مصادر تفسر أسباب تجاهل سائقي قطاري الإسكندرية صرخات المراقب
كتب- عبد الله قدري:
شهدت الدقائق الأخيرة قبل حادث تصادم قطاري الإسكندرية في منطقة خورشيد، صرخات متتالية من مراقب برج الطوالي، ظل يصرخ نحو 15 دقيقة "يا عماد افندي..." دون استجابة، كرر النداء مجددًا على سائق قطار بور سعيد، لم يستجب أيضًا، حتى وقع حادث تصادم القطارين.
صرخات المراقب سبقها تنسيق دائم مع مراقبي برجي أبيس وحمص، حتى انتفض حينما علم أن ملاحظ "أبيس" صرح بدخول قطار بورسعيد الذي لحق بقطار القاهرة الإسكندرية على سكة واحدة، قائلا: "عم الحج صرحت للقطرين إزاي!".
رغم هذا التنسيق، إلا أن سائقي القطارين تجاهلا صرخات المراقب أكثر من 15 دقيقة، ليطرح تساؤلًا بشأن لماذا تجاهل السائقان صرخات المراقب رغم وجود جهاز لاسلكي داخل كابينة قيادة القطار؟
مصراوي استطلع آراء مصادر بهيئة السكك الحديدية في محاولة لفهم وتفسير أسباب تجاهل سائقا قطاري الإسكندرية صرخات المراقب.
قال مصدر مطلع بهيئة السكك الحديدية، إن غالبية أجهزة اللاسلكي في الجرارات معطلة ولا تعمل، ولا تساعد السائق على الاتصال مع غيره.
وأضاف المصدر لمصراوي، أن الجرارات التي يقودها السائقون تعمل على السكة الحديد منذ عام 1980، ومن المفترض أن يكون تم تكهينها، لأنها أصبحت غير كفء في الوقت الحالي للعمل.
وفيما يخص حادثة تصادم قطاري الإسكندرية، قال المصدر: "إنه جهاز اللاسلكي يمكن يكون شغال وقتها مفيش فيه ميكرفون والسواق مش هيسمع النداء".
مصدر آخر بالسكة الحديد يعمل مفتش – فضل عدم نشر اسمه – أكد أن سبب التجاهل يمكن أن يعود إلى أقدمية وتهالك الجرارت.
وأشار المصدر لمصراوي، إلى أن ضوضاء الجرار يمكن أن تفقد السائق الانصات للجرس أو الهاتف الخلوي، كما أن انشغاله بقيادة القطار ومتابعة الإشارات والطريق، يمكن أن يجعله غير منصت.
من جانبه، قال مصدر آخر، إن سبب تجاهل السائق لصرخات الراكب "لغز" لم يتم الكشف عنه حتى الآن، مشيرًا إلى أن تحقيقات النيابة هي التي ستحل هذا اللغز، لكن المصدر، أكد أن جميع الأجهزة اللاسلكية في الجرارت تعمل بشكل جيد، مؤكدًا أن هناك خط داخلي (012) بالهيئة، في يد سائقي الهيئة: " كل سواق وكمسري معاه تليفون لما بينده المراقب على أي سواق، كل اللي في السكك الحديدية بيسمعه".
وتواصل مصراوي مع سائق على خط القاهرة – المنصورة، والذي أكد: "جميع أجهزة اللاسلكي في القطارات معطلة".
من جانبه، قال مصطفى شكري رئيس رابطة قائدي القطارات، إن السائقين سيتوجهون غدًا إلى نيابة الإسكندرية للتضامن مع سائقي الإسكندرية.
وأضاف لمصراوي، أن تحقيقات النيابة هي من ستكشف المتسبب في وقوع الحادث، مؤكدًا أن النيابة هي التي ستحل هذا اللغز.
في السياق ذاته، قال الدكتو عماد نبيل، خبير واستشاري الطرق، إنه من غير الممكن أن يخرج قطار من المحطة دون وسائل اتصال.
وأوضح في تصريحات لمصراوي، أن الأعطاب التي تصيب القطارات يمكن أن تكون في فرامل القطار أو بعض العيوب الفنية، لكن أن يخرج قطار دون وسائل اتصال فهذا أمر آخر، ومن الصعب حدوثه إلا إذا كشفت تحقيقات النيابة عن شيء غير ذلك.
وانفرد مصراوي بمحضر التفريغ الصوتي، لمراسلات المراقب الفني بخط الطوالي وملاحظ محطة خورشيد، حيث كشف تفاصيل جديدة عن حادث تصادم قطاري الإسكندرية الذي راح ضحيته نحو 40 راكبًا وإصابة أكثر من 100 شخص.
وأظهر المحضر، الذي فرغته لجنة التحقيق المشكلة من هيئة السكك الحديد في الحادث، أن المراقب الفني لخط الطوالي ظل ينادي على سائقي قطاري "13 إكسبريس القاهرة، و571 بورسعيد- الإسكندرية" دون استجابة من أحدهما، فضلًا عن صراخ المراقب بعد إذن ملاحظ برج أبيس لسائقي القطارين في الدخول على سكة واحدة دون سبب.
اقرأ ايضا:
انفراد| التفريغ الصوتي لمراسلات قطاري الإسكندرية قبل الحادث.. و"المراقب يصرخ"
فيديو قد يعجبك: