نص كلمة الرئيس السيسي في رئاسة قمة السلم والأمن الأفريقي
أديس أبابا - أ ش أ:
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الإرهاب أصبح خطرا على المجتمع الدولي بأسره، مشددا على ضرورة التكاتف الدولي من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي باتت لا تقف عند حدود قارة أو منطقة أو مجتمع.
وطالب الرئيس السيسي - خلال كلمته في قمة "السلم والأمن" برئاسة مصر والتي عقدت مساء اليوم السبت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا - بضرورة تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب من منظور شامل ومتكامل.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
"السيدات والسادة.. أود في البداية أن أتوجه لكم جميعا بالشكر على دعمكم للرئاسة المصرية لمجلس السلم والأمن خلال هذا الشهر وعلى مشاركتكم في هذا النقاش الهام حول المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب العابر للحدود في إفريقيا.. ذلك الموضوع الذي يتعين علينا جميعا في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بصفة خاصة وضعه على رأس أولويات العمل المشترك".
وأضاف قائلا "إن اجتماعنا اليوم ينعقد في وقت يتزايد فيه الإدراك بأهمية تكثيف جهود القضاء على الإرهاب الذي يشكل تهديدا بالغا للسلم والأمن الدوليين ويتطلب نجاح جهودنا المشتركة في مواجهة الإرهاب والوقوف على حقيقة هذه الظاهرة التي تكتسب كل يوم أبعادا جديدة وباتت لا تقف عند حدود قارة أو منطقة بعينها أو مجتمع ما وفقا لمستوى التنمية به بل أصبح الإرهاب خطرا على المجتمع الدولي بأسره؛ مما يتطلب ضرورة تكاتف جهودنا جميعا لمواجهته من منظور شامل ومتكامل".
"إن الحديث عن كيفية تحقيق الأمن والرخاء لشعوبنا ومواجهة الإرهاب ومحاولته تقويض جهود التنمية لا يستقيم دون أن نفكر عمليا في طبيعة البيئة التي يجري فيها هذا الصراع مع الإرهاب في عالمنا المعاصر".
"ولا يخفي على أحد التحديات الاستراتيجية المتنوعة التي تواجهنا جميعا والتي ترتبط بشكل مباشر بتداعيات انتشار النزاعات المسلحة وما توفره من بيئة خصبة لتنامي الإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة".
"فضعف مؤسسات الدول بل وانهيارها أحيانا في بعض دول القارة الإفريقية خلال السنوات الماضية؛ أسفر عنه خراب تستغله المنظمات الإرهابية لتعزيز تواجدها وتجنيد عناصرها وجمع الأموال لتنفيذ جرائمها".
الأخوة والأخوات
إن القراءة الواعية لتاريخ التنظيمات الإرهابية سواء تلك التي تتخذ ، كذبا ، من الأديان ستارا أو تلك التي تمارس الإرهاب والقتل باسم دوافع سياسية واجتماعية مختلفة تأكد لنا عدم وجود فوارق تذكر في الأسس التي تنطلق منها كافة هذه الجماعات لتبرير استخدامها العنف والإرهاب ، ونحن بصدد رؤية ينطلق فيها هؤلاء المتطرفون والارهابيون من قراءات وتفسيرات مغلوطة لمسار التاريخ والدين والحضارة الإنسانية تنتج خطابا يحض علي الكراهية للآخر ويدعو لإستخدام العنف والإرهاب لفرض هذه الرؤية الأحادية علي الجميع.
لقد بات الإرهاب تهديدا وجوديا علي أمننا جميعا ولا يمكن مواجهته سوي عبر مقاربة شاملة تبدأ من حرب لا هوادة فيها علي الإرهاب بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك مواجهة جذوره ، ووقفة حاسمة مع كل من يقامر بمستقبل شعوبنا برعاية ودعم التنظيمات الإرهابية تحت أي مسمى أو ذريعة.
هناك ضرورة أن نتعامل بحزم مع ما يقدمه البعض علي الساحة الدولية من دعم سياسي وإعلامي وعسكري ومالي لهذه التنظيمات أو الحركات الإرهابية وبما يعد خرقا صارخا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والإتحاد الأفريقي مما يحتم علينا جميعا تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذي يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها.
السيدات والسادة
"أتطلع إلي مساهمتكم القيمة في إثراء نقاشنا اليوم بشكل صريح وبناء ، وذلك بهدف تجديد الالتزام وعقد العزم علي العمل المشترك الشامل والفعال لمنع ومكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف ، أخذا في الإعتبار المسئولية الكبيرة الواقعة علي هذا المجلس لضمان استدامة السلم والأمن في القارة وتكثيف الجهود والتنسيق من أجل تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في حياة آمنة .. وشكرا".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: