أيهما أفضل للاستثمار العقاري.. القاهرة الجديدة أم 6 أكتوبر؟
كتبت- ندى الخولي:
خلال الربع الأخير من ٢٠١٦، والنصف الأول من ٢٠١٧، زاد إقبال المواطنين على شراء العقارات، رغم ما أحدثه قرار تحرير سعر الصرف من ارتفاع كبير في أسعارالعقارات تخطى الـ٤٠٪ في بعض التقديرات.
هذا الارتفاع لم يمنع كثيرين للتفكير في الحصول على وحدة سكنية، باعتبارها ملاذ قيم ووعاءً ادخاري آمن للاستثمار، متفوقة على البورصة والذهب وحتى الدولار، بحسب خبراء، بل أن مؤشر "عقار ماب"، لا زال يتوقع أن يبقى الطب على العقارات في نفس المستوى، رغم التراجع الذي شهده خلال شهر أغسطس بنسبة ٤٪، مقارنة بشهر يوليوالماضي، الذي شهد استمرار الزيادة في الطلب العقاري خلال أشهر صيف ٢٠١٧، حيث تعتبر هذه الفترة بمثابة الموسم الرسمي للسوق، بعدما ارتفع الطلب للشهر الثاني على التوالي، محققًا بذلك زيادة شهرية بنسبة ١٢٪ بالمقارنة مع شهر يونيو.
وحول توجهات الاستثمار العقاري خلال أشهر الصيف المنقضية بين مدينتي القاهرة الجديدة و٦ أكتوبر، يقول أحمد أنيس، أستاذ الهندسة المدنية بجامعة القاهرة والخبير العقاري، إن غالبية المواطنين يفضلون الانتقال من المدن القديمة إلى المدن الجديدة المجاورة؛ نظرًا لاعتبارات "القرب من مكان العمل والمدراس بل وأماكن الفسح والترفيه".
بناءً على هذه "الحسبة"، يميل سكان الجيزة للسكن في ٦ أكتوبر، وسكان القاهرة للسكن في التجمع والشروق والعبور، "هذا هو الأغلب بين الناس، لكن ذلك لا يمنع وجود مَن يميلون لتغيير نمط الحياة بالكامل ولا يفكرون في أي حسبة جغرافية"، بحسب أنيس.
أما الاستثمار العقاري فله حسبة أخرى، تختلف عن حسابات السكن، بحسب أنيس، الذي أوضح أن الاستثمار يتجه نحو العائد الأعلى ربحية، والمدن الجديدة الأكثر نموًا والتي ترتفع قيمةالإيجار فيها، وهي العوامل التي تجعل الاستثمار العقاري في القاهرة الجديدة أعلى من ٦ أكتوبر.
وفسّر الخبير العقاري الميل نحو الاستمثار العقاري في القاهرة الجديدة، لأنها قريبة جدًا من مناطق هامة وحيوية في القاهرة مثل مدينة نصر والمقطم والمعادي، فضلًا عن وجود ٤ أو ٥ محاور رئيسية تربطها من كل الاتجاهات بالقاهرة والجيزة، كما أن الاتجاه للسكن والاستثمار فيها ساهم في ارتفاع قيمتها الاستثمارية.
أما مدينة ٦ أكتوبر، فقط تفتقر لتلك المميزات الخاصة بالقاهرة الجديدة، خاصة أنها الأقرب للجيزة فقط وليس للقاهرة، من خلال المحور والدائري فقط وليس لها محاور رئيسية أخرى، بحسب أنيس، الذي استثنى "الشيخ زايد" من تلك الحسبة؛ لأن "الشيخ زايد مدينة صغيرة، تتميز بطرز معمارية راقية، ويقطنها شريحة مجتمعية عليا".
ومع ذلك، ينصح الخبير العقاري بناءً على تجارب ذاتية، بالاستثمار في عقارات في حيز عمراني قريب وليس بعيد، لاعتبارات "أن العقارات تحتاج لمتابعة مستمرة وصيانة وجمع أتعاب في حالة التأجير، وكذلك تحتاج لمتابعة مستمرة في حالة الادخار فقط".
"القاهرة الجديدة أعلى قيمة من ٦ أكتوبر من حيث الاستثمار العقاري"، تكررت نفس العبارة مجددًا على لسان أبو الحسن نصار، استشاري التقييم العقاري والمحكم الدولي باتحاد المهندسين العرب، ليؤكد على تميز "القاهرة الجديدة عن باقي المدن العمرانية الجديدة في العديد من العوامل".
وفند نصار تلك العوامل قائلا "القاهرة الجديدة ظهر فيها نمط استثماري وسكني إيجاري جديد، يماثل نموذج مدينة دبي، لذلك كان إقبال كبرى الشركات والبنوك والمراكز التجاريةالكبرى، أعلى من أي مدينة عمرانية جديدة بما فيها ٦ أكتوبر والشيخ زايد.
وتتميز القاهرة الجديدة أيضًا بأنها "بيئة اجتماعية مميزة عن باقي المدن"، بحسب نصار الذي أوضح أن كبار المسؤولين ورجال الأعمال اتخذوا من أحياء القاهرة الجديدة الراقية مقرات سكنية وإدارية لهم، ما خلق بيئة اجتماعية مميزة، وساهم في رفع سعر العقارات فيها.
وبحسب مؤشر "عقار ماب"، فإن متوسط سعر المتر في القاهرة الجديدة يصل لـ٧٦٠٠ جنيه، مقارنة بـ٤١٥٠ جنيهًا في ٦ أكتوبر، بينما سجل متوسط سعر المتر في الشيخ زايد٦٧٥٠ جنيهًا.
فيديو قد يعجبك: