في 24 ساعة.. طارق شوقي يثير الجدل حول مجانية التعليم والبرلمان يتدخل
كتبت- ياسمين محمد:
على مدار 24 ساعة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بتصريحات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، خلال اجتماعه مع لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب، أول أمس السبت، والتي اعتبرها البعض اتجاه من الحكومة لإلغاء مجانية التعليم.
في تصريحاته قال الوزير: "مجانية التعليم لا يجب أن تترك بلا نقاش، مطالبًا بضرورة الإجابة على بعض الأسئلة من بينها، مجانية التعليم تكون لمن؟ هل المجانية لمن ينجب طفلين كما هي لمن ينجب 10 أطفال؟".
وقال الوزير: "إن الناس توافق على دفع الأموال لأي مكان إلا الحكومة، مثل الأموال التي تصرف سنويًا على الدروس الخصوصية، وبعض المراكز غير المرخصة"، ضاربًا مثالًا بحفل الفنان عمرو دياب الذي وصل ثمن التذكرة الواحدة فيه إلى 20 ألف جنيه، في حين أن الدولة لا تجد أموالًا لتطور بها التعليم، وفي حالة الحديث عن المجانية "ممكن الناس تحدفنا بالطوب".
بمجرد نشر هذه التصريحات، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، باتهامات لوزير التعليم تشير إلى نيته إلغاء مجانية التعليم، وقال عدد من أولياء الأمور، إن من يحضر حفلًا لعمرو دياب، فئة قليلة جدًا من المجتمع لا تعرف شيئًا عن المدارس الحكومية وطلابها.
ويرصد "مصراوي" في السطور التالية، مادار خلال الساعات الأخيرة، بدءً من تبرير وزير التعليم موقفه، وحتى مساندة البرلمان له مع التأكيد على أن مجانية التعليم حق دستوري.
الوزير يبرر
بعد انتشار موجة من الهجوم على وزير التربية والتعليم، رد الوزير في منشور له على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"، مؤكدا أن ما نقل على لسانه من معلومات مجتزأة من سياقها، بواسطة صحفيين تواجدوا خلال حضوره اجتماع لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بدون علمه.
وقال الوزير، إن التشاور حول اقتصاديات التعليم ضروري ومنطقي وموضوع ينبغي بحثه في حوار مجتمعي، وأضاف أنه لم يطلب إلغاء الاستحقاق الدستوري على الإطلاق والخاص بمجانية التعليم.
واستطرد: "إنما دعونا السادة النواب لدراسة هذا الواقع المخالف للدستور ودراسة اقتصاديات التعليم كيف سنواجه التكلفة الباهظة الآن وفي المستقبل بحلول أفضل لاستغلال ما ننفقه على التعليم حتى نحقق عدالة اجتماعية حقيقية وجودة أعلى للتعليم المصري".
ورأى أن: "المجانية المنصوص عليها في الدستور لم تتحقق، كما كان مستهدفا بدليل تكلفة التعليم الباهظة من دروس وكتب خارجية والتي يشكو منها الفقير والغني على حد سواء" وفق قوله.
وأكد شوقي، أن التعليم أصبح مكلفًا وليس مجانيًا، كل ما نقرره هنا أن الواقع الحالي لا يحقق المجانية المنشودة ولا يحقق العدالة الاجتماعية أيضًا ولا حقق جودة التعليم- على حد وصفه.
ودعا شوقي، لمواجهة الواقع بالدراسة والبحث.
البرلمان
ساند مجلس النواب، وزير التربية والتعليم في تصريحاته الأخيرة، وقال الدكتور علي عبدالعال، رئيس المجلس، إن تصريحات الدكتور طارق شوقي، مقتطعة من سياقها، وأن مجانية التعليم أمر غير مطروح للنقاش، ولا داع للمزايدة خاصة أن المجانية منصوص عليها في الدستور.
وأكد عبدالعال أنه استمع إلى تسجيلات كلمة الوزير في لجنة المشروعات، ولم يتطرق إلى مجانية التعليم، مؤكدًا أن البرلمان يساند الوزير من أجل تطوير المنظومة.
وأشاد عبدالعال، بجهود وزير التربية والتعليم؛ لتطوير وإصلاح المنظومة، قائلًا: "وزير التعليم من الشخصيات التي تناولت هذا الملف بأسلوب علمي واتخذ فيه خطوات أراها في غاية الجرأة والجسارة، ولذلك يواجه بالمقاومة من وقت لآخر، وباسم مجلس النواب أؤكد لك أن المجلس يساندك فيما تقوم به من إصلاح المنظومة، وأقول لك: لا تلتفت من هنا أو هناك لمن يحاولون تشتيت رأيك والدخول في معارك جانبية واجتزاء بعض التصريحات التى تصدر منك من سياقها".
واستطرد رئيس البرلمان: "أي محاولة إصلاح تواجه بالمقاومة، فكلما يتناول الوزير مسألة معينة تقوم الدنيا ولا تقعد، بقولك اطمئن تمامًا وسر في طريقك وخطتك".
فيديو قد يعجبك: