إعلان

"نفسنا طويل".. البابا تواضروس يكشف التفاصيل الكاملة لأزمة دير السلطان

10:50 م الأربعاء 24 أكتوبر 2018

البابا تواضروس الثاني

كتب- إسلام ضيف:

كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن تفاصيل أزمة دير السلطان بالقدس، التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

كانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت راهبًا وعشرات المحتجين من الأقباط الأرثودكس، الذين خرجوا في وقفة، الأربعاء، تنديداً ببدء أعمال الترميم في كنيسة دير السلطان، الملاصقة لكنيسة القيامة في القدس، دون موافقة الكنيسة القبطية.

وقال البابا خلال عظته الأسبوعية، من كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بالمهندسين، الأربعاء: "مشكلة دير السلطان قديمة منذ عام 1820، وهناك محاولات مستميتة على الدير القبطي، وتم اللجوء للمحاكم منذ أيام الدولة العثمانية، وكل الأحكام حكمت بأحقية الكنيسة القبطية بالملكية والحيازة، ولدينا هذه الأحكام موثّقة".

وأضاف أنه حتى عيد القيامة عام 1970، كان الدير في حيازة الكنيسة القبطية، والبطريكية لها تواجد من القرن الـ 12، وليلة عيد القيامة غيروا مفاتيح الدير، واحتلوا الدير وصار الدير يسكنه رهبان إثيوبيين رغم أنه قبطي وله كل ملامح الكنيسة القبطية".

وأوضح البابا أنه رُفعت قضايا بالمحاكم الإسرائيلية، و"تم الحكم لصالحنا، وإلزام الحكومة بتسليم الدير للكنيسة، وظلت الأحكام موجودة دون تطبيق على أرض الواقع".

وعن أهمية الدير، أشار البابا إلى أنه يقع في مدخل كنيسة القيامة، وظل المطارنة يطالبون بالدير، لكنهم لم يستطيعوا الحصول عليه، وقدمت محاضر في الشرطة هناك".

أكمل: "منذ عام قدّم بطريرك الروم الأرثوكس في القدس، اقتراحا بجلوس الكنيسة الإثيوبية والقبطية معًا وإجراء مصالحة، ووافقنا على الفور، وشكلنا لجنة بها مطارنة وأساقفة، ذهبت للتفاوض، وحضر محامٍ من الكنيسة القبطية مع الرهبان، كذلك أعضاء بسفارتي مصر وإثيوبيا في تل أبيب، وممثلًا عن وزارة الداخلية الإسرائيلية ووزارة الأديان".

وأضاف البابا: "اعتقدنا أن بهذا التجمع ستحل المشاكل، لكن الحوار في المفاوضات لم يكن محايدًا، وكان يميل للطرف الآخر، والحوار كان بسبب طلب ترميم الدير، رغم أنه من المفترض أن تقوم بذلك الكنيسة القبطية وكنا على استعداد، وشكلنا لجنة تضم مهندسين وأساتذة، وأخبرناهم أن الكنيسة ستتحمل التكلفة على نفقتنا الخاصة، وبدأنا في المطالبة بدخول الدير لترميمه، واقترحنا دعوة اليونسكو لمراقبة عملية الترميم، وقدمنا الطلبات ولم يتم الرد عليها حتى 2016".

وقال البابا: "شكلنا لجنة هندسية ثانية، برئاسة الأنبا مكاري باعتباره مهندسًا في الأساس، بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، لأن القضية مش قضية كنيسة، دي قضية مصرية، فالدير يخص المجتمع المصري، وهذا ما دفع الخارجية والقيادات للاهتمام بالأمر حتى النهاية".

وأضاف: "وصل الوفد وحاول يخش الدير، لكن لم يُسمح لهم بالدخول للمعاينة، وتم تشكيل لجنة أخرى من الأساقفة، وقابلوا البطريرك الإثيوبي وتناقشوا في الأمر لعمل نوع من أشكال المفاوضات، لكن لم تكن هناك إجابة، وحاولوا مرة أخرى، وبعدها أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن موقفها غير المحايد".

وكان الأنبا أنطونيوس، مطران الأقباط في القدس، اجتمع الأسبوع الماضي مع وزير الأديان الإسرائيلي بناءا على طلب الأخير، حيث أبلغ الوزير الأنبا، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أعطى تعليماته بترميم الدير على نفقة الحكومة الإسرائيلية، وبإشرافها وتنفيذها، قائلًا له: "نحن نخبرك ولكن لا نستأذن منك".

وأشار البابا تواضروس إلى إرسال محامي الكنيسة يوم 20 أكتوبر الماضي، للاعتراض على هذا القرار.

وأضاف: "قبل يومين، تلقى الأنبا أنطونيوس اتصالًا من سفارتنا بتل أبيب، وأخبروه أن اسرائيل تعزم الدخول للترميم بأي صورة".

وقال البابا إنه تم اقتحام الكنيسة أمس بحلول السادسة صباحًا من قبل الشرطة الإسرائيلية للبدء في أعمال الترميم، وعلى إثر ذلك نظمت الكنيسة القبطية وقفة احتجاجية سلمية أمام باب كنيسة الملاك بدير السلطان. واليوم دخل المهندسون والعمال وتم استخدام القوة مع المحتجين، وهذا "انتهاك لحقوق الإنسان وتعطيل عن ممارسة الشائعر الدينية".

وتابع البابا تواضروس: "الكنيسة الإثيوبية كنيسة شقيقة، ولا نحب أن يكون هناك موضوع يعكر العلاقات معنا، نفسنا طويل أوي ونحاول منذ 50 عامًا، وكل المستندات والحقوق معنا وواضحة، ولكن الأمور أخذت منحى سياسي بعيد عن المنطق والقضاء والعقل، ولكن نثق في رؤية محايدة لهذا الأمر".

وقدم البابا الشكر لكل المشاركين في التوصل لحل للقضية، وناشد الجميع بالعمل على حل الأمور بصورة عقلانية وهادئة بدون متاعب أو أي اضرار لأي أحد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان