محللون: استعادة العقل المصري والإجراءات الاستباقية أهم خطوات مواجهة التطرف
كتبت - هاجر حسني ومصطفى المنشاوي:
اعتبر خبراء ومحللون استعادة العقل المصري إحدى الركائز التي ينبغي على المجلس القومي لمكافحة الإرهاب الاعتماد عليها في مواجهة التطرف، مشددين على ضرورة تبني المجلس سياسة طويلة المدى لتحقيق هدفه.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، خلال اجتماعه أمس الخميس، بصياغة وإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليًا وخارجيًا.
ورأى أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن استراتيجة مواجهة التطرف لابد أن تركز على استعادة العقل والوجدان المصري الذي ظل فترة طويلة يتلقفه السلفيين والدواعش ليستعيد ملامحه الأصلية، وذلك من خلال تفعيل أداء مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وبرامج تستعيد القوى الناعمة المصرية.
وقال لمصراوي، إن تفعيل ما سبق يحتاج إلى جهد كبير من خلال رفع كفاءات الوزارت المعنية كالإعلام والثقافة، وفي القلب منها الأزهر الشريف من خلال استعادة خطابه الوسطي الذي يعكس مفاهيم الدين الأساسية، ويحتاج كذلك لآليات تقفز على البيروقراطية المصرية وسياسة الجزر المنعزلة التي تعمل بها المؤسسات.
وأكد الرئيس السيسي خلال الاجتماع ضرورة أن تشمل الاستراتيجية مختلف المحاور الأمنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، فضلاً عن تعزيز التنسيق بين جميع أجهزة الدولة، وأهمية أن يساهم المجلس في جهود نشر الخطاب الديني المعتدل والمفاهيم الصحيحة، بالإضافة إلى وضع خطط لحماية الشباب من التطرف، ودعم جهود توفير فرص العمل لهم.
فيما رأى اللواء محمد الشهاوي، رئيس كلية القادة والإركان، أن أهداف الاستراتيجية ستتحق من خلال التنسيق مع المؤسسات الدينية لتمكين الخطاب الديني الوسطي المعتدل ونشر مفهيم الدين الصحيح لمواجعة الخطاب المتشدد، وذلك مع مطالبة وسائل الإعلام بنشر الوعي عن كيفية التصدي لفكر التطرف خاصة الإرهاب.
وأضاف الشهاوي لمصراوي، أن الاستراتيجة لابد أن تعمل على كيفية توفير فرص عمل للشباب الذين يتم استقطابه بالفكر المتطرف، وتعديل التشريعات الجنائية الحالية من أجل الوصول إلى العدالة الناجزة، مع وضع آلية لكيفية التنسيق والتعاون بين جميع المؤسسات الأمنية بالدولة من أجل وضع الأسُس الصحيحة لمكافحة الإرهاب والتطرف، ووضع آلية لتطوير المناهج الدرسية.
وعن كيفية تحقيق تلك الأهداف، أكد رئيس كلية القادة والأركان، أهمية إصدار المجلس قرارات سريعة لحشد الطاقات المؤسسية والاجتماعية، لمعالجة آثار الفكر المتطرف خاصة على الشباب.
وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن المجلس القومي لابد أن يكون له رؤية وجدول أعمال واضح لمواجهة التطرف، ويحاول التركيز على الإجراءات والسياسات الاستباقية للتعامل مع منابع الإرهاب والبُعد عن التشخيص لأنه أصبح أمر مفروغ منه.
وأضاف لمصراوي، أن الاستراتيجية لابد أن تتضمن توجيه رسائل حول تجفيف منابع الإرهاب، وإعداد أوراق وسياسيات عامة خاصة بهذا الأمر للمدى الطويل، وعدم الاكتفاء بتجديد الخطاب الديني وتغيير المناهج التعليمية لأنها أمور نوقشت كثيرًا من قبل، بحسب قوله.
وتابع "سيكون من الجيد أن يعد المجلس قاعدة بيانات محدثة لخريطة الإرهاب ومنابعه في كل أنحاء مصر، وخاصة وأنه لا يوجد في مصر قاعدة بيانات حول هذا الأمر".
فيديو قد يعجبك: