محللون: مؤتمر المعارضة القطرية في لندن رسالة "ملغمة" وتعرية للدوحة
كتب - أحمد عبد الفتاح وأسماء يحيى:
يشارك عدد من رموز المعارضة القطرية وشخصيات سياسية في أول مؤتمر يبحث أزمة المقاطعة العربية لقطر، في العاصمة البريطانية لندن، يوم الخميس المقبل، في خطوة اعتبرها محللون وسياسيون رسالة "مُلغمة" للسلطة القطرية، عقب تدهور العلاقات القطرية – العربية، جراء الاتهامات التي وجهتها مصر والسعودية والبحرين والإمارات للدوحة بدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وفي 5 يونيو الماضي، قطعت دول مصر والسعودية والبحرين والإمارات واليمن ثم انضم إليهم مؤخرًا، المالديف وموريتانيا، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، على إثر اتهامات وجهت إلى الدوحة بدعم وإيواء الجماعات الإرهابية.
وحول مؤتمر المعارضة القطرية في لندن، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن مؤتمر لندن لن يقدم حلًا للأزمة القطرية؛ في ظل استمرار قطر في التعنت أمام الدول المقاطعة لها فضلا عن أن هناك خلاف جذري بين السعودية وقطر حول الحدود؛ وبالتالي يجب حل الأزمة من جذورها.
وقال اللاوندي في تصريحات لمصراوي، إن نتائج المؤتمر متوقعة ومعروفة، ولن يخرج بجديد غير مناقشة البنود التي وضعتها الدول المقاطعة لقطر.
ووضعت الدول المقاطعة قائمة تضم 13 مطلبًا تلتزم بها قطر، من بينهم خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وطرد العناصر الإرهابية، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا.
وتطرق اللاوندي إلى مصالح بريطانيا في احتضان مؤتمر المعارضة القطرية بقوله :" إن بريطانيا لها مصالح كبيرة في دول الخليج العربي وذلك على اعتبار أنها كانت الدولة المحتلة لهذه المنطقة، كما أنها مازالت ترتبط بعلاقات مع الأسرة الحاكمة في قطر، ولذلك دعت الي عقد المؤتمر".
وشدد اللاوندي على أن استمرار قطر في التعنت أمام مطالب الدول المقاطعة من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد عسكري من قبل هذه الدول، وبالتالي سيكلف المنطقة خسائر كبيرة، لافتًا إلى أن حل الأزمة القطرية لن يأت إلا عن طريق الدول العربية التي تسعى إلى تسوية الأزمة بشكل حثيث من خلال إجراء الحوار .
من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هذا المؤتمر سيحرك المياه الراكدة في الملف القطري "فهو رسالة مُلغمة للجانب القطري"، مؤكدًا أنه سينقل رسائل لاتجاهات مختلفة مفادها أن هناك أصوات معارضة يمكن أن تطرح نفسها في الفترة المقبلة، رغم المحاولات القطرية لإفشال المؤتمر.
وأضاف فهمي في تصريح لمصراوي، أن اختيار بريطانيا لاستضافة المؤتمر لها دلالات سياسية بشأن الأزمة إلا أنه لا يعكس موقف الجانب البريطاني تجاه المعارضة القطرية، مضيفًا أن لندن تعد مكان ملائم لانعقاد هذا المؤتمر؛ كونها تحتفظ بعلاقات جيدة مع الكثير من القوى والأقليات في مختلف دول العالم.
وأكد اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن مؤتمر لندن لن يضيف شيئًا جديدًا علي صعيد حل الأزمة القطرية، إلا أنه يساعد في تعرية النظام القطري وفضح جرائمه الإرهابية التي تهدد الأمن القومي العربي، حسب قوله.
وأشار عامر في تصريح لمصراوي، إلى أن قطر تستند على قوى كبيرة في المنطقة كتركيا وإيران، فضلًا عن وجود القاعدة الأمريكية على أراضيها؛ وبالتالي لن تعبأ بما ينتج عن هذا المؤتمر لأن بالنسبة لها يعد استهلاك محلي ضمن نشاط المعارضة ولن يؤثر علي سياستها.
وبحسب ما يري عامر، فإن قرار حل الأزمة القطرية لا يملكه تميم بن حمد؛ لأن قطر تتلقى الأوامر مباشرة من تركيا وإيران بما يخدم مصالحهما في المنطقة، ولن يتم تسوية الأزمة إلا بتغيير سياستها الداعمة للإرهاب.
فيديو قد يعجبك: