لماذا تأخرت عودة الطيران الروسي إلى مصر؟
كتب – مصطفى المنشاوي وإيمان محمود:
22 شهرًا منذ توقف رحلات الطيران الروسي إلى مصر، بعد حادث سقوط طائرة روسية في سيناء في أكتوبر عام 2015 ما أسفر عن مقتل 224 راكبًا، ليتم على إثرها تعليق الطيران الروسي إلى مصر دون تحديد موعدًا للعودة رغم تنفيذ مصر لجميع المطالب الروسية المتعلقة بأمن المطارات.
جاء القرار بعد ما أوصى مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف، بوقف الرحلات الجوية إلى مصر؛ والذي وافق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد ما أعلنت بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى وقف الرحلات إلى مدينة شرم الشيخ.
ورغم تصريحات عديدة من الجانب الروسي باقتراب موعد عودة الرحلات الروسية، إلا أن هذه التصريحات لم تُنفذ، وأرجع مسؤولون أسباب تأخر عودة الطيران إلى "أسباب سياسية" في المقام الأول، مؤكدين أن الأمر لا يتعلق بأمن المطارات في مصر التي بذلت كل ما في وسعها لتنفيذ المطالب الروسية المتعلقة بأمن المطارات، والتي تخطت حتى الشروط المعايير المتعارف عليها وفقا لمراقبين.
وأوضح اللواء طيار جاد الكريم نصر، الرئيس السابق للشركة المصرية للمطارات، أن عدم عودة الرحلات الروسية ليس بسبب أمن المطارات؛ وإنما لأسباب سياسية على حد تعبيره.
ولفت "نصر" في تصريحات لمصراوي، إلى أن روسيا كان لها متطلبات أكثر من المعايير المحددة في أمن المطارات، ومع ذلك فإن مصر نفذت جميع مطالبها.
وتوقع الخبير السياحي عصام علي رئيس رابطة السياحين بالبحر الأحمر، استمرار القرار الروسي بحظر استئناف الرحلات بين البلدين إلى العام المقبل، وذلك لعدم وجود استراتيجية واضحة للعدول عن القرار من جانبهم.
وأضاف الخبير السياحي في تصريحات لمصراوي، أن وزارة الطيران المدني قامت بتطوير المطارات المصرية بقيمة 43 مليون دولار، خاصة مطارات القاهرة والغردقة وشرم الشيخ، الأمر الذي يؤهل المطارات المصرية لمنافسة مطارات أوروبا وآسيا العالمية، كما أن جميع متطلبات الجانب الروسي تم تنفيذها وفقًا لرغبتهم، ولذلك لا يوجد سبب واضح لاستمرار روسيا في الحظر.
وأشار الخبير السياحي إلى أن روسيا تعي تماما أهمية المقصد السياحي المصري لسائحيها خاصة أنه أقدم وأشهر مقصد سياحي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط الأمر الذي يترتب عليه رفع حظر الرحلات إلى شرم الشيخ وكذلك إلغاء حظر الأجهزة الإلكترونية على رحلاتها -وفق قوله.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، أكد أن موسكو لم تضع شروطًا جديدة لعودة الرحلات السياحية إلى مصر، مشددًا على ضرورة تطبيق الشروط التي وضعتها بلاده مسبقا.
وخلال قيام وزير الخارجية سامح شكري بمحادثات سياسية موسعة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الاثنين الماضي، بحث قضية أمن الطيران المدني، مؤكدًا عزيمة الجانب المصري لإزالة أي شوائب وترت هذا المجال في الوقت السابق.
وأعرب وزير الخارجية عن تطلعه إلى إصدار قرار من روسيا لاستئناف الطيران الروسي إلى مصر مرة أخرى.
وصرح شكري، أن المباحثات بشأن استئناف رحلات الطيران مع روسيا مستمرة ووصلت لمراحل متقدمة، متمنيًا أن يؤتي ثماره في وقت قريب.
ويرى باسم حلقة نقيب السياحيين، أنه لا توجد أسباب واضحة لدى الجانب الروسي لعدم عودة السياحة حتى الآن، لكنه أكد أن الموضوع لا علاقة له بأمن المطارات، وأن هناك "أسباب سياسية" وراء استمرار تعليق الرحلات الروسية.
وقال "حلقة" في تصريحات لمصراوي، إن مصر نفذت جميع المطالب الروسية التي تخص أمن مطاراتها، حتى أنه لم يعد جديدً تقدمه مصر في هذا الشأن.
واتفاق وليد البطوطي، مستشار وزير السياحة مع هذا الرأي، والذي شدد على أنه لا توجد معوقات أمنية لعودة السياحة الروسية إلى مصر، وأن الأزمة الحقيقية سياسية واقتصادية فقط.
وأشار البطوطي، في تصريحات لمصراوي، إلى أن هناك خطة لإضعاف الدولة المصرية، وأن هذا يتضح في تحذيرات بريطانيا لمواطنيها، مضيفًا أن خطتهم ستفشل وستنهض السياحة لأن السائح أصبح له نظرة للأحداث بشكل منفرد.
وفي تصريحات سابقة لرئيس اللجنة الاجتماعية لمجلس الاتحاد الروسي، فاليري ريازانسكى، الجمعة، أن عدم استئناف الرحلات الجوية مع مصر لا يحمل نوايا خبيثة.
وأوضح وفقا لما قاله لوكالة الأنباء الروسية "نوفستى"، أنه لا يعتقد أن لدى روسيا أي نية في عدم عودة الطيران للمنتجعات، مشيرًا إلى أن القضية الأولى والرئيسية هي ضمان سلامة الروس.
فيديو قد يعجبك: