أفراد أمن "هندسة القاهرة" يروون معاناتهم مع طلاب التنسيق
كتبت– نانيس البيلي:
بينما يتوافد طلاب المرحلة الأولى الناجحين في امتحانات الثانوية العامة "الدور الأول" وأولياء أمورهم، لتسجيل رغباتهم داخل معامل الحاسب الآلي التي خصصتها جامعة القاهرة بكلية الهندسة، يتخذ أفراد أمن الإداري مواقعهم أمام بوابات الدخول، يشحذون الهمم لتنظيم عملية الدخول، بعدما تلقوا تعليمات من إدارة الجامعة لتمرير أيام التسجيل الإلكتروني بسلام وتلافي حدوث مشكلات.
ويروي أفراد الأمن، لمصراوي، أصعب المواقف التي تواجههم خلال مراحل التنسيق.
نظام دخول فرد واحد فقط للتسجيل بمكاتب التنسيق بالجامعة، فرضته وزارة التعليم العالي بدءً من العام الحالي، قلل من الزحام داخل معامل الحاسب الآلي غير أنه سبب لأفراد الأمن بعض المشكلات مع ذوي الطلاب الوافدين برفقتهم "بلاقي طالب جاي وجايبلي 10 معاه وعايزين يدخلوا كلهم" يقول "وليد" أحد أفراد الأمن الإداري المكلفين بالوقوف أمام أحد البوابات الجانبية المخصصة لدخول السيدات.
ويضيف وليد أنه أثناء إبلاغ الطلاب وأولياء الأمور بالتعليمات تتفاوت ردود أفعالهم "فيه ناس بتفهم وناس بتشد في الكلام قصادك".
على بعد أمتار، أمام البوابة المخصصة لدخول الرجال، يبرر "عمرو" فرد أمن آخر أهمية القرار، بضيق معامل الحاسب الآلي التي لا تستوعب دخول مرافقة أحد الشخص لمن يقوم بالتسجيل "بيبقى الكل عايز يطلع فوق، وكلهم 30 جهاز كمبيوتر، هيزحموا الدنيا"، متوقعًا أن يخفف ذلك النظام من حدوث المشكلات "القلق بيحصل لما أهاليهم وأصحابهم يدخلوا معاهم".
أصعب المواقف التي يواجهها أفراد الأمن الإداري تبدأ مع انطلاق المرحلة الثالثة ومرحلة التحويلات، بحسب "عمرو"، فيشير إلى حدوث مشادات كلامية تتطور أحيانًا إلى تشابك بالأيدي "بيبقى فيه زعيق وبيضربونا ويشتمونا"، ويبرر ذلك بأن فرص الالتحاق بالكليات أمامهم تكون محدودة للغاية "معظمهم بتكون مجاميعهم تجيب معاهد وهما عايزين يدخلوا كلية فبيحصل مشاكل من كده".
ويذكر الشاب العشريني أحد المواقف الطريفة التي واجهته خلال تنسيق العام الماضي، عندما حضر أحد الطلاب الحاصلين على نسبة 50% ومعترضًا على ظهور نتيجة تنسيقه والتحاقه بأحد المعاهد بينما كان يرغب في دخول كلية الهندسة "اتخانق معانا وقالنا العيب مش مني العيب من الكمبيوتر بتاعكم".
يوضح "وليد" أن مرحلة التحويلات تتضمن بعض المشكلات كذلك منها قدوم بعض الطلاب المعترضين على التوزيع الجغرافي في نتيجتهم "واحد جاله كلية بعيدة إحنا ذنبنا إيه يزعقلنا"، بجانب بعض الطلاب الذين أخطأوا في كتابة الرغبات فالتحقوا بكليات منخفضة المجموع "واحد جايب مجموع كويس بس كتب الرغبات غلط بيبقى عايز يطلع يتخانق مع المشرفين فوق وهما ملهمش ذنب".
صدامات آخرى تحدث داخل معامل الحاسب الآلي بين المشرفين على التنسيق والطلاب الذين يسجلون الرغبات فيتدخل أفراد الأمن الإداري لمحاولة حلها "بنطلع ونحاول نهدي الأمور فبتحصل مشاكل" يقول "محمد"، ويشير إلى أن بعضهم لا يجد أمامه غير المعاهد بسبب مجموعه المنخفض بينما يرغب في الالتحاق بكلية.
محاولات مضنية للتفاهم مع الطلاب يبذلها أفراد الأمن الإداري، يتفهم البعض الآخر بينما يشتبك البعض الآخر معهم، فيذكر "محمد" أن أحد الطلاب العام الماضي تعدى عليه بإلقائه كرسي خشبي بعدما حاول دخول معمل التنسيق قبل دوره، ويضيف أنه انفعل وبادله بإلقاء المقعد "مش معقولة واحد هيجي يمد إيده عليا ونقف نتفرج" قبل أن يذهب به إلى مدير الأمن بالجامعة ويقومون بعدها بطرده إلى الخارج.
لا تختلف الإجراءات الأمنية كثيراً خلال مراحل التنسيق الثلاثة عن باقي العام، فتتضمن تفتيش الحقائب وإظهار الهوية الشخصية أو ورقة ترشيح أو شهادة الثانوية العامة، غير أنها لا تخلو من بعض الصدامات، فيشير "محمد" أحد أفراد الأمن الإداري، إلى قدوم بعض الطلاب دون أن يكون معهم أي إثبات شخصية، وعندما يمنعوهم ويطلبون منهم إحضارها يتذمرون بحجة قدومهم من منطقة بعيدة، وهنا قد يضطرون إلى السماح لهم بالدخول.
حضور بعض الطلاب الذي يحق لهم التسجيل في مرحلة آخرى، أحد المشكلات التي يواجهها أفراد الأمن الإداري، بحسب "عمرو"، فيقول إنه منذ انطلاق المرحلة الأولى حتى نهاية تنسيق المرحلة الثالثة يحضر بعض الطلاب في غير مرحلتهم ويصرون على الدخول وعندما يمنعهم الأمن يدخلون في صدامات معهم "بنقله معاد تسجيلك فات أو لسه مجاش فبيتخانق".
وانطلقت المرحلة الأولى من تنسيق القبول بالجامعات، أول أمس الاثنين، بإجمالي 109 ألف و6 طلاب، وتستمر لمدة 5 أيام حتى الجمعة المقبل الموافق 21 يوليو.
وجاء الحد الأدنى للقبول في المرحلة الأولى، لشعبة علمي علوم، 390 درجة بواقع 95.1 %، أما الشعبة الهندسية، فجاءت 374 درجة بواقع 91.2%. أما الحد الأدنى للشعبة الأدبية، 326 درجة بواقع 79.5%.
فيديو قد يعجبك: