دراسة حديثة: 80 % من جراحات نقل الخلايا الجذعية والنخاع مُعرضة لمضاعفات خطيرة
كتب- محمد قاسم:
كشفت دراسة بحثية حديثة أجريت على مرضى جراحات نقل الخلايا الجذعية والنخاع بالقاهرة، عن أن حوالي 80 % من الذين يجرون تلك الجراحات معرضون لمضاعفات مرضية خطيرة تصل إلى رفض الجسم الخلايا الجديدة والاكتئاب والقلق والعزلة المجتمعية.
وأرجعت الدراسة التي أجرتها الباحثة شيماء رأفت المدرس المساعد بكلية التمريض جامعة القاهرة، وحصلت على درجة الدكتوراه فيها، أن رفض الجسم الخلايا الجديدة يأتي بسبب نقص معلومات المرضى عما يجب عمله بعد الخروج من المستشفيات وعدم تدريبهم على كيفية العناية بأنفسهم بشكل كاف بدءً من الاستعداد لإجراء الجراحة وانتهاءً بمرحلة مابعد خروجه من المستشفى أوتدريب أحد مرافقيه على العناية به.
وجاء بالدراسة، أن عملية نقل الخلايا الجذعية كعلاج طبي تتم عن طريق نقل الخلايا الجذعية إما ذاتيا (من المريض لنفسه) أو من خلال متبرع حيث تستخدم لعلاج العديد من الأمراض مثل سرطان الدم وبعض الأمراض الوراثية أو المناعية، وذلك باستبدال الخلايا المريضة بأخرى سليمة وصحية.
وأوضحت الباحثة أن زراعة الخلايا الجذعية ليست عملية جراحية بل هي وسيلة علاجية تتم بطريقة مشابهة لعملية نقل الدم، وعلى الرغم من أن عملية نقل الخلايا الجذعية تعطى فرصة أكبر للشفاء، إلا أنها تتسم بأعلى قدر من المخاطر الجسمانية والنفسية والاجتماعية للمريض وأسرته، مشيرة إلى أنها تزيد من فرصة حدوث الكثير من المضاعفات بعد الخروج من المستشفى مما يؤدي إلى ارتفاع معدل عودة المريض للمستشفى مرة أخرى.
وانتهت الباحثة في دراستها إلى أن من أمثلة هذه المضاعفات الجسمانية وجود ألم أو إعياء (صعب الاحتمال) أو أعراض الطرد العكسي التي تنتج من نقل الخلايا الجديدة، وأخرى نفسية مثل زيادة نسبة القلق والاكتئاب أو اجتماعية مثل العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على العودة للعمل أو الدراسة.
وأكدت الباحثة أن الفريق الطبي وخصوصًا أعضاء فريق التمريض العاملين بوحدة نقل الخلايا الجذعية لهم دور هام في تحضير المريض وأسرته لعملية الخروج من المستشفى وتدريبه على كيفية العناية بنفسه وذلك بعمل خطة فردية لكل مريض تبدأ من اليوم الأول لدخوله للمستشفى للتأكد من سلامته بعد الخروج والعودة إلى المنزل.
وأشارت الباحثة إلى أن الدراسة أجريت في وحدة نقل الخلايا الجذعية بإحدى المستشفيات الحكومية بالقاهرة بعد أخذ موافقة من قبل مدير المستشفى ومدير الوحدة ورئيسة التمريض بوحدة نقل الخلايا الجذعية والنخاع العظمي.
وطُبقت خطة الخروج على المرضى (عينة الدراسة) على مدى ثلاثة أشهر بدءًا من منتصف شهر يناير حتى منتصف شهر أبريل عام 2017، حيث اشملت العينة على 30 مريضًا بعد استيفائهم مواصفات معينة تم تحديدها من قبل الباحث وبعد شرح الهدف من الدراسة وخطوات تنفيذها وأخذ موافقة كتابية منهم على المشاركة في البحث.
ولفتت الباحثة إلى أنه تم تطبيق خطوات الدراسة على هؤلاء المرضى بعد إجراء عملية نقل الخلايا الجذعية من متبرع عن طريق إجراء إختبارات قبلية مرة واحدة بإستخدام أدوات البحث.
وأجريت الدراسة تحت إشراف كلا من الدكتورة خيرية أبوبكر الصاوي أستاذ التمريض بجامعة القاهرة والدكتور جمال الدين فتحي استشاري أمراض الدم ونقل النخاع بمعهد ناصر والدكتورة هناء يسرى الأستاذ المساعد بكلية التمريض.
وتشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتورة منال مصطفى وكيل كلية تمريض القاهرة السابقة (مناقشة داخليا)، والدكتورة منال صلاح حسن أستاذ التمريض بجامعة عين شمس (ممتحنا خارجيا).
كانت الباحثة شيماء رأفت، المدرس المساعد بقسم التمريض الباطنى الجراحى بكلية تمريض، بجامعة القاهرة، ناقشت رسالة دكتوراه بعنوان "تأثير خطة الخروج على استعداد المرضى للخروج من المستشفى بعد إجراء نقل الخلايا الجذعية المكونة للدم من متبرع"، بقاعة كلية التمريض.
فيديو قد يعجبك: