لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إيناس عبدالدايم: مصر تحتل مقدمة الفنون الرفيعة.. وعمر خيرت كاريزما مستقلة (حوار)

01:46 ص السبت 13 يناير 2018

حوار- محمد لطفي:

تصوير - محمود عبد الناصر:

"أبدأ من النقطة الأخيرة للبناء، ولن أهدم معبد من سبقني"، بهذه الكلمات بدأت الدكتورة إيناس عبد الدايم، حوارها لمصراوي، عن عملها في المجمع العربي للموسيقى، الذي انتُخِبت رئيسة له مؤخرًا.

وأضافت إيناس، في حوارها، أن إنشاء دور للأوبرا في الدول العربية، أمر يسعد مصر كثيرًا؛ وأن العلاقة بين مصر والدول العربية تكامل وليست تنافس، وهو أمر تسعى مصر لتنميته، موضحة في الوقت ذاته، أن الإمكانيات المادية، تلعب دورًا كبيرًا، في نجاح المهرجانات ببعض الدولة، لكن هذا لا يعني أن مصر مازالت في المقدمة، من خلال عدد المهرجانات وأشكالها.

وتحدثت رئيس المجمع العربي للموسيقى، عن الفن الهابط وخطورته على المجتمع، والخطوات التي تتخذها لمواجهة هذا الأمر، وإلى نص الحوار..

ما خطتك في إدارة المجمع العربي للموسيقى؟

أكمل البناء من النقطة الأحيرة، ولن أهدم معبد لأحد ممن سبقوني، ولدي تفاؤل بحالة الحماس من الدول العربية عند انتخابي، والمجمع مثله مثل أي جهة أخرى لديه عدد من المشاكل أهمها المعاناة المادية، ويمكن التغلب عليها بخطط مدروسة من خلال التنشيط الفني.

كيف ترين حال الموسيقى العربية؟

الموسيقى العربية مثلها مثل كل جوانب الحياة، بها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وكل شخص ينظر لها من وجهة النظر التي تناسبه، فهناك فضائيات تصدر وجوهًا كثيرة من الفن الهابط، وهناك فرق فنية شبابية تقدم فنونًا محترمة، وما يحدث موجود في كل المجتمعات، وفي العموم حال الموسيقى العربية مشجع، وهناك حالة وعي كبيرة للحفاظ على الموسيقى العربية ومعظم الدول التي بها موسيقى عربية حقيقية ليس بها موارد، وحالة المجتمعات العربية كلها غير مستقرة، والمشكلة تكمن في انتشار الفن الهابط وهو أمر يدخل في إطار الظواهر الاجتماعية، ورغم ذلك ألاحظ تراجع ما يطلق عليه أغاني التكاتك والمهرجانات.

وبما تفسرين انتشار هذه الفنون الهابطة؟

أي مجتمع يمر بظروفنا نجد لديه مثل هذه الظواهر الاجتماعية الحالية، وهذه "اللخبطة"، ولا يجب أن نندهش منها، فهو أمر يسري على الدول المتقدمة أيضًا، وفي أوروبا كثير من الظواهر الفنية الغريبة، وأعتبر أن حال الأوبرا في 2017 من الأمور المشجعة، ففي عام واحد جذبت ما يقارب نصف مليون مشاهد، وهو أمر مشجع ويدل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح، لأن الإقبال لم يكن على الموسيقى وحدها فقط وإنما على غيره من الفنون الرفيعة الأخرى مثل الباليه.

هل مازالت مصر تحتل المقدمة في الفنون الرفيعة مقارنة بعدد من الدول العربية الصاعدة أم تراجعت مكانتها؟

مصر مازالت تحتل المقدمة على المستوى العربي، ولن أقصر حديثي هنا عن الفنون الرفيعة فقط، وإنما أتحدث عن الفنون بشكل عام، فليس معنى أن تقيم إحدى الدول مهرجانًا دوليًا أقوى مما تقدمه مصر أنها تفوقت على مصر، وإنما يعود إلى إمكانياتها المالية، فضلا عن أنه مهرجان واحد في العام بينما تقدم مصر عشرات المهرجانات في مختلف المجالات بظروف دولة مختلفة تمامًا، ومن هنا لا أستطيع أن أوافق على ما يتردد حول تقدم الدول العربية عنا، رغم أن التقدم الذي بات ملموسًا ومنظورًا على مستويات عدة شيء يسعدنا ونقدره بل ونسانده.

وكيف تتقدم مصر في الفنون الرفيعة من وجهة نظرك؟

مصر تمتلك أقوى الفرق الفنية في المنطقة وهو ما يؤهلها لأن تظل في منطقة مميزة لا ينافسها فيها أحد، ومن هذه الفرق على سبيل المثال، فرقة الباليه، وفرقتان للأوركسترا، وفرقة أوبرا وفرقة للرقص الحديث، وفرقة لفرسان الشرق ناهيك عن فرق الكورال، وخمس فرق للموسيقى العربية، ولا توجد دولة في المنطقة لديها هذه الثروة القومية، وبالطبع بعض الدول تنظم حفلات كبيرة بمشاركة كبار النجوم وإمكانيات خرافية إلا أن هذه الحفلات بشكل إجمالي لا تكمل شهرًا من نشاط دار الأوبرا المصرية في العام، ولنا مشاركات كبيرة في عدد من دور الأوبرا الصاعدة في المنطقة وهو شيء يسعدنا ويشرفنا؛ لأهمية التواصل بيننا، فما بيننا تكامل لا تنافس، وإذا نظرنا لأغلب الحفلات الفنية في الوطن العربي نجد نسبة لا تقل عن 90% من الفنانين بها مصريون.

هل تتابعين نشاط دور الأوبرا العربية التي تم افتتاحها حديثا؟

بالطبع أتابعها، وأعتقد أن دار أوبرا سلطنة عمان برامجها مختلفة وهي أقدم دار أوبرا مقارنة بغيرها مما تم افتتاحه حديثًا، وتعتمد على تقديم العروض الأجنبية، ودار أوبرا الكويت تقدم عروضًا متنوعة ولكن ليس لديها برنامج متكامل على مدار العام، ومع الوقت يمكن أن تأتي هذه الخريطة.

بم تفسرين النجاح الكبير الذي يجده الفنان الكبير عمر خيرت حتى أنه بات ظاهرة شبابية منقطعة النظير؟

الفنان عمر خيرت فنان رائع وهو حالة وكاريزما مستقلة، ويمكن أن تكون هذه الحالة موجودة في أكثر من شخصية فنية ولكن المختلف والمميز يكمن في أنه نجح في جعل ثقافة الاستماع للموسيقى ثقافة عامة، وهو ما ساعدنا كثيرًا لأنه علَّم أجيالًا جديدة كيف تسمع وتستمتع بالموسيقى، ويكون هناك تطلع لما بعده، ونجح خيرت في وقت كان المجتمع المصري والشباب يحتاجونه وهو التواصل مع روحانيات موسيقية معينة وحالة مميزة يعيشونها في مرحلة صعبة يمر بها المجتمع لأنه موجود منذ فترة طويلة، وكان من الطبيعي أن يجد هذا النجاح غير المسبوق صدى في العالم كله.

هل اعتماد عمر خيرت على تترات مسلسلات ضاعف من نجاحه؟

أعتقد ذلك، فضلا عن أن ذكاء الفنان الكبير دفعه لتأليف أعمال للدراما الناجحة فقط، وهذه الأعمال ارتبطت لدى الجماهير بذكريات مهمة وقصص خلدت في وجداننا فارتبطت بالأذهان.

هل لدينا ندرة في المؤلفين الموسيقيين؟

بالعكس لنا أن نفخر بما نمتلكه من المؤلفين الموسيقيين، وهذا أمر ليس حكرا على مصر، فباقي الدول العربية أيضًا بها مؤلفون موسيقيون، وإن كانوا ليس بالعدد الكبير الموجود في مصر، ولهذا حرصنا على أن تكون هذه التيمة موجودة في مهرجان الموسيقى العربية.

كيف نجحت الأوبرا في الاستعانة بالفنان الكبير عبده داغر للتدريس في الأوبرا على الرغم من خلافاته مع قياداتها؟

بما أنني درست وتعلمت الفن في الخارج، وكثيرا ما أحيي حفلات في أوروبا فأنا أدرك تماما قيمة هذا الفنان الكبير وكيف ينظر له العالم الغربي على أنه أسطورة فنية لا نظير لها، وأعي تماما قيمة عبده داغر، فضلا عن أنني مرتبطة به أسريا من خلال أولاده، وأرى أن له أسلوب حياة خاص به وأسلوب تعبيره دائما لا نظير له ولذا نجح في الخارج أكثر من مصر، ولا علاقة لي بأي خلافات سابقة وأتعامل بنظرة مجردة في الفن، وأتمنى طوال الوقت أن يكون عندنا على المسرح لولا ظروفه الصحية، ولم أتخيل أن يوافق على أن يكون له فصل باسمه، وفور موافقته أنهيت الإجراءات مباشرة.

ما سر نجاحك الكبير في إدارة دار الأوبرا المصرية خاصة في المرحلة الأخيرة؟

الفضل الأكبر في هذا النجاح يعود إلى الكتيبة الضخمة التي تعمل في الأوبرا وأحيانا كثيرة أكون قاسية في شكل العمل لأننا بلا إجازات تقريبا فليس في قاموسنا إجازة الجمعة أو الأعياد أو غير ذلك مما يسري على الدولة كلها، والحياة تسري في الأوبرا 24 ساعة، ولدينا هدف سام، وهو الوصول لجميع الناس وإذا تأملت البرنامج السنوي للأوبرا يصعب أن تجد يوما بلا نشاط، بالعكس نعمل على تقديم الكثير من الحفلات في اليوم الواحد، وأنا سعيدة وفخورة بهذا النجاح وألمس ذلك من خلال ردود أفعال الناس العاديين في الشارع، وأرى ذلك في عيون الناس أثناء لقائي بالجماهير في المواصلات العامة والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن، ومصدر سعادتي يكمن في نجاح الأوبرا في أن تصل لهؤلاء الأشخاص، بحيث أصبح للأوبرا وجودًا عند كل المصريين.

هل إمكانيات الأوبرا التي تتفرد بها عن باقي قطاعات وزارة الثقافة سبب أن لتكون في المقدمة؟

منذ انطلاق مسيرة دار الأوبرا، حدد لنا القرار الجمهوري لإنشائها، تقديم نوعية فن معينة بمسارح محددة، ورغم زيادة عدد المسارح فإن ذلك ساهم في أن ننتشر بشكل كبير، فضلا عن أن دار الأوبرا تمتلك عددًا ضخمًا من الفرق الفنية، تصل إلى 14 فرقة فنية متنوعة ما بين الأوركسترا الشرقي إلى السيمفوني الغربي إلى الباليه، وهو رقم فريد من نوعه في العالم، بالإضافة إلى إدارة الموظفين والإداريين والفنيين، فضلا عن تشغيل المسارح التي يقع جزء كبير منها خارج العاصمة، والذكاء هنا يتمثل في كيفية التشغيل والتنسيق بين كل هذه المنظومة الضخمة، فليس البرنامج السنوي الذي نقدمه مجرد رص وملء فراغات، وإنما برنامج مدروس بعناية حتى لا يقع تضارب بين الحفلات المختلفة التي ستقدم في نفس الموعد أو في فترات متقاربة

هل تحولت الأوبرا إلى سفير مصر في الخارج بعد جذب العديد من الفرق الفنية من الخارج؟

منذ إنشاء دار الأوبرا وهى سفيرة لمصر في الخارج، وتقدم عروضًا ضخمة مثلما فعل الدكتور عبد المنعم كامل الذي قدم أوبرا عايدة في الصين ولاقت نجاحا كبيرا، وبالتالي فإننا لم ننشئ شيئًا من العدم وإنما فعلَّنا هذا الدور قدر استطاعتنا، ومع الزمن توسعت علاقاتنا مع دول الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر عن الماضي، بعد أن كان تواجدنا على الساحة العربية هو الأكبر، وهو أمر يتواكب مع نضوج العديد من الدول العربية فنيا بشكل كبير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان