مخرج "أمير الدم": "السندي" المرشد السري للجماعة الإرهابية- حوار
كتب- محمد نصار:
قال شريف سعيد، مخرج فيلم "السندي.. أمير الدم"، إن شخصية عبدالرحمن السندي، قائد التنظيم السري الخاص لجماعة الإخوان، غير معروفة داخل أوساط الجماعة نفسها، ولا يمكنه لأعضائها التعامل معه إلا بالصمت.
وأضاف سعيد، في حوار لمصراوي، أنه واجه الكثير من الصعوبات خلال العمل على الفيلم، كان أبرزها البحث عن شخصية عبدالرحمن السندي، الذي لم تذكره كتب الجماعة، ولم يتوفر عنه في الأرشيف المصري سوى صورة شخصية وحيدة، وإلى نص الحوار.
ما المدة التي استغرقها الفيلم؟
المدة التي استغرقها الفيلم لا تتعلق بعملية تصوير المشاهد وحدها، ولكنها تشمل العمليات الفنية لإنتاج الفيلم ما بين تصوير وكتابة ومونتاج ورسم؛ لأن الفيلم يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر المختلفة لكنها موظفة بشكل احترافي لخدمة أهداف الفيلم ودعم مساره، وكل هذه الأمور استغرقت نحو 3 أشهر من العمل، منذ اللحظة التي قررنا فيها تدوير أول كاميرا وتسجيل أول لقاء.
ما الصعوبات التي واجهتكم خلال العمل؟
الصعوبة الرئيسية التي تعرضنا لها تمثلت في شخصية عبدالرحمن السندي، محور الفيلم، تمثلت في ندرة المعلومات حول هذه الشخصية، ولم يتوفر لنا في الأرشيف المصري كله إلا صورة شخصية عادية متواضعة الجودة والمستوى الفني، وكنا مطالبين بعمل فيلم وثائقي كامل عن هذه الشخصية، والصعوبة الثانية تلخيص ما يقرب من أحداث 18 عامًا من نهاية الثلاثينات حتى عام 1954، وهذه الفترة على وجه التحديد المادة التاريخية المتعلقة بها والمتوفرة عنها قليلة وغير جيدة التناول.
كيف تغلبتم على هذه الصعوبات؟
اضطررنا لتنفيذ بعض الأشياء، بطريقة إعادة التمثيل بمشاهد درامية، وهناك مشاهد أخرى كان لابد من رسمها وهذا استغرق وقتًا طويلًا.
ما أين لكم بكل هذه التفاصيل التي ضمها الفيلم؟
كل هذه التفاصيل ليست تأليفًا أو من وحي الخيال، لكنها جميعًا مستوحاة من مذكرات 4 من أعضاء النظام الخاص السري للإخوان، إلى جانب مذكرات الباقوري التي مثلت المستند الخامس لدينا في الحصول على تفاصيل الشخصية والمعلومات التي نريدها، ويجب العلم أننا حرصنا على أن تكون كل معلومة موثقة ومسندة إلى مصدرها، مشهد مبايعة النظام الخاص كما هو مثلما ذكرته مذكرات أعضاء النظام، إلى جانب التفاصيل الأخرى التي تشبه إلى حد كبير طقوس الماسونية.
لماذا اختفيت عن إنتاج الأفلام الوثائقية منذ 2006؟
كان آخر فيلم وثائقي عملت عليه عام 2011، والموضوع ليس اختفاء ولكن عندما أجد جهة لديها الرغبة في إنتاج أعمال وثائقية بشتغل، وللعلم هذه الجهات قليلة، خاصة بعد انسحاب ماسبيرو من هذا المجال، والذي كانت تعمل فيه قناتا "النيل للأخبار والنيل الثقافية".
كيف توصلتم إلى اختيار شخصية السندي؟
عملنا في وحدة الأفلام الوثائقية بقناة dmc على فكرة العصف الذهني وتوصلنا للفكرة برفقة أحمد الدريني، كاتب الفيلم، وقررنا أن تكون البداية من عند عبدالرحمن السندي، نظرًا لتاريخه المليء بالدماء.
ما الفكرة الرئيسية من اختيار شخصية عبدالرحمن السندي؟
عبدالرحمن السندي تراجع في نهاياته عن اتجاه العنف بعد أن ترك الجهاز السري الخاص للإخوان، واستطاع جمال عبدالناصر تحييده، بل وسلم لعبدالناصر كل ما يتعلق بالتنظيم وانضم للثورة، لكن رغم ذلك ورغم موته إلا أن أفكاره الأولى في الجهاز الخاص استمرت وهي سبب العنف الموجود حاليًا.
كيف قرأتم فكرة الاختلاف حول السندي داخل الإخوان أنفسهم؟
هذا أمر طبيعي لدى جماعة لديها مبادئ موروثة في حاجة شكل دي، عبدالرحمن السندي أول مرة الناس تعرفه، في كتير داخل الإخوان لا يعرفون أي شيء عنه، والاختلاف حول مسألة الاعتراف به أم لا تخضع لعدة معايير، منها أنه بالنسبة لكثير من الإخوان الذين يعرفونه له فضل كبير داخل الجماعة، ولكنه بالنسبة لآخرين من سلم كل ملفات الجهاز السري وتفاصيله إلى عبدالناصر، عبد الرحمن السندي يجعل الإخوان في ورطة مستمرة لا يمكنهم التعامل معها إلا عن طريق الصمت، السندي له أهمية كبيرة ويكاد يكون مرشدًا سريًا للجماعة.
هل تعلق الأمر بالسندي فقط أم أن هناك أجزاء أخرى؟
لا يتعلق الأمر بالسندي فقط، بل توجد مجموعة من الشخصيات التي نستهدفها في سلسلة وثائقيات عن الدم.
متى يمكن أن نرى الجزء الثاني في هذه السلسلة؟
هذا الأمر لا يمكن تحديده حاليًا، لأنه مرتبط بأمور كثيرة منها الشخصية والضيوف والممثلون، لازم ناخد وقتنا الكافي في إعداد هذه الأفلام.
فيديو قد يعجبك: