"الإفتاء": أكثر من مليون فتوى وإنجاز 53 دراسة علمية تدحض شبهات المتطرفين خلال 2018
القاهرة- أ ش أ:
كشفت دار الإفتاء المصرية عن قيامها خلال عام 2018 بالرد على أكثر من مليون فتوى متنوعة شملت كافة مناحي الحياة؛لتصحيح الوعي المجتمعي ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وبيان صحيح الدين والتصدي للمشكلات الدينية التي تواجه المجتمع، والعمل على بناء إطار ديني داعم ومساند للأمة المصرية ومؤسساتها الرافعة والدافعة نحو التقدم والتطور والنمو.
وذكرت "الإفتاء" - في تقرير عن أنشطتها خلال عام 2018 الصادر اليوم الإثنين- أنها وضعت بين أيدي صناع القرار والمراقبين والباحثين والمتابعين أبرز جهود الدار في مجالات الفتوى، كما شمل هذا العام جولات مكوكية لمفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام في إطار سعيه الدؤوب للتواصل مع العالم ولتصحيح صورة الإسلام والمسلمين.
وأضاف التقرير أن جولات المفتي شملت زيارات مهمة للنمسا والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان والجزائر والإمارات والسعودية، التقى خلالها بعدد من الرؤساء والقيادات والمفكرين وأصحاب القرار، وقدم الدعم العلمي والشرعي للمسلمين في مختلف الدول.
كما شهد عام 2018 صدور طفرة واسعة في تطوير وتحديث دار الإفتاء ورفع كفاءتها لتلبية الاحتياجات المتزايدة في الداخل والخارج، وتم استحداث إدارات جديدة تواكب العصر وتسهم في إيصال رسالة الفتوى للكافة، وإصدار عدد من الدراسات النوعية الهادفة لتفكيك الفكر المتطرف ودحض دعاوى الإرهابيين، وإطلاق المؤشر العالمي للفتوى كأول مؤشر من نوعه مَعْنيٍّ برصد فتاوى أي محيط جغرافي تتوافر فيه المظاهر الإحصائية العامة لمعرفة ما يدور في فلك الحقل الإفتائي العالمي وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجي، إضافة إلى كشف الستار عن مشروع "المرجع العام للمؤسسات الإفتائية" الذي يعد اللبنة الأساسية في بناء نظام المؤسسة أو الهيئة الإفتائية.
وأشار التقرير إلى قيام الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء المصرية بتنظيم مؤتمر دولي برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، وقد استمرت فعالياته على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.
وشهد المؤتمر إطلاق مشروعات دينية مهمة أبرزها المؤشر العالمي للفتوى، الذي يهدف لمعرفة ما يدور في فلك الحقل الإفتائي العالمي وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجي، وكذلك ما تكتبه وتطلقه المنظمات المتطرفة من فتاوى وإصدارات للرد عليها بأسلوب علمي دقيق يسهم في تجديد الخطاب الديني، إلى جانب المرجع العام للمؤسسات الإفتائية وهو يعد نواة لموسوعة إفتائية عالمية تتناول بالتنظير والتطبيق ما يتعلق بالإفتاء وتكون مصدرًا رئيسًا لوضع المعايير والقواعد الحاكمة للعملية الإفتائية، ليظل الإسلام في طليعة الأيديولوجيات الموجهة لسمات التطور الحضاري.
وأوضح التقرير أن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية قد قام بإصدار نحو 53 دراسة وتقرير وإصدار علمي خلال العام 2018، لمواجهة وتفكيك الفكر المتطرف والرد على ادعاءات المتطرفين، وتناولت تلك الدراسات تحليل مضمون لمختلف الإصدارات التكفيرية والمتطرفة الصادرة عن الجماعات التكفيرية.
كما أقامت دار الإفتاء المصرية عددًا من برامج التدريب من أجل نشر قيم الإفتاء المنضبط الذي يحقق مقاصد الشرع الشريف ويرسخ للأمن المجتمعي، حيث بلغت البرامج المنفذة من قِبل دار الإفتاء المصرية خلال 2018 أربعة برامج أساسية داخل مصر وخارجها، من أبرزها: تدريب أئمة بريطانيا وإمدادهم بمهارات وعلوم الإفتاء، وبرنامج تدريب الطلاب التايلانديين على (تفكيك الفكر المتطرف) ، وبرنامج تحسين المهارات الإفتائية للعاملين في مجال الشئون الإسلامية بدولة ماليزيا، إضافة إلى البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج بجانب برنامج تدريب الوافدين.
ونوه التقرير بأن الدار لم تغفل جانب الفضاء الإلكتروني، حيث أنشأت صفحات لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حيث تعد الصفحة النافذةَ الكبرى والأهم لدار الإفتاء المصرية، وقد أطلقت في عام 2010، وحصلت على التوثيق والاعتماد من إدارة "فيس بوك" بالولايات المتحدة الأمريكية لتكون بذلك أول مؤسسة إسلامية في مصر والعالم تحصل على الاعتماد بعد أن تخطى عدد المشتركين فيها حاجز 7 ملايين و300 ألف متابع.
كما بلغ عدد المواد الصحفية المنشورة في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت التي تتناول أخبار الدار أكثر من 72 ألف خبر ومادة صحفية، تناولت مواقف الدار المتنوعة وتعاطيها مع مختلف القضايا، إضافة إلى نشر الفتاوى الحديثة والمستجدات الفقهية التي تنشرها الدار، بالإضافة إلى مقالات فضيلة المفتي وعلماء الدار لتصحيح المفاهيم وإيصال صحيح الدين إلى مختلف فئات المجتمع المصري والمسلمين حول العالم.
وأشار التقرير إلى خطة الدار للعام القادم حيث تتجه إلى وضع معايير للفتوى والنهوض بها وفقا الأطر العلمية الدقيقة والمدروسة من خلال تطوير مشروع معايير الجودة في المؤسسات والهيئات الإفتائية كمرجع نظري يحوي تطبيقا عمليا لتحقيق معايير الجودة، إلى جانب إصدار دليل لمواجهة التطرف وإنشاء مركز استراتيجي لدراسات التشدد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: