لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قائد القوات البحرية: نمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا

09:23 م السبت 20 أكتوبر 2018

قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد

الإسكندرية- أ ش أ:

قال قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد، إن وحدات القوات البحرية تشهد تطويرا على كافة المستوياتـ، مؤكدا أن هذا التحديث تم طبقًا لرؤية استراتيجية عميقة وواعية للقيادة السياسية، استشرفت الأحداث الجارية والسيناريوهات المرشحة للتصاعد في ظل ارتباط ثروات ومستقبل مصر بالبحر، وأيضا بدعم متواصل ومتابعة مستمرة من القيادة العامة للقوات المسلحة وأجهزتها أثمرت عن العديد من الإنجازات.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده للاحتفال بعيد القوات البحرية، أن هذا الاحتفال يذكرنا بأحد أعظم الانتصارات البحرية في التاريخ البحري الحديث، حيث شهد يوم الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1967 النصر الذي حققه رجال قواتنا البحرية في أول معركة صاروخية بحرية في التاريخ وبداية الانتصارات المصرية التي مهدت الطريق إلى حرب الاستنزاف.

وخلال المؤتمر أدار قائد القوات البحرية حوارًا مع الحاضرين، ووجه رسالة تحية وتقدير لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم العطرة في سبيل إعلاء ورفعة الوطن.. وإلى نص الحوار:

-يتضمن تاريخ القوات البحرية سجلا وافرا من التضحيات.. ما أسباب اختيار هذا اليوم عيدًا للبحرية؟

في يوم 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهي المدمرة (إيلات) التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري، وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة لنشي صواريخ للتعامل مع المدمرة (إيلات) ونجحت في إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح/ سطح، ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرت/ الفرقاطات مما أدى إلى تغير في الفكر الاستراتيجي العالمي، وبناءً على هذا الحدث التاريخي فقد تم إختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسين.

وما هما؟

السبب الأول: لأنها نفذت بعد حرب 1967 بحوالي 3 أشهر، وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي برفع الروح المعنوية للقوات المسلحة.

السبب الثاني: إن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هى الأولى من نوعها في التاريخ لإستخدام الصواريخ سطح / سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح إستخدام هذه الصواريخ تغييرًا شامًلا لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأُثره.

-حرصت مصر على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع هل تم التعاقد على أنظمة قتالية جديدة خاصة بالبحرية؟

مع تدهور الأوضاع الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط، وكثرت الصراعات وتأثر الأمن القومى المصري والعربى بتلك الأوضاع الأمنية وسعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية، وكان آخرها إمتلاك مصر لحاملتى المروحيات طراز (ميسترال) والمدمرة الحديثة طراز (فريم) ولنش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا) ، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط قادرةً على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج، وتمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية.

-في ظل امتلاك القوات البحرية الكثير من الأسلحة الحديثة.. هل ما زال هناك أسلحة ترغب القوات البحرية في ضمها إليها؟

عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التطور العلمي والتكنولوجي في مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقا للاستراتيجية العامة للقوات المسلحة في تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية.

-دشنت القوات البحرية قطعًا بحرية جديدة للأسطول البحري المصري.. ما الذي تضيفه هذه القطع للقوات البحرية؟

الصفقات والإنشاءات التي تقوم بها القوات البحرية ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت مما يساهم في دعم الأمن القومي المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.

-ما هو الجديد في تطوير البنية التحتية والإنشائية لوحدات القوات البحرية؟

يتم العمل حاليا على رفع كفاءة القطع والوحدات البحرية التي تسهم في الحفاظ على مستوى القوات البحرية، حيث يتم إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر قدر من القطع.

-كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟

سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الإرتقاء بالفرد المقاتل بإعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنىﱞ بتأهيل الفرد المقاتل (فنياً - تخصصياً - لغوياً - تدريبياً) ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمي فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة.

وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية، حيث يتم توزيع الطلاب فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة، وطبقاً لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي عبر المدارس المتخصصة في العلوم البحرية لتأهيل ضباط الصف في المناهج التخصصية المتطورة التي تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور في منظومة التسليح البحري العالمي.

وماذا عن الضباط؟

بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم فى الكلية البحرية، ومعهد الدراسات العليا البحرية، كما يتم إيفاد الضباط فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم، وبصفة عامة فإن الحلقة التعليمية لا تنتهي عند هذا الحد وإنما يتم نقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملي داخل التشكيلات والوحدات البحرية، ونقل خبرات القادة السابقين بما يمكنهم من استلام الراية وتولي دفة القيادة فى القوات البحرية مستقبلاً.

-نفذت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية.. كيف تحقق ذلك؟

القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، والتشكيلات التعبوية منوطة بتنفيذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي على كافة الإتجاهات الاستراتيجية للدولة.

وتنوعت المهام المكلفة بها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية بإجمالي عدد 22 ميناء وعلى مدار (24) ساعة، المحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي إختراقات لسواحلنا ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية.

كما تشمل مهام القوات البحرية تأمين خطوط مواصلاتنا البحرية بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة السفن التجارية بالمجرى الملاحي لقناة السويس فى الإتجاهين الشمالي والجنوبي، وتأمين المنشآت الحيوية من الساحل ومن منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي، وكذا القيام بأعمال المناوبة والإنقاذ في حالات الكوارث والأزمات.

ما هو دور القوات البحرية في العملية الشاملة سيناء 2018؟

شاركت القوات البحرية القوات البرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في العملية الشاملة (سيناء 2018) والهدف منها هو تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية، وشاركت القوات في تأمين الأهداف الاستراتيجية/التعبوية/ التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة (سيناء 2018)، هذا الدور يتلخص فى الآتي:

عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر كذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، الاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفن مشتبه فيها.

-نفذت القوات البحرية العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية والأجنبية.. ما أوجه الاستفادة؟

نظرًا للمكانة العالية للقوات البحرية المصرية في مصاف البحريات العالمية، وكأكبر وأقوى قوات بحرية في منطقة الشرق الأوسط، تحرص العديد من الدول الصديقة والشقيقة على تنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر والتي تعود على الطرفين بالعديد من الفوائد كالآتي:

إتقان تنفيذ المهام المختلفة وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا وذلك من خلال الاستفادة من التطوير في مساعدات التدريب ومنظومات التسليح الحديثة.

الاستفادة من التدريب في ظروف جومائية مختلفة، ومسرح عمليات مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات.

التعرف على فكر الدول المشتركة في التدريب في إدارة الأعمال القتالية.

تدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية في العالم والتعرف على أساليب التدريب القتالي بالبحر.

تشترك قواتنا البحرية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة في التدريبات البحرية المشتركة وهذه الدول هى (المملكة العربية السعودية- دول الإمارات العربية المتحدة- مملكة البحرين- اليونان- فرنسا- الولايات المتحدة الأمريكية- دولة روسيا الاتحادية- المملكة الأردنية الهاشمية)

-ما الدور الذي تقوم به القوات البحرية في حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية؟

تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري، وزادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، فقد قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية، بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت في إلقاء القبض على العديد من البلنصات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد هجرة غير شرعية إلى أوروبا، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها تم العديد على العديد من المراكب التي تقوم بأعمال تهريب (مخدرات– سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك)، ويتم تسليم المقبوض عليهم إلى جهات الإختصاص لإتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

-يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية.. كيف يترجم ذلك داخل القوات البحرية؟

بالفعل تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل فى الآتي:

ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية.

الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن.

شركة ترسانة الإسكندرية.

جميعها تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.

وبدأت بالفعل تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسى ، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.

-هل هناك رؤية مستقبلية لتصنيع وحدات بحرية أخرى بأيادٍ مصرية؟

اهتمت القيادة السياسية بتطوير الصناعات البحرية الثقيلة متمثلة في التطوير الذي تم بالفعل لترسانة الإسكندرية، التابعة لجهاز الصناعات البحرية للقوات المسلحة، لكي تواكب في معداتها وأجهزتها أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا العالمية، وقد افتتحها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد التطوير في مايو 2015.

وقامت القوات البحرية بالفعل على العمل على بناء السفن بالسواعد المصرية من خلال مسارين:المسار الأول : من خلال التصنيع المشترك في الترسانات البحرية المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، وقد تم تصنيع لنشات مرور سريعة من مختلف الطرازات، ويجري تصنيع عدد 3 (قرويطة) بالتعاون مع الجانب الفرنسي.

المسار الثاني: التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالسواعد المصرية، وقد تم تصنيع سفن من طرازات عدة (سفن الدحرجة – السفن المساعدة Tub Boats– الكراكات)، ونعمل على أن نصل في المستقبل (بمشيئة الله تعالى) على التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالأيادي والتكنولوجيا المصرية.

-ما الرؤية المستقبلية للقوات البحرية؟

يتم العمل على إنشاء قواعد بحرية جديدة تتيح فرصة انتشار الوحدات البحرية في البحر الأحمر والمتوسط في أسرع وقت ممكن وتصنيع وحدات بحرية بالترسانة البحرية بالإسكندرية.

-الكلية البحرية أحد أعرق المدارس البحرية على مستوى العالم.. كيف يتم الاهتمام بالعملية التعليمية والتدريبية داخلها؟

القوات البحرية منذ نشأتها وحتى قوتنا المعاصر تنتقل رايتها من جيل إلى جيل وتبقى دائما رايتها عالية خفاقة، فطلبة الكلية البحرية يتم تدريبهم وتسليحهم بأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا خلال (4) سنوات بما يمكنهم من العمل على الوحدات البحرية المنضمة حديثًا وكما حرصنا على بناء الأسس العلمية لطلبة الكلية البحرية، فإن الحلقة التعليمية لا تنتهي عند هذا الحد وإنما يتم ثقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملي على جميع وحدات القوات البحرية.

-ماهى الكلمة التي يود قائد القوات البحرية أن يوجهها لرجاله والشعب المصري بهذه المناسبة؟

أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة، والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التى تمر بها بلدنا الحبيبة مصر؛ للحفاظ على مكتسبات الشعب المصري والحفاظ على الاستعداد القتالى العالي لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين فى أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار، جديرين بثقة الوطن فيكم، ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان