إعلان

وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني بمصر لتعزيز التعاون أمنيًا واقتصاديًا وتعليميًا

01:25 ص الأربعاء 23 أغسطس 2017

وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفر

القاهرة - أ ش أ:
يبدأ وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستر بيرت، زيارة إلى مصر، اليوم الأربعاء، هي الأولى من نوعها بعد تعيينه في مهام منصبه الجديد كأول وزير دولة مشترك للشرق الأوسط بوزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية، يلتقي خلالها وزير الخارجية سامح شكري، فضلاً عن لقاءات مع وزير الداخلية والتعليم وقادة الأعمال.

صرح بذلك السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن، الثلاثاء، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين، وأوضح أن الوزير اليستر بيرت حرص بعد توليه مهام منصبه - في أعقاب الانتخابات العامة الأخيرة - على زيارة مصر في هذا التوقيت نظرًا لما تدركه بريطانيا من محورية الدور المصري.

وأضاف أن رغم الزخم الداخلي في المملكة المتحدة في الفترة الأخيرة إلا أن علاقات بلاده بمصر لم تتأثر وكان هناك تركيز كبير على المجال الأمني؛ حيث شهد العام الحالي زيارة هامة لوزير الخارجية بوريس جونسون، إضافة إلى زيارات عسكرية وأمنية، وذلك في ضوء التحديات الإرهابية التي تواجه بريطانيا ومصر، مؤكدًا السعي لإعادة الانخراط في أجندة استراتيجية أكثر اتساعًا مع مصر؛ وخاصةً ما يتعلق بالأجندة الاقتصادية؛ حيث أن العام الحالي يعد عامًا حاسمًا للاقتصاد المصري.

وأكد جون كاسن، أن حكومته ترى مصر دولة محورية في الشرق الأوسط في ظل التحديات الراهنة، مشيراً إلى أن الاقتصاد هو العصب المحوري لنجاح مصر.

وقال كان إن أهمية زيارة بيرت إلى مصر تنبع من كون هذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها شخص واحد مسؤولية السياسة الخارجية والتعاون الاقتصادي، مؤكدًا أن الزيارة تستهدف التركيز على محاور (الاقتصاد والتعليم والأمن)، وسيكون هناك جديد باتجاه هذه الأهداف.

وأوضح كاسن أن الاقتصاد في صدارة أهداف الزيارة لأنه في صدارة علاقات البلدين، وبالتالي فإن الوزير اليستر بيرت يريد ضمانًا أن تظل بريطانيا هي الشريك الاقتصادي الأول لمصر وأن نمضي بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب.

وشدد السفير البريطاني على أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين فريدة من نوعها وتعكسها الأرقام التي قد تكون مفاجئة للجميع، لافتًا إلى أن الاستثمارات البريطانية في مصر منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن بلغت 530 مليار دولار وهو ما يشكل نحو 50% من إجمالي كافة الاستثمارات الأجنبية في مصر.

وأوضح أن المثال الواضح على هذه الاستثمارات هي استثمارات شركة "بي بي" البريطانية للنفط والتي ستضخ في مصر استثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة أكبر من أي استثمارات في العالم بقيمة 13 مليار دولار، وهو ما يعادل إجمالي الشرائح المقدمة من صندوق النقد الدولي لمصر، حسب قوله، وستضاعف هذه الشركة بذلك إنتاج الغاز في مصر.

وقال إن الاستثمارات البريطانية تساعد في خلق فرص عمل للمصريين، إضافة للمساعدة في زيادة الصادرات المصرية من خلال تعزيز نوعية المنتجات التي تضاهى المعايير العالمية، مشيرا إلى أن وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط والتنمية، سيستكشف - خلال الزيارة ولقاءاته بمصر - سبل ضخ استثمارات جديدة ف مجال البنية التحتية بشكل خاص.

وأشار - في هذا الصدد - إلى أن الوزير سيمهد خلال زيارته إلى مصر لزيارة هامة ينتظر أن تقوم بها بعثة تجارية بريطانية ستزور مصر الشهر المقبل وتضم في عضويتها شركات تركز على البنية التحتية في منطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة والقاهرة، وسيعود مبعوثنا التجارى دونالدسون لمصر مجددا الشهر المقبل مع مسئولي هذه الشركات.

وأوضح كاسن أن هناك من بين الشركات التي ستستثمر في مصر لأول مرة مثل شركة "روك هوبا"، مضيفًا أن الشركات البريطانية سوف تتحرك لتستثمر للمرة الأولى في مصر في مجال الإنتاج الصناعي للتصنيع والتصدير من خلال اتفاقات جديدة يتم التوصل إليها.

وأكد أن الوزير بيرت سيقدم رسالة دعم جديدة للإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة المصرية والشراكة مع البنك الدولي، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من التخطيط السياسي للإصلاح الجاري حاليا هو نوع من الشراكة الثلاثية بين (البنك الدولي والحكومتين البريطانية والمصرية)، فبريطانيا تقدم أموالا وخبراء للبنك لدعم الحكومة المصرية، وعلى سبيل المثال سيبحث بيرت اقتراحا من وزير البترول المصري لتوفير خبراء بريطانيين للمساعدة في عملية تحديث قطاع البترول والغاز المصري، وكذلك مقترحا من وزارة التعاون الدولي للمساعدة في تحديث في مجال التراخيص للمصانع.

وقال إنه سيتم خلال الزيارة كذلك تقديم الدعم لحماية المصريين في الأوقات العصيبة في ضوء التكلفة الكبيرة التي يتعرض لها المواطن في فترة الإصلاحات وتحلى المصريين بالصبر إزاءها؛ فالإصلاحات لا تنجح إلا بمساعدة المواطنين، مشيرا إلى أن بريطانيا قدمت على سبيل المثال دعمًا كبيرًا لصندوق تكافل وكرامة من خلال تعاون بين البنك الدولي والحكومتين المصرية والبريطانية والذي يستفيد منه نحو ٨ ملايين مصري.

وأوضح أنه سيتم أيضا التباحث - خلال الزيارة - حول تركيز على القطاع الخاص خاصة في مجالات البيئة والإنتاج الغذائي، فهناك مصريون عظماء لديهم أفكار في مجال الأعمال تسهم في حل المشكلات العالمية، وأجرينا مسابقة تقدم لها أكثر من ١٠٠ شاب مصري لطرح أفكارهم الجديدة ونحن نساعدهم، ومن هذه الأفكار تحويل الأكياس البلاستيكية إلى سماد، وكذا تحويل كسر الرخام إلى رخام مرة أخرى وتحويل بقايا الطعام إلى وقود.

وأشار السفير البريطاني، إلى أن الوزير بيرت سيقضى وقتا ليس بالقصير خلال الزيارة مع هؤلاء المبدعين لتطوير أفكارهم إلى شراكات.

وأضاف السفير جون كاسن، أن المحور الثاني لزيارة وزير الشرق الأوسط لمصر، هو التعليم، مؤكدا أن بريطانيا تعد الشريك الأول لمصر في مجال التعليم - وفقا لكافة الأرقام والإحصاءات - ووصف الطلب على التعليم البريطاني في مصر بـ"المذهل"، منوها إلى الميزانية التي تقدمها بريطانيا لمنح "شيفننج" للطلاب المصريين، وكذلك المجلس الثقافي البريطاني - الذي يدرس فيه سنويا ٩٥٠٠ مصري - وكذلك صندوق "نيوتن" مشرفة للعلوم والمخصص له مليار جنيه من الحكومة البريطانية والذي حصل من خلاله ١٢٨مصرياً على درجة الدكتوراة في بريطانيا.

وأوضح أنه "إذا ما تكامل الإلهام والإبداع الذي يتمتع به الشباب المصري مع التعليم البريطاني بمعاييره العالية سنحصل على نتائج مذهلة"، والمثال على ذلك الدكتور مجدى يعقوب والدكتور محمد العريان، متوقعا أن نشهد نماذج مماثلة كثيرة بين الشباب المصري في الجيل الجديد.

وقال السفير، إن الوزير بيرت سيلتقي خلال الزيارة مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لبحث خطته للإصلاح التعليمي في مصر وكيفية دعمها، مشيرا إلى أن أفكارنا في مجال إصلاح التعليم قريبة من خطة الوزير المصري.

وشدد على أن بريطانيا تريد مساعدة الوزير في هذا الصدد لأن نحاجه هو نجاح لمصر، معتبرا أن الدكتور طارق شوقي هو شخص مهم جدا لمستقبل مصر.

وأشار في هذا الصدد إلى أن المثال على ذلك هو مدارس النيل التي أُقيمت بدعم خبراء بريطانيين من جامعة كامبريدج، مضيفا أن بريطانيا هي الدولة الأولى في مجال تدريب المدرسين المصريين، ونتوقع أن يصل عدد المدرسين المصريين الذين تسهم بريطانيا في تدريبهم قرابة 100 ألف مدرس.

وأضاف كاسن أنه سيتم بحث تمهيد الطريق من أجل التحاق المصريين بالجامعات البريطانية من خلال منح في مصر بدلاً من سفرهم إلى بريطانيا، كما أن لدى المملكة المتحدة اهتماما لمنح الطلاب المقدمة للطلاب الأزهريين.

وأشار إلى أن الوزير بيرت سيجرى مباحثات لتقييم التقدم الذي تحقق في مجال استقدام الجامعات البريطانية إلى مصر؛ وهو ما يمكن أن يضاعف أعداد المصريين الذين يحصلون على منح وشهادات بريطانية جامعية.

وشدد على أن هذا التوجه تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس عبد تاح السيسى إلى بريطانيا في عام ٢٠١٥؛ حيث تم الاتفاق على وضع هدف بأن تكون هناك مائة شراكة بين جامعات بريطانية ومصرية، مشيرا إلى وجود مشاورات حالية بين ثلاث جامعات بريطانية وأخرى مصرية لافتتاح مقار لها في العاصمة الإدارية الجديدة.

وتابع أن وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار سيزور بريطانيا قريبًا للاطلاع على تجاربنا في مجال مساعدة المواهب العلمية والمخترعين والبحث العلمي في الجامعات البريطانية مثل كمبردج وبخاصة تجربة كمبردج في الربط بين الشركات العاملة في التكنولوجيا المتقدمة ومراكز البحث حيث يبحث الوزير تطبيق هذه التجارب في مصر.

وأضاف السفير البريطاني أنه بالإضافة إلى الاقتصاد والتعليم فان الأمن هو المحور الثالث لزيارة الوزير البريطاني المرتقبة لمصر غدا، فبريطانيا في صدارة الدول التي تحارب داعش في سوريا وقامت طائراتنا بشن ١٣٠٠ غارة جوية في العراق وسوريا وهو عدد يفوق أى دولة أخرى حتى الولايات المتحدة.

وأكد أن بريطانيا في الجبهة الأولى لمواجهة الإرهاب ومحاربته، مضيفا أن مصر وبريطانيا تتشاطران التركيز على محاربة الإرهاب وتحاربان نفس الأعداء.

وأشار السفير إلى أن الإرهاب الذي تواجهه مصر في سيناء هو نفس إرهاب داعش الذي نواجهه في (العراق وسوريا) وفى (مانشستر ولندن) وبالتالي فهناك حاجة لأن نهزم هذا الإرهاب سويا، موضحا أن الوزير بيرت سيوجه الشكر خلال لقاءاته بوزير الخارجية سامح شكري ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار على التضامن الذي أبدته مصر مع بريطانيا بعد هجومي مانشستر ولندن.

وأشار إلى أنه سيشرح للمسئولين المصريين ما قامت به بريطانيا استجابة لهذه الهجمات سواء بتعزيز عدد قوات الأمن أو مواجهة الأفكار المتطرفة التي تغذي الإرهاب وبالتالي سيعرض على المسئولين المصريين الأجندة البريطانية الجديدة في هذا الشان والتأكد من التنسيق بين الجانبين بشأنها، وفيما يخص المنطقة سواء سوريا أو العراق أو ليبيا فإنه سيتم خلال المباحثات مراجعة المرحلة القادمة من الجهود الدولية ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وأوضح - في هذا الصدد - أن النقطة الهامة التي يتعين التركيز عليها الآن أنه مع هزيمة داعش في الموصل والرقة فإنه يتعين أن نكون حذرين لأنهم سيختفون ثم يظهرون في ليبيا أو سيناء أو لندن أو أي مكان.

وقال كاسن إننا لن نتسامح مطلقا مع الإرهاب ونؤكد ذلك دوما للمسئولين المصريين لأننا نواجه نفس التحدي مع مصر ونريد العمل سويا لمواجهته.

واختتم السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن، أن وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط والتنمية أليستر بيرت، معروف بشغفه بمصر وخبرته الكبيرة في شئونها يعد وفق منصبه الجديد، الشخصية التي تتمتع بمسئوليات رئيسية في علاقات الحكومة البريطانية مع مصر ما يؤكد أهمية زيارته المرتقبة غداً.

وقال كاسن، أن أليستر بيرت يعد من أبرز الشخصيات المعنية بشئون الشرق الأوسط والمنطقة العربية في الحكومة البريطانية الحالية، وسبق له أن تولى مناصب وزارية في أربع حكومات بريطانية منذ عهد رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان