شيخ الأزهر: الشعوب الفقيرة البائسة هي التي تدفع ثمن العبث الدولي والإقليمي
كتب ــ محمود مصطفى:
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن "الشرق الذي يئن أهله تحت وطأة أزمات بالغة التقعيد، سبق أن قدَّم للغرب أيادي بيضاء، وحمل الكثير لحضارته، وأشعل في ربوعه جذوات العلم والثقافة والأدب والفنون".
وأضاف خلال كلمته في افتتاح مؤتمر "طرق السلام" بمدينة "مونستر" الألمانية اليوم الأحد، أن "ما يحدث في الشـرق من دمار منظم هو الإصرار على إبقاء المنطقة في حالة صراع دائم، والبحثُ عن مناطقَ يسهلُ فيها إذكاءُ صراعات دينية أو مذهبية تُؤدِّي إلى صدام دموي مسلح، والصمت المطبق عن مصادر تمول هذا الإرهاب وتدعمه وتشجعه ليل نهار".
وأوضح: "أنا لا أعفي شرقنا العربي والإسلامي من أن يتحمل نصيبه الأوفى من المسؤولية التاريخية عن هذا الإرهاب، لكني لا أستطيع أن أفهم أن إمكانات المنطقة العلمية والتقنية والتسليحية وحدها كافية لتفسير القفزات والطفرات في قدرات هذا التنظيم وتوسعاته، كما لا أفهم سياسة الكر والفر في التصدي وإنقاذ الناس من شروره وأخطاره".
وتابع: "الشعوب الفقيرة البائسة التي انتمي إليها مولدًا ونشأة وتعليمًا هي التي دفعت، ولازالت تدفع ثمن العبث الإقليمي والدولي، وتنفذ حروبًا بالوكالة لا ناقة لها فيها ولا جمل".
ولفت الإمام الأكبر، إلى أن الأزهر سعى ليتعاون مع المؤسَّسات الدينية الكبرى في أوروبا من أجل تحقيق خطوة على طريق السلام، ليؤكد استعداده لصنع سلام مع كافة الأديان والمذاهب.
وزاد: "من أجل ذلكم جئت أمد يدي – بصفتي مسلمًا– لكل محب للسلام كائنا ما كان دينه، وكائنا ما كان عرقه".
ونوه إلى أن "مكمن الداء هو ضعف العنصـر الأخلاقي في توجيه حضارتنا اليوم، والحل هو في أخلاق إنسانية عامة عابرة للقارات، مُجْمع عليها شرقًا وغربًا، وليس من سبيل إلى برنامج أخلاقي عالمي –فيما يقول كينج- إلا مائدة الأديان والأديان وحدها، ولكن ذلك مشروط بإقامة سلام بين الأديان نفسها أوَّلًا".
فيديو قد يعجبك: