لأول مرة.. عرض أطول بردية في المتحف المصري بالتحرير
كتب- يوسف عفيفي:
عرض المتحف المصري بالتحرير، اعتبارًا من اليوم أول مرة، (بردية يويا) المدونة بالخط الهيروغليفى المبسط والتي تعد أطول بردية عثر عليها في مصر، وذلك ضمن سيناريو العرض الجديد للمتحف الذى ضم مجموعة كنوز (يويا وتويا) بالدور العلوي بالجناح الشرقي بالمتحف احتفالا بمرور ١١٦ عاما على افتتاح المتحف.
وأشار مؤمن عثمان، مدير إدارة الترميم بالمتحف المصري، على هامش الاحتفال بمرور ١١٦ عامًا على افتتاح المتحف، إلى أن البردية ظلت مخزنة داخل دواليب التخزين بالمتحف المصرى منذ اكتشافها في مقبرتهما بوادي الملوك عام ١٩٠٥، وقد عثر عليها متكاملة في شكل لفافة ممتدة وفي حالة جيدة من الحفظ وتحتفظ بألوانها وحالتها جيدة جدًا، ولم يكن في الأمكان عرضها بصورتها الكاملة نظرًا لطولها الذى يقرب من 20 مترًا.
وأوضح أنه تم فرد البردية وقت الاكتشاف، وتقسيمها الى 34 جزءا بالاضافة الى جزء صغير خالى من الكتابات ليكون المجموع 35 جزءًا، وقبل البدء في أعمال الترميم استعدادا لعرضها بدأ فريق العمل في فتحها وتوثيق حالتها الأثرية، حيث تم استخدم التوثيق الفوتوغرافى عالى الجودة والميكروسكوب الضوئي لفحص البردية، وتم فحص حالة الأحبار والألوان المستخدمة التى ظهرت فى غاية الروعة والابداع.
ولفت الى ان أعمال الترميم الخاصة بالبردية شملت تجميع الأجزاء المنفصلة للبردية بشكل جزئى لكل قطعتين حتى نتمكن من سهولة تحريكها وعرضها واستخدم الاسلوب اليابانى فى وضع الحامل الجديد المكون من الورق اليابانى 5جم/متر والمكون من الياف نبات الكوزو الذي ينمو في اليابان مع استخدام أساليب القطع اليابانية التقليدية والتي أضيف عليها بعض التغييرات التى تتلائم مع ظروف البيئة والحفظ فى مصر.
وقال إن البردية ترجع الى برديات الدولة الحديثة فى تكوينها سواء من حيث حجم الصفحات المكونة للبردية يتراوح طول كل ورقة من 11.5 إلى 14 سم، وتميزت تلك البردية ذات الرسوم المصورة والبطاقات المرسومة بالروعة، وتجسدت روعتها فى دقتها وتعدد الوانها وعنايتها بالتفاصيل.
وأضاف أن بردية "يويا" تتضمن ٤٠ تعويذة من "كتاب الموتى"، أو كتاب "الخروج بالنهار" وهو مجموعة مختارة من التعاويذ والتلاوات والاعترافات والارشادات، فضلاً عن مجموعة اخرى من المتون الجنزية ، اكثر من كونها "كتاب" بمعناه الحقيقى وهذه التعاويذ موضوعة بشكل متلاصق وان خلت من التسلسل المتعاقب.
من جانبها، أشارت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار إلى أن المتحف المصري بالتحرير يعد منارة الآثار حول العالم لما يحتوي عليه من قطع أثرية فريدة وهامة، ويأتى الاحتفال اليوم بذكرى تأسيسه الـ١١٦ بمثابة مرحلة استثنائية ليتم عرض سيناريو متحفي عالمي جديد للقطع الأثرية الموجودة به مع الحفاظ علي هويته وإعادة عرض لأهم القطع وإبرازها.
وكشفت عن أعمال تطوير المتحف التي تتضمن المدخل وإعادة سيناريو العرض المتحفي الخاص بالقاعات 46،47،49 ،50،51. كما سيتم وضع رؤية استراتيجية شاملة وخطط للتسويق والترميم والحفظ وغيرها من الخطط التي تهدف إلى ربط الجمهور بالمتحف وخلق قنوات للتواصل والتفاعل مع مختلف الفئات المجتمعية، ودمج أهم الوسائل التكنولوجيا الحديثة.
فيديو قد يعجبك: