حوار| رئيس الغرف السياحية: أزمة "البوريكيني" سببها الوزارة.. والسياحة الداخلية "طوق النجاة"
حوار- مصطفى المنشاوي:
تصوير – أحمد طرانة:
يرى الخبير السياحي كريم محسن، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن أزمة السياحة الروسية سياسية 100%، وليست ترويجية، كما أن السياحة الداخلية هي "طوق النجاة" التي انقذت الفنادق من الإغلاق في ظل غياب السائح الأجنبي.
وأضاف محسن، في مقابلة مع مصراوي، أن نسبة الإشغالات هذا العام أفضل من الموسم الماضي بنحو 60%، لافتا إلى أن أزمة "البوركيني" ناتجة عن غياب الوعي السياحي لأننا في "سنة أولى سياحة داخلية"، مشيرًا إلى أن غلق المكاتب السياحية بالخارج جاء ترشيدًا للنفقات في ظل الأزمة الاقتصادية.
وإلى نص الحوار..
بداية.. حدثنا عن وضع السياحة في مصر؟
تمضي إلى الأفضل لكن ببطىء كون مصر في قلب منطقة الشرق الأوسط وهي منطقة صراعات، والصورة الذهنية عند البعض مازالت ترى أن جميع البلاد العربية بها صراعات، بالرغم أن الحوادث الإرهابية تقع في جميع بلدان العالم.
كيف نحسن تلك الصورة الذهنية عن المقاصد السياحية المصرية؟
الصورة الذهنية تتحسن من خلال التسويق الخارجي للسياحة عن طريق إرسال أخبار قصيرة وسريعة عن افتتاح فنادق جديدة وزيارة المشاهير إلى المناطق السياحية، كل هذا يغير من الصورة الذهنية بشكل سريع، لكن تكرار الحديث عن الوضع الأمني وتسليط الضوء على الجانب الأمني فقط في عملية الترويج للسياحة يأتي بنتائج عكسية.
كم تبلغ نسب الإشغالات الحالية في الفنادق؟
العام الحالي يعد أفضل من الموسم الماضي حيث شهد نسبة زيادة وصلت إلى 60 %، ونتمنى أن تزيد ولا يحدث شيئاً يعكر هذا التقدم الملحوظ منذ عام 2011.
و شرم الشيخ مازالت تعاني من غياب السائح الروسي والإنجليزي ولذلك نسبة الإشغال لم تتخط 40 % خلال الفترة الماضية، فيما تتأرجح النسبة في مدينة الغردقة ما بين الزيادة والانخفاض ولكنها لا تقل 70 %، كما زادت نسبة الإشغالات بمدينة مرسى علم 65 %.
هل للسياحة الداخلية دور في تنشيط القطاع؟
السياحة الداخلية هي "طوق النجاة" التي أنقذت الفنادق من الغلق في الفترة التي انعدمت فيها السياحة الخارجية. وللعِلم السائح المصري يدفع كويس جدًا، وهذا ما وجدناه بعد دراسة وتخطيط والتي أثبتت أن فكر إجازات الأعياد والمناسبات اختلف كثيرا لدى المصرين وأصبح يفضلون السفر طوال العام.
لكن بعض الفنادق تشتكي من السائح المصري؟
لا يوجد شكاوى ولكن ما يحدث هو غياب للوعي السياحي الذي يجب أن نتعلمه، خاصة أننا في سنة أولى سياحة الداخلية ولا نجيد التعامل معهم، واتوقع أن تنتشر ثقافة كيفية التعامل مع السياحة الداخلية، كما حدث في بداية التعامل مع السائح الياباني والصيني الذين يتمتعون بطابع خاص في تعاملتهم.
وماذا عن أزمة المايوه الشرعي "البوركيني" التي عادت للأضواء مؤخرًا؟
هي ليست أزمة بقدر ما هي خطأ إداري حدث من وزارة السياحة، حينما أرسلت منشور إلى الغرفة الفندقية لمناقشة شكاوى بعض السائحات من منعهم من نزول حمام السباحة بالبوركيني، ومن الطبيعي عندما يصل المنشور أن يتم مناقشته مع الوزارة ووضع ضوابط له، إلا أن موظفة بالغرفة قامت بإرسال الخطاب إلى الفنادق دون الرجوع إلى إدارة المجلس وذلك من خلال استخدام التوقيع الإلكتروني لرئيس الغرفة، وهذا تم تداركه في اليوم الثاني من خلال تكذيب لهذا الوضع وإعادة مناقشة الموضوع بين الوزارة والغرفة.
كما أنه يجب أن يتم دراسة أسباب منع استخدام البروكيني، وتوضيحها إن كانت لأسباب صحية أم دينية.
وإذا كانت لأسباب صحية لابد من الرجوع إلى الشركات المصنعة للبوركيني، وهل يمكن تجنبها بوضع بعض الكريمات أم لا، وذلك وفقا لقرار طبي وليس كلام غير مختصين. وإذا كان لأسباب دينية يجب إلى المتخصصين.
برأيك.. هل أخطأت وزارة السياحة في إغلاق مكاتبها بالخارج؟
الغلق له عدة أسباب منها تغير استراتيجية الوزارة في صرف أموالها في المكان الصحيح، ترشيدًا للنفقات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر، وكان من بين الترشيد هو تقييم عمل المكاتب السياحية بالخارج ومدى جدوها في ظل حظر السفر من بعض الدول، ولذلك صدر قرار بغلق بعض المكاتب. وغلقها لم يحدث مشكلة حيث أن التسويق في الدول الخارجية له أكثر من طريقة، كما أن متابعة احتياج السوق أصبح يدار من مصر ولا يحتاج مكاتب خارجية.
هل نجحت شركة التسويق العالمية "JWT" التي استعانت بها وزارة السياحة للترويج في عملها خلال الفترة الماضية؟
لا استطيع أن أقُيم شركة كبيرة بهذا الحجم، وإن كان التقييم يرجع إلى عدة عوامل منها تحقيق النتائج المتفق عليها أثناء التعاقد. وأرى أن الشركة نجحت في تحقيق نتائج ايجابية في ظل الأحداث التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية.
هل دعم شرم الشيخ بحملة ترويجية بـ10 مليون دولار في ظل استمرار حظر اهدار للمال العام؟
يجب أن نعرف ان هذا المبلغ ليس كبيرا في الترويج لمنطقة هامة مثل شرم الشيخ بها عدد غرف كبير جدًا، كما أن أي فكرة فيها تسويق هي جيدة، ولكن يجب ان نعرف أنه مهما تم طرح حملات ترويجية ستظل شرم تعاني من غياب السائح الروسي الذي كان يملى فراغ كبير.
كيف ترى أزمة السياحة الروسية؟
أزمة السياحة الروسية سياسية 100%، وليست ترويجية، وما يتم من إجراءات تفتيش للمطارات المصرية واستقبال للوفود الأمنية الروسية هو تحصيل حاصل.
البعض رأى اللائحة الأساسية لانتخابات مجالس إدارات الاتحاد والغرف السياحية بها عوار قانوني؟
لديّ تعليق واحد على اللائحة، حول اشتراط الوزير أن تكون تحركات الأمين العام بموافقة الوزير، وهو ما يطالب القطاع بتعديلها، نظرا لأن مهام الأمين العام يحددها مجلس الإدارة ليس الوزير، مشيرًا إلى أن الوزير يستند في عدم تعديله لتلك النقطة على مخالفات وقعت خلال دورات سابقة وهو الأمر الذي يمكن علاجه بسهولة، وبتطبيق القانون في حال المخالفات وليس في استحداث اشتراطات تكون غير مقبولة ولا تساعد على إنجاز العمل.
كما أنني سعيد بشأن تعديلات اللائحة لانتخابات الغرف السياحية، بوضع 4 مقاعد للغرف الفندقية والتي تعد في الصالح العام، كما أن الوزير اتخذ جميع الإجراءات القانونية حتى لا يتم الطعن على نتيجة الانتخابات وحل المجلس كما حدث في الماضي.
ما التوصيات التي أصدرها المجلس الأعلى للسياحة في أول اجتماع له؟
الاجتماع الأول خرج بـ10 توصيات منها الحصول على التأشيرات الإلكترونية وتسهيل حركة السفر إلى مصر وكيفية تطبيق نظام سياسية السماء المفتوحة واستغلال نجاح مصر في القضاء على فيروس "سي" من خلال السياحة العلاجية، والتعاون مع شركات السياحة في الترويج للحملة ومقومات البلاد لاستقبال السياحة العلاجية.
كما أن أهم توصيات المجلس المطالبة بعدم تكرار أخطاء الدولة في الماضي، من خلال بيع الأراضي المتواجد على البحر بدون خطة تنمية، وهو ما يعد من أكبر جريمة حصلت في مجال السياحة على مدار التاريخ، حيث أنه تم بيع أراضي في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم دون توفير خطة تنمية حقيقية لدرجة أنها أصبحت أماكن مهجوره لا يسكنها غير الأشباح.
لماذا لم يتم تنفيذ تلك التوصيات حتى الآن؟
من الطبيعي أن تخرج الجلسة بعدة مناقشات يتم طرحها، ولكن عدم تنفذها يرجع إلى وجود عدد من الوزارات المختلفة والتي تعمل وفقا لشروط محدد لا يمكن تخطيها، ولكن النجاح الحقيقي في انعقاد المجلس أنه انعقد لأول مرة منذ سنوات وبرئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ومتى تعقد ثاني جلسات المجلس؟
المجلس يعقد جلساته كل 6 أشهر، ولكن لا أحد يستطيع أن يحدد موعد خاصة أن المنوط به الدعوة لانعقاد المجلس هو الرئيس.
فيديو قد يعجبك: