لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد المقاطعة وقائمة الإرهاب.. هل يرحل قيادات الإخوان عن قطر؟

03:03 م الجمعة 09 يونيو 2017

كتب- محمد قاسم ومروة شوقي:

لم تُمهل الدول المقاطعة لقطر، الدوحة للمضي قدمًا في الوساطة التي يقودها أمير الكويت، حتى أصدرت مصر والسعودية والإمارات والبحرين بيانا مشتركا أمس الخميس، بإدراج 59 فردًا و12 كيانًا في قوائم الإرهاب المدعومة من قطر.

القبول القطري بالوساطة والقائمة التي أصدرتها الدول الأربعة، يفتح بدوره الباب للتساؤل حول مصير قيادات جماعة الإخوان الذين تستضيفهم الدوحة منذ سقوط حكم الإخوان في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013.

دعم الإخوان

"التدخل في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب واستضافة ودعم الإخوان"، كانت أهم أسباب قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بحسب بيانات رسمية من الدول التي ضمت " السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والمالديف وليبيا".

ورغم تصنيف الحكومة المصرية جماعة الإخوان "تنظيمًا إرهابيا" منذ ديسمبر 2013، وصدور أحكام قضائية بالسجن على عدد من قيادات الجماعة، أبرزهم القيادي وجدي غنيم وعاصم عبد الماجد ويوسف القرضاوي وعمرو دراج وعبدالرحمن البر، إلا أن قطر أصرت على استضافتهم، وعكفت قنوات "الجزيرة" القطرية على دعم الجماعة فأضحت منبرًا إعلاميًا لنقل مسيراتهم واستضافة الهاربين منهم لحشد العناصر ضد الدولة المصرية.

وتجاهلت قطر أكثر من مرة مطالب مصرية وخليجية بالتوقف عن دعم الإخوان، وطرد القيادات المطلوبين المقيمين فيها، إلا أن التصعيد المصري الخليجي الحالي ضد الدوحة، ربما يغير من الموقف القطري.

خطر يحيط بالقيادات

يقول ثروت الخرباوي، القيادي السابق في جماعة الإخوان، إن قرار قطع العلاقات مع قطر "فيضان سيقتلع حكم تميم بن حمد"، مضيفًا في تصريح لـ"مصراوي": قيادات الإخوان باتوا في خطر والقيادات الكبرى منهم ستلجأ للهرب إلى دول "إنجلترا وباكستان وجنوب إفريقيا وتركيا والفلبين"، وخاصة الأخيرة لأن بها تنظيم إخواني قوي.

واتفق هشام النجار، الخبير في الشئون الإسلامية، مع الخرباوي، مؤكدا أن مصير جماعة الإخوان وقياداتها داخل قطر في مهب الريح، وسيعتريهم خوف ورعب من مصيرهم المجهول، إلا أنه رأى أن وجهتهم المستقبلية صارت ضبابية في ظل التحالف الإقليمي القوي ضد ممارسات الجماعة.

خبراء: الإخوان في خطر.. وقياداتها ستبادر بالرحيل عن قطر

واعتبر سامح عبد الحميد، القيادي في الدعوة السلفية، إدراج الدول العربية الأربعة لشخصيات وكيانات على قوائم الإرهاب، بأنها "خطوة تأخرت كثيرًا حتى تفشى خطر قطر بصورة تضر المنطقة كلها، وتضر قطر نفسها"، مضيفًا أن "هناك شخصيات كثيرة من المذكورة في هذه القائمة تسببتْ في الشحن والتحريض وفتاوى العنف وتبريره وتسويغه، وعلى الإنتربول مساعدة الدول العربية في القبض على هؤلاء المطلوبين ومعاقبة الدول التي تُؤويهم وتدعمهم".

ورأى النجار أن التحرك الإقليمي تجاه قطر لوقف دعم جماعة الإخوان لم يكن منفردًا لكنه معزز بغطاء دولي من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أظهر كرهه لحركات الإسلام السياسي، موضحًا أنه بات أمام أمير قطر خيارين: إما الرضوخ سريعًا وتغيير موقفه من مجمل تحالفاته ودعمه لمختلف التيارات الجهادية والإسلام السياسي، أو استمراره في انتهاج تلك السياسة وهو ما يفضي بالتدخل لإقصاء تميم من الحكم، "وكلا الخيارين سيء لجماعة الإخوان"، حسبما قال.

من جانبه، قال الدكتور خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان أكبر المتضررين من قطع الدول العربية العلاقات الدبلوماسية مع قطر، مشيرًا إلى أن الدوحة هي من ساندت الجماعة منذ اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013 وما أعقبها من أحداث.

وعن تأثير القرار على المقيمين في قطر من قيادات الجماعة، رأى القيادي السابق، أنه محدود لأن القيادات تقيم في تركيا وجنوب شرق آسيا، ويذهبون لقطر للظهور في قناة الجزيرة فقط، كما أن قرار السلطات المصرية بحجب مواقع إخبارية وقنوات استخدمتها الجماعة لمهاجمة النظام المصري أبرزها مواقع قناة الجزيرة التي تُشكل قوة رئيسية للإعلام الإخواني، سبب لهم ضرر كبير، حسب قوله.

مغادرة قطر

من جهته، قال الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، إن فرض العقوبات من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، أتى بعد يأس من تجاوب قطر مع مطالب الدول بوقف دعمها للجماعات المتطرفة، مضيفًا: "لا أتصور عودة قطر عن الخطوات التي اتخذتها، وربما تحرص على تدعيم تحالفها مع إيران وتركيا".

وأضاف الباحث في شئون الجماعات، أن قيادات عناصر جماعة الإخوان، كانت حريصة عقب الزلزال الذي ضربها في مصر في 30 يونيو 2013، على أن توزع طاقاتها على دول العالم التي تبقى بمنأى عن الضغوط السياسية، حتى لا يصبحوا عبئا على أي دولة موجودين فيها، مضيفًا: "أتصور أن القيادات الكبرى من الجماعة لن تبق في قطر".

"الخرباوي" يحدد 5 دول محتملة للجوء القيادات.. والنجار: كل الخيارات سيئة للإخوان

وتابع: "صدور بيان (الإرهاب القطري) يؤكد مساعي الدول العربية في تضييق الخناق على قطر ودفعها إلى مربع الاعتزال بعدا عن دعم هذا الطيف اللوني من إخوان إلى سلفيين إلى جهاديين وتهديدها لاستقرار الدول العربية عبر تبنيها لتلك المجموعات ودعمها المالي والإعلامي والسياسي".

وقال الدكتور محمد جمعة، الباحث في الشؤون الإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الإجراءات التي اتخذها الدول العربية تجاه قطر، ستضع عناصر جماعة الإخوان في خطر، خاصةً القيادات المطلوبة من الانتربول الدولي، مشيرا إلى أن القرار سيدفع قيادات جماعة الإخوان إلى مغادرة قطر في أسرع وقت ممكن.

فيما توقع مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، أن تبحث قيادات جماعة الإخوان عن حاضنة أخرى عربية أو أوروبية، قائلًا "الجماعة ليست بالتنظيم السهل وسيفكرون في كل الخيارات ويدرسون كل الأوراق المتاحة على أرض الواقع". 

وقال حمزة لمصراوي، إن قطر دويلة تبحث عن حاضنة سياسية ودولية وجدتها في القاعدة الأمريكية الموجودة بها، ونقل القاعدة سيعد بمثابة انهيار لقطر، والتلويح به سيدفعها إلى تغيير سياستها إما بإعلان موقف مغاير من جماعة الاخوان، أو عدم إيواء عناصر تلك الجماعة داخلها، بحسب قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان