شيخ الأزهر: الأديان بريئة من الدماء التي تراق باسم الدين
بولونيا- أ ش أ:
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أنَّ الأديان بريئة من الدماء التي تراق باسم هذا الدين أو ذاك، وأنَّ الإرهابَ الذي يُرعِبُ الآمنين، ويسرق منهم أمنهم واستقرار حياتهم، لا يمكن أن يكـون صَنيعةَ قـومٍ يُؤمنـون بالدين وتعاليمه، وهو بكل تأكيد صِناعة قـوم آخَـرين ممن يسـهل وقوعهم فريسةً للتضليلِ والإغواءِ وغسل الأذهان، والمُتاجرة بالضَّمائرِ والنُّفُوس، لافتا إلى أن طمُـوحات المؤمنين بقضيَّةِ السلام العالمي، وبحقِّ المسـاواةِ بين النَّاسِ والعَيْشِ المُشتَرك بينهم لا تزال أكبر مِمَّا يَتحَقَّق على أرضِ الواقِع ودُنيَا النَّاس بكثيرٍ.
جاء ذلك في كلمة فضيلة الإمام الأكبر في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الأديان.. والثقافة والحوار" في مدينة بولونيا الإيطالية، تستمر فعالياته 3 أيام، بمشاركة نخبة من كبار القيادات الدينية والمفكرين والمثقفين في العالم.
وأعرب الطيب، عن اعتزازه العميق بشعب إيطاليا العريق، والذي تربطه بمصر علاقات وطيدة، علمية وثقافية وفنية، لا يزيدها مرور الزمان إلا متانة وعمقا وعطاء، لافتا لوجود حرص متبادل بين البلدين على استمرار التعاون البناء المثمر في كل المجالات.
وأشار إلى أن أزمة العالم المعاصر نتاج أزمة السلام وتجارة السلاح وسياسة إشعال الحرُوب بين الشعوب، معتبرا أن جرثومة أزمة عالمنا المعاصر تَكْمُن في سـياسة التفرقة العُنصريَّة الجديدة، وما ينتج عنها من هَـوَسِ الهيمنة والتسلط واستباحة القوة لإخضاع الآخر.
وأضاف: "لا زلنا نتعلم في الأزهر ونعلم طلابنا قيمة احترام ثقافات الشعوب، وحُرمة الاعتداء عليها أو المساس بها من قريبٍ أو بعيد"، مشددا على أن محاولات فرض ثقافة واحدة على الآخرين هي ضَربٌ من العبث يَسبح ضِدَّ الإرادة الإلهيَّة، ومآله معروف ومصيره إلى الفشل.
ودعا الإمام الأكبر إلى ضرورة أن يبحث كل المؤمنين بالإنسان وبقيم العدل والمساواة عن وسيلة عملية عاجلة تنقذ الفقراء والأيتام والمستضعفين، وتنقذ الشعوب المستضعفة من القتل والتهجير القسري من بلادهم وأوطانهم، على مرأى ومسمع من مثقفي العالم وحكمائه وعقلائه، فلم تعد هناك جهة رادعة للعابثين بأرواح الآخرين وبدمائهم وحقهم في الاستقرار في أوطانهم، معربا عن تقديره للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، لاهتمامه وجهوده الدائمة من أجل الفقراء والبؤساء والمستضعفين.
وألقيت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رسالة من البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، دعا فيها لضرورة العمل بقوة من أجل مد الجسور وليس بناء الجدران، كما شارك في الجلسة رئيس وزراء إيطاليا الأسبق روماني برودي، ورئيس أساقفة مدينة بولونيا الإيطالي، ورئيس البرلمان الأوروبي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: