اتهامات متبادلة بين البيئة والفلاحين حول "السحابة السوداء"
كتبت - مادي غيث:
تبادلت وزارة البيئة ونقابة الفلاحين، الاتهامات، بسبب السحابة السوداء الناتجة من حرق قش الأرز، ففيما اتهم صدام أبو حسين، نقيب عام الفلاحين، الوزارة، بالإهمال والتقاعس وعدم مد المزارعين بالآلات التي يفرمون بها القش بدلا من حرقه، شدد الدكتور أحمد رخا، رئيس قطاع الفروع الإقليمية على أن "البيئة" تقوم بدورها في أكمل وجه، والدليل على ذلك تحرير 1700 محضر بمخالفات حرق القش في 15 يومًا.
وأرجع النقيب العام للفلاحين السبب وراء لجوء المزارعين لحرق قش الأرز بدلًا من إعادة تدويره إلى أن تكلفة نقل القش كبيرة عليهم، لذلك يلجأوا لحرقه وتحويله إلى سماد يفيد الأرض، مشيرًا إلى أنهم تحدثوا مع وزارة البيئة لتوفر "فرامات" لفرم القش، أو نقل القش على نفقتها وإعطاء حافز مادي مناسب للفلاحين وليس 50 جنيهًا فقط للطن ولكنها لم تستجب.
وشدد "أبوحسين"، في تصريحاته لـ"مصراوي"، على ضرورة قيام وزارة البيئة بدورها من توعية الفلاحين بمخاطر حرق القش، وجمعه وتدويره إلى أعلاف وسماد، ومساعدتهم على ذلك والوقوف بجانبهم، متهماً الحكومة متمثلة في وزارتي البيئة والزراعة بـ "أنها ليس لديها إرادة حقيقة للقضاء على السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز".
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن عدد المكابس والفرامات التي توفرها الحكومة قليلة، ولا تغطي المساحات المزروعة هذا العام، والتي تبلغ حوالى 2 مليون و200 ألف طن، كما أنها توجد في أماكن بعيدة عن متناول الفلاحين، لذلك لابد من إيجاد حلول لهذه الأزمات قبل إلقاء اللوم على الفلاحين في حرق القش.
بدوره رد الدكتور أحمد رخا، رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة، على تصريحات نقيب الفلاحين، مشدداً على أن الوزارة تقوم بدورها على أكمل وجه، والدليل على ذلك عدد المحاضر التي حررتها حتى الآن، ووصلت إلى 1700 محضر في 15 يومًا، إلى جانب العقوبات الصارمة التي تتخذها الوزارة ضد المخالفين.
وتساءل أحمد رخا، في إطار رده على اتهام الوزارة بالإهمال والتقاعس: "يعني نضرب الناس بالنار علشان يلتزموا.. ولا نوعيهم ونوفر لهم المعدات ونحرر محاضر ضد المخالفين وده اللي بنعمله".
ووجه "رخا" رسالة لنقيب الفلاحين، قال فيها "بدل ما تلقي الاتهامات على الوزارة قوم بدورك لمواجهة الظاهرة"، داعياً إياه للقيام بدور في مواجهة السحابة السوداء بتوعية الفلاحين بمخاطر الحرق، وحثهم على إعادة تدوير القش.
وأوضح رئيس قطاع الفروع الإقليمية أن المبلغ المخصص لشراء المعدات اللازمة لإعادة تدوير قش الأرز بلغ 120 مليون جنيه، وبالفعل قامت الوزارة بشراء 1000 معدة، وتوزيعها على 5 محافظات.
وأشار "رخا" إلى أن مشكلة حرق القش تخص الدولة، وليس وزارة البيئة فقط، ولابد أن تتعاون جميع الجهات، على رأسها وزارت الزراعة والتنمية المحلية، للقضاء على السحابة السوداء، لافتاً إلى أن دور وزارة البيئة رقابي وتنسيقي وإشرافي في الأساس، ورغم ذلك تقوم بدور تنفيذي، وحققت نجاحات يشهد بها الجميع.
وأنهى رئيس قطاع الفروع الإقليمية حديثه، قائلا: "وزارات البيئة في العالم مش بتعمل اللي احنا بنعمله، اللى بنعمله ده خارج صلاحيتنا وإمكانيتنا، وخارج المصرح له به، وآن الآوان أن تتحمل كل وزارة دورها الحقيقي".
فيديو قد يعجبك: