر أسمه في تصريح لمصراوي، أنه "لن يتم وقف الرحلات نهائياً إلا بقرار واضح وصريح من الحكومة بوقف الرحلات المتبادلة بين البلدين"، مضيفا أنه لن تقلع رحلات إلى الدوحة إلا بعد توضح موقف شركة مصر للطيران من التعامل مع دولة قطر.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن قطع العلاقات جاء "في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية."
وقررت السعودية "قطع العلاقات مع قطر وإغلاق إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية... حماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف،" حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر حكومي سعودي.
وكانت البحرين قد أعلنت قطع علاقاتها مع قطر، وأمهلت جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وقررت الإمارات "قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع دخول القطريين إلى الإمارات وأمهلت المقيمين والزائرين القطريين 14 يوما لمغادرة البلاد لأسباب أمنية" بحسب الوكالة الرسمية (وام).
كما قالت الحكومة اليمنية في بيان إن "ممارسات قطر بالتعامل مع مليشيات الحوثيين الانقلابية ودعم الجماعات المتشددة أصبحت أمرًا واضحًا".
ردا على ذلك، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن الأسف لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقالت الوزارة إن "الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".
فيديو قد يعجبك: