هل يُكرر سامي عنان سيناريو 2014 ويتراجع عن الترشح للرئاسة؟. خبراء يجيبون
كتبت - مروة شوقي:
مع اقتراب موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المُقبلة، دفع حزب "مصر العروبة"، أمس الأول الخميس، بالفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، الأمر الذي أعاد للأذهان احتمالية تراجعه في أية لحظة ليُعيد سيناريو ما حدث في انتخابات الرئاسة 2014، والتشكيك في قدرة الحزب على جمع العدد المطلوب من التوكيلات اللازمة للترشح.
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات، أعلنت الاثنين الماضي، الجدول الزمني النهائي للانتخابات الرئاسية، على أن تتلقى "الهيئة" طلبات الترشح في 20 يناير ولمدة 10 أيام، على أن تجرى الانتخابات خارج مصر أيام 16 و17 و18 مارس المقبل، وداخل مصر أيام 26 و27 و28 مارس المقبل.
كما دعت الهيئة الناخبين لتحرير إقرارات التأييد للمرشحين بانتخابات الرئاسة 2018، بداية من الثلاثاء 9 يناير حتى آخر يوم في تلقي طلبات الترشح.
ووفقًا للدستور "يُشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكّي المترشحَ عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفي جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون".
تعدد الوجوه
ويقول المهندس ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد للشئون البرلمانية والسياسية، إن المشهد الانتخابي يحتاج لتعدد الوجوه، وخوض الفريق سامي عنان السباق الرئاسي سيُعطي شكلاً انتخابيًا ومنافسة شريفة، مضيفاً -في تصريحات لمصراوي- بقوله "نحن في حاجة لوجود منافسة انتخابية قوية، لكن أشك في كون عنان هو الشخص المطلوب في التوقيت الحالي، والأولى البحث عن وجوه جديدة بدلاً من أشخاص أدوا دورهم في مرحلة معينة، ولا أؤيد فكرة ترشحه، كما أنه لن تكون لديه فرصة في السباق الرئاسي".
وتوقع قورة إعلان سامي عنان ترشحه خلال المؤتمر الصحفي المقرر عقده الأسبوع المقبل، تزامناً مع اقتراب فتح باب الترشح. وبحسب قورة، فإن ترشح "عنان" يأتي لسببين، أولهما "أن الفريق رأى خلو المشهد الانتخابي من المرشحين، فقرر خوض السباق، أو أنه يمتلك بالفعل برنامجًا وخطة يتحرك بها".
ولفت مساعد رئيس حزب الوفد للشئون البرلمانية والسياسية، إلى أن المشهد الانتخابي سريع وتوقيتات الهيئة الوطنية للانتخابات لا تعطي الفرصة للمرشحين للتحرك في جمع عدد كافٍ من التوكيلات المطلوبة، واصفاً توقع البعض لاحتمالية تراجع عنان عن الترشح، بـ"الحرق السياسي"، مضيفاً بقوله "التوقيت الزمني بين فتح باب الترشح وإعلان عنان الترشح، يدفعنا إلى توقع تراجعه وهو ما يُعد خطأ كبيرًا إن حدث في هذا التوقيت".
وبحسب قورة، فإن الأولى بعنان في مرحلته العمرية المتقدمة، تكوين لجنة حكماء واستشاريين، من وزراء سابقين ذوي خبرة في العمل السياسي يمثلون صوت العقل، ويكونون الداعم الأساسي للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، على حد قوله.
أمر وارد
فيما اعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تراجع عنان، عن الترشح للانتخابات الرئاسية أمر وارد، إلاّ أنه ليس في مصلحة أحد، موضحاً: "أي انتخابات تعني التنافس، وان اقتصر الأمر على شخص أو اثنين تحول المشهد الانتخابي إلى استفتاء".
وتابع بقوله "إن اتخذ عنان قرار الترشح رسمياً، فسيكون من الصعب عليه التراجع حتى لا يكون إعادة لمشهد انتخابات الرئاسة في 2014".
وبحسب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية؛ فإن ترشح عنان ليس أمراً مفاجئاً، واصفاً القرار بالجيد، وقال "مع كثرة المرشحين وتعدد اتجاهاتهم اسلامية، يسارية أو ليبرالية، سيضحى المشهد الانتخابي أكثر واقعية".
مناخ مُعقد
ويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المصريين لن يعطوا "شيك على بياض"، لأي مرشح رئاسي، مشيراً إلى أن المناخ السياسي الحالي مُعقد، ويحتاج المرشح إلى مواصفات معينة ليليق بمنصب الرئيس.
وأشار فهمي، في تصريح لمصراوي، أن عنان رجل عسكري يلقى قبول واحترام نظراً لتاريخه العسكري، إلاّ ان متطلبات المنافسة على انتخابات الرئاسية لها موازين أخرى، مضيفاً: "لابد أن يكون للمرشح الرئاسي حضور كبير في الشارع، وصاحب أرضية جماهيرية وحزب يدفع به للواجهة، علاوة على مشاركته السياسية وحضوره السياسي طوال الفترة الماضية"، متسائلاً "هل الفريق سامي عنان قارئ للأحداث وذا نشاط سياسي؟.. وماذا سيضيف حضوره للمشهد السياسي؟".
ويوضح أستاذ العلوم السياسية، أن المرشح لمنصب الرئاسة لابد أن يكون انخرط في العمل السياسي "ثقافة المصريين الانتخابية تغيرت، وإن قاموا بالموافقة على تأييد عبد الفتاح السيسي، فسيكون بمعطيات معينة وليس بالإجماع كما يؤكد البعض".
وعن احتمالية تراجع عنان، في تكرار لسيناريو 2014، يقول فهمي "المنافسة الانتخابية حق مشروع للجميع، ووجود أكثر من مرشح يعطي للعملية الانتخابية واجهة جيدة، مضيفاً بقوله: "قرار تراجع عنان شخصي فأنا لا أفتش في ضمائر احد، وإن ترشح بشكل رسمي فهو يستحق لأن له تاريخ معلوم".
وفي سياق متصل، أكد المحامي سامى بلح، الأمين العام لحزب مصر العروبة، أن الفريق عنان متمسك بخوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة تحت أي ظروف، مضيفاً بقوله "لا صحة لما تردد خلال الساعات الماضية عن تردد الفريق عنان فى خوض السباق الرئاسى، وما ينشر يستهدف زعزعة ثقة المواطنين، وتشكيكهم فى القرار، حتى يتراجعوا عن تحرير التوكيلات فى الشهر العقاري".
وتابع بلح، في تصريحات لمصراوي "الفريق عنان وجه الشكر لقيادات الحزب، على ثقتهم فيه، واعتزازه بقرارهم، وأكد على أنه سيكون على قدر المسئولية، وسيخوض الانتخابات منافساً حقيقياً، وليس تمثيلاً شرفياً".
فيديو قد يعجبك: