بعد تدشين "أكاديمية تأهيل الشباب".. هل تتكرر تجربة الاتحاد الاشتراكي؟
كتبت- مروة شوقي:
تباينت آراء سياسيين ومحللين حول القرار الرئاسي بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، حيث اعتبرها البعض إعادة لتجربة منظمة شباب الاتحاد الاشتراكي التي دُشنت عام 1966 بتوجيه من الرئيس جمال عبدالناصر، بينما رأى آخرون أنها تختلف عن التجربة الناصرية في أهداف إنشائها.
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي أول أمس الاثنين، القرار الجمهوري رقم (434 لسنة 2017)، بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بقطاعات الدولة كافة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
ومن المقرر أن تبدأ الأكاديمية عملها اعتبارًا من بداية شهر أكتوبر المقبل، ويأتي إنشاؤها كأحد توجيهات المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ نوفمبر 2016، التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أما منظمة الشباب الاشتراكي، فبدأت فكرة إنشائها في 1963 بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر، لزكريا محيي الدين أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأعلن عنها رسمياً في جامعة القاهرة 1966 واستمرت حتى عام 1976، ومن أهم أهدافها: "تنظيم جهود الشباب لتحقيق أهداف خطة التنمية وتقديم نموذج جديد لدور الشباب فى المجتمع وإعداد قيادات جديدة".
بداية، أثنى الدكتور عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، على إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب، مؤكدا حتمية وجود كيان لإعداد قيادات الصف الثاني والثالث لأي نظام للحكم، وهو ما لم يكن موجودًا في مصر.
وبيَّن عبد الغفار شكر أن الأكاديمية الوطنية تهدف لتكوين ظهير شبابي إداري من الشباب الذى أظهر تميزًا، وبالأخص في مؤتمرات الشباب، متمنيًا وضع نظام لتأهيل القيادات، وفق قواعد موضوعية محددة لشغل الوظائف، بعيدًا عن الواسطة والمعرفة كما هو الآن.
وردًا على ما أثير حول إعادة "الأكاديمية" إحياءَ منظمة شباب الاتحاد الاشتراكي، قال "شكر" الذي كان يشغل الأمين المساعد لمنظمة الشباب الاشتراكي في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، "إن التجربتين مختلفتان كل الاختلاف، وبالأخص في الأسلوب المتبع في إعداد جيل من القيادات الشبابية".
وتابع نائب رئيس المجلس القومى: "الأكاديمية مجرد إطار للدراسة النظرية لتأهيل القيادات الشبابية، أما منظمة الشباب فكانت تنظيمًا سياسيًا يدرس مشاكل الواقع، ويتواجد في كل مواقع الحياة، ويجند الأعضاء من خلال العمل الميداني".
وبحسب "شكر"، فإن أعضاء منظمة الشباب كانوا يمارسون العمل الجماعي لحل مشاكل الوطن، ويتلقون خلال عضويتهم 3 دورات تدريبية في 3 مستويات مختلفة، وبالتالي فالفارق أن منظمة الشباب كانت تهدف لإعداد جيل من القيادات الشبابية الجديدة من خلال النشاط الميداني الجماعي في مواقع العمل، والأكاديمية من خلال الدراسات النظرية.
بدوره وصف الدكتور عبد المنعم سعيد، الرئيس الأسبق لمركز الأهرام للدراسات السياسية، قرار إنشاء الأكاديمية بالأمر الجديد، معتبرًا إياها تجربة مماثلة للتجربة الفرنسية التي أخرجت معظم قادة فرنسا.
ونوه عبد المنعم السعيد إلى أن إنشاء الأكاديمية يتماشى مع اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب وإعدادهم بشكل جاد لتوليهم القيادة، وهو ما يختلف عن تجربة منظمة الشباب التي أنشئت عهد عبد الناصر.
وأضاف "سعيد": "كنت عضوًا في منظمة الشباب، التي كانت في الأساس تنظيما سياسيًا لتأييد نظام الحكم، على عكس الأكاديمية التي ستتولى تدريب الشباب على علوم الإدارة والقيادة، وهو ما نعانى من قصور فيه".
ونفى المحلل السياسى، أن يكون الغرض من تدريب شباب الأكاديمية تكوين ظهير شعبي للرئيس، قائلا: "من يظن أن إعداد شباب الأكاديمية للقيادة بغرض تكوين جيش سري للسيسي خاطئ".
في المقابل، رأى الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية، في إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب، إعادةَ استنساخ لمشروع جمال مبارك "جمعية جيل المستقبل" تحت لافتة براقة، على حد وصفه.
وقال عمار على حسن: "إن الهدف من الأكاديمية ليس علمياً ولا تقنياً ولا تنموياً ولا لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية ولتمكينه، وإنما لتكوين قوة اجتماعية جديدة تناصر الرئيس"، وهو ما يعد امتدادًا لذات الثقافة التقليدية المرتبطة بالحياة السياسية في مصر منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية إنشاء الأكاديمية "إعادة إحياء لمنظمة شباب الاتحاد الاشتراكي"، لافتا إلى أن الدستور لا يسمح للرئيس بإنشاء حزب سياسي أو مناصرة حزب موجود، ولذا هناك توجه لخلق ظهير شبابي بدأ تكوينه على مهل من خلال الجلسات التي عقدت في الإسكندرية وأسوان وشرم الشيخ، كنواة لتكوين الأكاديمية التي سيختار شبابها بعناية، على حد قوله.
فيديو قد يعجبك: