مجلة أمريكية: قطر ترسل الأسلحة للمتمردين فى ليبيا منذ 2011
كتب - عبدالعظيم قنديل:
كشفت مجلة "واشنطن اكزامينر" الأمريكية النقاب، اليوم الأربعاء، عن تحول ليبيا إلى أكبر ميدان تنعكس فيه صراعات أطراف أزمة قطر، فقد أصبحت ليبيا مسرحًا لحرب بالوكالة بين قطر وحلفائها الإخوان المسلمين من جانب ضد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من جانب آخر.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وأغلقت حدودها الجوية والبرية والبحرية معها في الخامس من يونيو الماضي، قبل أن تصدر قائمة بـ 13 مطلبا، لكن الحكومة القطرية لم تسجل أي رد إيجابي على هذ المطالب.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن العديد من الأطراف الإقليمية استغلت انتشار الفوضى في ليبيا لفرض هيمنتها، حيث انغمست كل من قطر والإمارات، بعد الاطاحة بحكم القذافي في 2011، في دعم فصائل مختلفة، الأمر الذي ساهم في استمرار الحرب الأهلية الليبية، لاسيما مع الدور الباهت الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى الكبرى في الداخل الليبي.
ووفقًا للتقرير، تمتلئ ليبيا بحقول النفط والغاز، ومن ثم فإن قطر لديها صفقات مالية مع ليبيا تعود إلى عهد القذافي، كما سعت دولة الامارات العربية المتحدة إلى السيطرة على القطاع المالي الليبي، وذلك بصفتها من أكبر المستثمرين في الأسواق الليبية.
وتعاني ليبيا من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي، في عام 2011، حيث انتشرت الجماعات المتطرفة المدججة بالأسلحة في عدة مواقع في عموم البلاد.
كما أشارت المجلة الأمريكية إلى أن قطر دعمت الاسلاميين في ليبيا، منذ بداية ثورات الربيع العربي، حيث بدأت الدوحة بإرسال الأسلحة إلى المتمردين الليبيين في وقت مبكر من عام 2011، والتي ساعدت في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، فضلًا عن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن انتشار عناصر من القوات الخاصة القطرية في ليبيا، وتلقى بعض المتمردين الليبيين تدريبا عسكريا في قطر.
وبحسب التقرير، ظهور اللواء حفتر، في مايو 2014، وتزعمه حركة عسكرية لإنشاء جيش وطني ليبي موحد للقضاء على المتطرفين الإسلاميين، دفع الإمارات إلى التحول إلى جبهة اللواء حفتر، والذي ساعد ظهوره في اشتعال التنافس بين قطر والإمارات العربية المتحدة، حيث ساندت كل دولة أحد الأطراف المتحاربة في النزاع المسلح الليبي.
ومن المعروف، أن اللواء حفتر هو أحد رفاق القذافي القدامى، وقد قاد الحرب مع تشاد وانشق عن النظام منذ أكثر من ربع قرن، وكان يقيم في أمريكا قبل اندلاع ثورة فبراير 2011.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن الغارات الجوية المصرية والإماراتية ساهمت بشكل كبير في دعم القوات المسلحة الليبية، على الرغم من التزام هاتان الدولتان بسرية دورهما في الداخل الليبي، وذلك بسبب رفض الولايات المتحدة، لكن بعد مقتل الأقباط المصريين، في فبراير 2015، شنت مصر ضربات جوية علنية ضد المسلحين الإسلاميين في ليبيا.
وذكرالتقرير أن الدوحة لم تتمكن من توفير دعم علني إلى وكلائها في ليبيا، في ظل التصعيد المستمر عبر تزايد الغارات الجوية، منوهًا إلى أن ليبيا تتجاوز نطاق الطائرات القطرية، بما فيها المقاتلات الفرنسية من طراز "رافال"، والتي لا يمكن أن تهاجم ليبيا دون الوصول إلى قواعد جوية أو التزود بالوقود في الجو.
وأضافت المجلة الأمريكية أن قطر لا تزال لديها خيارات قليلة، ولذلك من المتوقع أن تكون ليبيا المكان الذي ترد فيه قطر على الإمارات العربية المتحدة، لافتًا إلى أنه حتى إذا عادت العلاقات الدبلوماسية إلى وضعها الطبيعي في دول مجلس التعاون الخليجي، من المحتمل أن تكون ليبيا ساحة لحرب طويلة الأمد ومنافسة اقليمية شرسة.
فيديو قد يعجبك: