قصة "إيصال أمانة" تسبب في إغلاق مستشفى السلام الدولي

كتب - أحمد جمعة:​

"إيصال أمانة بـ 500 ألف جنيه".. كان كلمة السر في إصدار الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، قرارًا، أمس الخميس، بإغلاق مستشفى السلام الدولي لمدة شهر.

تعود تفاصيل القضية إلى مطلع الشهر الجاري، حين تعرض أحد المواطنين لحادث سير، ونُقل إلى المستشفى وكان يعاني من بتر الساعد الأيسر، وكسورًا متعددة بالساعدين والحوض، وقام المستشفى باستقباله، وإجراء جراحة ناجحة للمريض وتم عمل زرع الساعد، ثم قام بتحرير إيصال الامانة على المريض.

ومن أجل إنهاء إجراءات العملية الجراحية، وقّع شقيق المريض على إيصال الأمانة، وبعد أيام قدّم شكوى بوزارة الصحة ضد المستشفى، وتمت إحالتها إلى إدارة العلاج الحر والتراخيص التابعة للوزارة، والتي بدورها شكّلت لجنة برئاسة الدكتور علي محروس رئيس الإدارة وبعضوية مديرية الشئون الصحية بالقاهرة، وشرطة المرافق، والحي؛ للتحقق من هذه الشكوى، حيث قابلت إدارة المستشفى.

وقال محروس في تصريحات لمصراوي، إنَّ إدارة المستشفى أقرَّت بحصولها على إيصال أمانة على المريض بـ 500 ألف جنيه، مضيفًا: "أبلغناهم بأن هذا الإجراء غير قانوني، خاصة أن إيصال الأمانة لصالح شخص وليس لصالح المستشفى، وطلبنا صورة من الإيصال فرفضوا، وعرضنا الأمر على الوزير".

وزير الصحة من جانبه أصدر قرارًا بإغلاق لمدة شهر يوم 16 يناير الجاري، غلقاً إدارياً لخيانة الأمانة، وذلك لعدم تنفيذ قرار مجلس الوزراء باستقبال وعلاج حالات الطوارئ مجاناً لمدة 48 ساعة، وصدَّق على القرار محافظ القاهرة عاطف عبد الحميد.

وشملت حيثيات القرار، إغلاق المستشفى وتشميع 5 غرف عمليات بالدور الثامن باستثناء غرفة للعمليات وأخرى للإفاقة، وغلق جناح الحضانات بالكامل، وغلق مبنى العيادات الخارجية، فيما عدا عيادة الفسيولوجي العصبية، لوجود جهاز رسم المخ بها، واغلاق العيادات بالدور الخامس، ماعدا أشعة الدوبليكس، والكيماوي، التي قد يحتاج المرضى المحتجزين بالمستشفى لها، بالإضافة الى اغلاق قسم الطوارئ بالكامل باستثناء الحالات الخطرة، ولا يمكن نقلها الى مستشفى أخرى، حرصاً على حياة المواطنين.

وقال رئيس إدارة العلاج الحر، إن "القرار كان عاجل علشان المواطن يحس إنه ليه قيمة في هذا البلد".

ولفت إلى قيام المستشفى بمجهود كبير في سبيل إنجاح العملية الجراحية، قائلًا: "المستشفى قام بمجهود طبي إبداعي مع المريض، فالمريض تم بتر ذراعه وقام الفريق الطبي بزراعة الساعد، لكن هذا يتنافى مع الأمانة، والمريض لو قالوا له أمضي على مليار كان هيمضي لأنه يهمه صحته"، والأمر الآخر أن شقيق المريض هو من وقّع على وصل الأمانة لأن حالة المريض لم تكن تسمح بذلك".

وأكد "محروس" أن مرضى مستشفى السلام الدولي لن يتأثروا بقرار وزير الصحة إغلاق المستشفى لمدة شهر، حيث سيظل المستشفى يستقبل حالات الطوارئ التي بها خطورة على حياة المريض ويصعب نقلها إلى مستشفى آخر.

وبسؤاله عن حاجة بعض المرضى للرعايات الحرجة أو حضانات الأطفال، أشار "محروس" لقرب مستشفى النيل بدراوي من مستشفى السلام الدولي، حال رغبة أحد المرضى فعليه التوجه إلى هناك.

اقرأ أيضًا:

الصحة: إغلاق مستشفى السلام الدولي.. ساوم مريضًا بإيصال أمانة

تفاصيل إغلاق مستشفى السلام الدولي.. و"الصحة" تشيد: الأطباء أبدعوا

الصحة توضح مصير مرضى مستشفى السلام الدولي.. وموقف الحالات الطارئة

بعد "السلام الدولي".. الصحة: إغلاق "عمليات وعيادات" مستشفى الجنزوري