لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نبيلة صالح.. معاقة بصريًا تحلم بالرؤية والجري دون مضايقات

12:10 ص الإثنين 05 نوفمبر 2018

نبيلة صالح

كتب- محمد نصار:

في زاوية هادئة دخل الممرات الرئيسية المؤدية إلى القاعات التي تشهد جلسات منتدى شباب العالم، تجلس نبيلة يحيى صالح، صاحبة الـ29 عامًا، خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس، والتي تعاني من إعاقة بصرية، تتبادل أطراف الحديث مع إحدى صديقاتها.

بابتسامة رائقة تقول نبيلة، إنها مولودة مصابة بهذا الإعاقة، لأن العصب الحسي ميت، لذلك عاشت سنوات عمرها دون أن تتمكن حتى من رؤية والدتها، أو والدها ولو لمرة واحدة.

سكوت يظهر ملامح الوجه كاملة بجماله المصري الخالص، لتبدأ بعده نبيلة في سرد حكايتها لمصراوي، عن تجربتها في التسجيل لمنتدى شباب العالم: "كل واحد فينا سجل بنفسه في المنتدى، ويوجد الكثيرين مثلي الذين ينتمون إلى فريق عمل مؤسسة حلم، واتقابلنا في منتدى الشباب علشان نوصل رسالة للعالم والناس إزاي يتعاملوا مع الأشخاص ذوي الإعاقة.

تقول نبيلة: "نفسي الناس تعرف كيف يعيش الكفيف حياته، وما الذي يعانيه، وإزاي الناس تتعامل معاه وتقدم له المساعدة بدون ما تجرحه أو تؤذيه، طرق المساعدة ليها ضوابط، ومش كل الناس عارفاها".

وعن تفكيرها في الزواج وتكوين أسرة، ومدى تأثير إعاقتها على هذه المسألة التي تحلم بها كل فتاة، تؤكد: في أوقات قليلة أفكر في هذا الأمر بس مجرد تفكير عابر لكنه لا يشغل تفكيري بشكل كبير.

في الدراسة كانت تواجه الفتاة القاهرية الكثير من المشكلات في البداية، لكن بمرور الوقت كانت تتأقلم مع الأوضاع خاصة مع إزدياد تفهم الناس لحالتها، وطرق مساعدتها بشكل صحيح: "في البداية كان في ناس كتير مفكرة إني تعبانة أو دايخة لما كنت بمشي بشكل فيه تعثر".

الصعوبات في الجامعة لم تكن على مستوى الأصدقاء فقط، بل كانت على مستوى التعامل مع الأساتذة على نحو أكبر: "في إحدى المحاضرات الدكتورة كتبت حاجة على البورد ومكنتش فاهماها، فرفعت إيدي وكانت الدكتورة مضايقة جدا، وقالت بصوت عالي مين اللي رفعت إيديها، رديت عليها وقولت أنا".

تكمل الفتاة العشرينية: "مرت هذه الأيام الصعبة التي واجهتها في الدراسة في البداية، أصحابي حرصوا على كتابة المحاضرات والمواد العلمية على الكمبيوتر لمساعدتي، كما أن الدكتورة التي عنفتني من قبل أصبحت تهتم وتطلب مني الجلوس في الصف الأول.

التحدي الكبير الذي تراه نبيلة، يكمن في التخلص من الخوف أو الشعور بالنقص لدى الشخص ذو الإعاقة، ويتبعه تحد آخر يتمثل في طريقة تفهم الناس لأصحاب الإعاقات: "محتاجة أحس إن أنا بتعامل في جو طبيعي مش حد جاي من كوكب تاني يبقى محل انتقاد أو سخرية من البعض".

وحول مشاركتها في منتدى شباب العال، تؤكد: "عايزين نوصل للعالم إن مش بس عام 2018 هو عام ذوي الإعاقة والدنيا تخلص على كده، عايزين نكمل المسيرة في السنوات المقبلة، قانون ذوي الإعاقة مهم جدا لنا وأريد من الرئيس الاهتمام أكثر بالأشخاص ذوي الإعاقة".

"نفسي أجرى وأمارس رياضة القفز"، تعبر الفتاة القاهرية عن رغبة في ممارسة شيء حرمت منه طوال سنوات عمرها، مؤكدة أنها تحب الرياضة بشكل كبير جدَا، وشاركت في ماراثون للمشي من قبل بداية من القاهرة وحتى العين السخنة.

تنهي نبيلة حديثها قائلة: "أمنيتي الوحيدة إني لو في يوم فتحت وربنا كتب لعنيا تشوف النور اللي اتحرمت منه طول الوقت إني أشوف الناس مبسوطة وفرحانة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان