لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية 3 سنوات بين "السماء والأرض" للمتضررين من مترو الزمالك

03:41 م الأربعاء 26 يوليو 2017

كتب-عبد الله قدري:

نظرات ربما تكون أخيرة يلقيها إبراهيم ماهر، صاحب محل أدوات صحية، بجزيرة الزمالك، على شارع إسماعيل محمد، الذي يطل "دكانه" الصغير عليه، أيام قليلة وتسمع أذنا "ماهر" خبرا غير سار بالنسبة له، ستتم إحاطة محل الأدوات الصحية الذي يمتلكه بصوان صاج استعدادًا لإنشاء محطة "مترو الزمالك"، ضمن أعمال المرحلة الثالثة من الخط الثالث للمترو، ليصبح المحل محصورًا في مساحة ضيقة، بعيدًا عن أعين المارة.

انتظار ماهر سيدوم 3 سنوات على الأقل، هو الوقت الذي ستنجَز خلاله المحطة، من أعمال حفر وتجهيز محطات المرحلة الثالثة من الخط الثالث الممتدة من العتبة إلى الكيت كات، قلق وخوف ينتاب ماهر بسبب "لقمة عيشه"، وأيضا الطموح في الاستفادة بمرور المترو في الزمالك "ميزة المشروع إن اللي عاوز يروح المرج مثلًا هيلاقي وسيلة، لكن في نفس الوقت بيتي يمكن يتخرب".

40 عاما قضاها ماهر في حي الزمالك لبيع الأدوات الصحية، يعرفه سكان الزمالك القدامى جيدًا، عزاؤه الوحيد حال حجب الرؤية عن "دكانه الصغير" أن من يعرف مكانه بحكم المدة الطويلة التي قضاها في بيع الأدوات الصحية بالحي الراقي سيأتي له ويسأل عنه ليبتاع حاجته "زبوني هيجيلي"، سحب ماهر أنفاسه وصمت قليلًا "أنا مش عارف بعد كام يوم ممكن يحصلي ايه، هيجيلي اكتئاب، محدش هيجي هنا، هنبقى في صحرا".

بين وقت وآخر، يمر وفد من هيئة الأنفاق لمتابعة موقف أصحاب المحال المتضررين من أعمال حفر محطة مترو الزمالك، لكن الرجل الخمسيني قال إن المسؤولون بالهيئة طلبوا منه استيفاء بعض الأوراق الخاصة بالمحل قبل الحديث عن التعويضات، دون معرفته بحجم التعويضات المعروضة، تظهر الأوضاع الاقتصادية بوضوح خلال حديث ماهر "عندي 4 أولاد هياكلوا إزاي، ومش معايا أفتح في مكان تاني".

أهالي الزمالك لا يرفضون فكرة إقامة المترو بالحي، ويدفعون عن أنفسهم الاتهامات التي تكال لهم بـ "الطبقية والعنصرية"، توضح الدكتورة مها الطرابيشي، أحد أهالي الحي الراقي "دي مش عنصرية، المشروع كارثي، فيه مسارات بديلة ممكن الدولة تعملها بدل وجود المترو في الزمالك".

يتفق أحمد عبد السلام، صاحب محل فضيات، مع كلام "الطرابيشي" بأن الزمالك حي أثري به عدة مناطق سياحية، وأهله ليسوا في حاجة لمترو الأنفاق "كل الناس هنا عندها عربيات، ومش بيركبوا مترو".
خوف أهالي الزمالك من المترو مدفوعًا بانتشار "المجرمين أو خاطفي الأطفال" بمجرد أن يصبح المترو أمرًا واقعيًا حسب إبراهيم ماهر، بالإضافة إلى "البهدلة" مثلما ترى الطرابيشي التي أكدت أن الزمالك منطقة جذب سياحية، وبها أجزاء مهمة من القاهرة التاريخية، ومرور المترو سيعمل على هدم الأماكن التاريخية ببناء مترو الأنفاق.

من جهته، قال حسن توفيق، المتحدث باسم الهيئة القومية للأنفاق، إن أصحاب المحال الذين لن يتم انتزاع ملكيتهم لن يتم تعويضهم، ومن يريد الحصول على تعويض عليه اللجوء للقضاء للحكم بأحقيته في التعويض.

وأضاف توفيق، في تصريح لمصراوي،" الناس اللي محلاتها مش هتتهد، هياخدوا تعويض على إيه"، مشيرًا إلى أن التعويض في هذه الأحوال ليس سلطة الهيئة، وإنما سلطة القضاء، ومحافظة الجيزة هي مَن تمنح التعويضات للمتضررين من ميزانية المشروع.

ودعا توفيق، أصحاب المحال الذين لن تنتزع ملكيتهم، إلى النظر للمستقبل، موضحا أن افتتاح المترو سيساعد سكان الزمالك على التنقل دون سيارات، نظرًا لكثافة الركاب القليلة في هذه المنطقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان