إعلان

"الجيش الحر".. فكرة "عشماوي" الإرهابية لضرب استقرار مصر

12:56 ص الثلاثاء 09 أكتوبر 2018

هشام عشماوي

كتب- محمود أحمد وعبد الغني دياب:

كشف العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، إن الإرهابي المصري المقبوض عليه في مدينة درنة الليبية، هشام عشماوي، كان يخطط لإنشاء ما يسمى "جيش مصر الحر"، لكن القوات المسلحة الليبية وقفت أمام هذه الخطوة وتصدت لها بكل قوة.. فما قصة "الجيش الحر؟".

المسماري قال إن الإرهابي "عشماوي"، خطط خلال فترة تواجده في ليبيا لإنشاء تنظيم مسلح، وكان على تواصل مع الإرهابيين في مصر، ومع قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أيمن الظواهري، ومختار بلمختار.

ويرى خبراء متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية، إن توقيف "عشماوي" وتسليمه للسلطات المصرية، ضربة في مقتل لتنظيم القاعدة، وإجهاض لحلم كانت تسعى له جماعة الإخوان الإرهابية، بالتنسيق مع القاعدة لتأسيسه وهو "الجيش الحر".

يعود مصطلح "الجيش المصري الحر"، إلى الرابع من أبريل عام 2014، حيث نظم وقتها مجموعة من المسلحين أطلقوا على أنفسهم هذا المسمى، استعراضاً عسكرياً في مدينة درنة- التي يتمركز فيها قيادات القاعدة- الواقعة بين مدينتي السلوم المصرية وبنغازي الليبية.

وتداولت- وقتها- مواقع ومنتديات إرهابية، فيديوهات للعرض الذي أُقيم في منطقة ميدان الصحابة بدرنة، وأظهرت أن غالبية المشاركين من المصريين، إضافة إلى أعداد من جنسيات عربية، كانوا يرفعون رايات تنظيم القاعدة الإرهابي، يتوسطهم إسماعيل الصلابي، القيادى بـ"القاعدة".

وهو ما أكده ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، لافتًا إلى أن ذلك التنظيم كان "حلم" لدى "عشماوي" ولم يتحقق، وعملت جماعة الإخوان لترويج هذا المصطلح بشكل كبير أبان الثورة المصرية وأثناء اعتصامات الجماعة في 2013.

وأوضح "فرغلي"، في تصريحات خاصة، أن "عملية الواحات" التي شنتها أجهزة الأمن المصرية في 2017، قضت على غالبية أعضاء تنظيم "المرابطون"، الذي يتزعمه "عشماوي"، وبقي معه قليلون، ما أضعف تحركاته وساعد في القبض عليه الآن.

واتفق معه في الرأي، هشام النجار، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن مخطط تدشين ما يسمى بالجيش المصري الحر، كانت رغبة "إخوانية- قاعدية"، اشترك فيها تنظيم القاعدة، مع اللجان النوعية الإخوانية، التي نفذت عمليات إرهابية في مصر.

ويشير "النجار"، إلى واقعة الإيقاع بعشماوي بقوله: "عشماوي ومن معه كانوا يشكلون حلقة في محاور ثلاثة شكلها تنظيم القاعدة بالمنطقة، الأولى في شمال أفريقيا، يتزعمها هو ويستهدف تنفيذ عمليات مسلحة في مصر وليبيا، والثاني على الجبهة السورية، وثالث في مالي".

وذكر أن هذه الضربة- القبض على عشماوي- أغلقت حلقته، وربما يتقهقر أتباعه في ليبيا ومصر، وحتى لو أعاد التشكيل نفسه لن يكون بالقوة التي كان عليها قبل القبض على قياداته. وبحسب "النجار"، فإن هذه الخطة تعود للمخابرات التركية تحديدًا، لأنها كانت ترغب في تكرار ما فعلته في سوريا بمصر، عقب عزل الإخوان، وقضاء ثورة 30 يونيو على أحلامهم.

ويؤيده في الرأي العقيد حاتم صابر، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي، أن القبض على "عشماوي" في درنة، ضربة مؤلمة لكل المخابرات الأجنبية الداعمة للإرهاب.

ويقول "صابر"، إن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين الجيشَين المصري والليبي، لتسليم عشماوي ومحاكمته داخل الأراضي المصرية. وأوضح أن عملية القبض على "عشماوي" تمت بتنسيق مخابراتي متكامل بين أجهزة الأمن المصرية والليبية، مؤكدًا أن سقوطه سيؤدي بالضرورة إلى كشف مفاتيح العمليات الإرهابية، ليس فقط فى ليبيا ولكن في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما النفوذ المخابراتي القطري- التركي في الأراضي الليبية، ومحاولة استهداف الأمن القومي المصري، بحسب قوله.

وكان الجيش الليبي كشف في وقت سابق عن تفاصيل العملية الأمنية التي أسفرت عن القبض على الإرهابى هشام عشماوي فجر الاثنين. وقال بيان الجيش الليبي إن "غرفة عمليات الكرامة ألقت القبض عليه في حي المغار في مدينة درنة، وكان يرتدي حزاما ناسفا لكنه لم يستطع تفجيره بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من أفراد القوات المسلحة، وذلك رفقة الإرهابي المصري بهاء علي، والليبي مرعي زغبية".

واُتهم "عشماوي" بالاشتراك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة "101 حرس حدود"، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا والذي أسفر عن استشهاد 29 شخصا، والهجوم على مأمورية الأمن الوطني بالواحات والتي راح ضحيتها 16 شهيدًا.

وقضت محكمة جنايات غرب القاهرة العسكرية، غيابيًا بإعدام هشام عشماوي، و13 من العناصر الإرهابية في اتهامهم بالهجوم على "كمين الفرافرة" الذي أسفر عن استشهاد 28 ضابطًا ومجندًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان