هل عادت أحلام الاستعمار الإيطالي والفرنسي بعد نهاية القذافي؟
كتب - محمد عطايا:
في العشرين من أكتوبر سقطت القذائف على سيارات العقيد معمر القذافي وأنصاره، ليجد الأخير نفسه وسط مجموعة من الميليشيات التي أجهزت عليه، لتدخل ليبيا مرحلة جديدة من التخبط والانقسام.
تطورت الأحداث في ليبيا بشكل سريع للغاية، وكانت أكثر تأثرًا بما يحدث في المجتمع الدولي، والعربي خاصة، فشهدت تدفقًا لعناصر تنظيم داعش، بعد ظهوره في العراق، كقوة تهدد أمن المنطقة، فبدأ التحالف الدولي تشكيل جبهات قتال، لمجابهة "داعش" في سوريا والعراق.
لم يتدخل التحالف في ليبيا أو المناطق المجاورة التي بدأ فيها ظهور التنظيم، ليعرب وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتلوني في بداية 2015 عن استعداد بلاده الكامل للتدخل العسكري في ليبيا ومساعدة القوات الأمريكية للسيطرة على الوضع، بعدما ظهرت أذرع داعش في بعض المدن هناك.
تطورت الأوضاع بشكل سريع تحقق لوزير الخارجية الإيطالي ما أراد، لتتمكن روما من نشر جنودها هناك، وتوالت من بعد ذلك الأعداد التي بدأت في التزايد، وكان آخرها فبراير العام الجاري، بعدما أرسلت ليبيا مذكرة توضيح عاجلة إلى الحكومة الإيطالية، بعد قرار البرلمان هناك زيادة عدد الجنود الإيطاليين في ليبيا، عندما رفع عدد عناصر البعثة العسكرية والأمنية الإيطالية في ليبيا إلى 400 عنصر.
بعد الحماية الأبوية من روما على طرابلس، دارت ما وصفته صحيفة "الجورنال" الإيطالية، بالمباراة الحامية، بين إيطاليا وفرنسا، فيما يخص ليبيا، في وقت حذرت فيه وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا، في الثاني من يوليو الماضي- السلطات الفرنسية من تدخلها في الشأن الداخلي للدولة الواقعة في الشمال الإفريقي.
كما حذرت السلطات الفرنسية من تدخلها في الشأن الليبي مؤكدة أن بلادها هي الدولة القادرة على قيادة الدولة الليبية.
وقالت الصحيفة إن الوزيرة الإيطالية قالت لنظيرتها الفرنسية، فلورنس بارلي، على هامش الاجتماع الوزاري بمقر الناتو في بروكسل: "لنكن واضحين.. القيادة في ليبيا لنا".
كما ظهر ذلك واضحًا في تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبه كونته، منذ أشهر، بأن ليبيا لا تخص ماكرون، وأن بلاده لن تتخلى عنها أبدًا.
مخاوف رئيس الوزراء الإيطالي لم تُبنَ على مزاعم، ولكن هناك دلائل جعلته يشعر بالريبة، حيث كانت فرنسا من بين الدول التي تسعى لفرض الحماية على المدن الممزقة، بزعم أنها لا تستطيع حل مشاكلها بنفسها.
ففي لقاء استغرق أيامًا، قابل المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أغسطس العام الماضي، ليدخل الشك قلب رئيس الوزراء الإيطالي بأن صراع النفوذ في طرابلس سيخرج منه خاسرًا لصالح فرنسا.
تحدثت الصحف الفرنسية عن تلك الزيارة، ووصفتها بأن السلطات في ليبيا ستزيد من رقعة تعاونها مع باريس؛ وهذا من شأنه إقصاء روما اقتصاديًا، وعسكريًا من طرابلس.
فيديو قد يعجبك: